رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

«المقطاف» الصعيدي.. شنطة الغلابة وخزانة أصحاب المحال في قنا (صور)

فيتو

في قلب الصعيد الجواني، عدد من البيوت القديمة التي تفوح منها رائحة الزمن الجميل لم تغير ملامحها علامات الزمن التي مرت عليها، بالاقتراب من قاطنيها، وجدنا عددا من الحبال المصنوعة من ليف النخيل، يتم تشبيكها مع بعضها البعض لتنسج ما يسمى بالمقطاف، الذي كان يعد ولا يزال شنطة سفر الغلابة وكانت صور الصعايدة حاملين فوق رؤوسهم "القفة" أو المقطاف كما يطلق عليها أهالي الصعيد، وهي من أكثر المشاهد التي تتصدر أفلام ومسلسلات مصر في الستينيات والسبعينيات ومطلع الثمانينيات، ومن أكثر تلك المشاهد ما جسده الفنان الراحل أحمد زكي في أدوار الصعايدة القادمين إلى قاهرة المعز وعلى رؤوسهم المقطاف الذي يحمل بين جنباته ملابس وحتى أحلامهم.


صناعة المقطاف
قال حسن محمد، أحد صناع المقطاف بمركز قوص، إن المقطاف كان ولا يزال أحد الأساسات بالبيت الصعيدي، وكان في الماضي الكثير من الأهالي يستخدمونه كشنطة في السفر وآخرون يضعون فيه الأكل وآخرون يحتفظون بالغلال في حواصل وهي مكان مخصص لتخزين الغلال في البيوت الصعيدية القديمة "عبارة عن حجرة بها شباك أعلها للتهوية"، مشيرا إلى أنه رغم ظهور الكثير من وسائل السفر والحفظ الحديثة إلا أن قرى قنا لا تزال حريصة على شرائه.

كما أضاف أحمد حسن، أحد الصناع، أن مراحل تصنيع المقطاف تبدأ من جمع ليف النخيل والذي يتم غسله وتجفيفه ووضعه في الشمس لوقت حتى يصبح متماسكا وبعدها يبدأ العاملون في تضفيره إلى ضفائر طويلة كحبال ليتم بعد ذلك تشبيكها بشكل دائري، حتى يصبح بهذا الشكل.

حرفة تحدت الزمن
وقال سعد محمد، أحد العطارين: "نحرص على شراء المقطاف لرخص الثمن، ونحفظ بداخله البقوليات والكثير من التوابل ويساعد في الحفاظ عليها من بعض الحشرات التي تنمو في اللوحات الخشبية التي يتم عرض البقوليات فيها، وحاليا يوجد إقبال كثير على شرائه بعد ارتفاع أسعار الزجاج والخشب، وتكلفة الديكورات، خاصة وأن المقطاف لا يستحوذ على مكان كبير داخل المحال، كما أنه غير مكلف في ظل الظروف الحالية ولا يستهلك مثل الزجاج المعرض للكسر أو الخشب الذي يتآكل.

وأكد يحيى العطار، صاحب أحل محلات العطارة بقنا، أن العطارة تمتاز بالطابع القديم وأغلب الأعشاب والتوابل التي يتم بيعها لا تناسبها الفترينات الفارهة الشكل والتي تكلف أصحابها مبالغ طائلة في حين أن العطارة بالأساس تعتمد على الأشياء اليدوية، ولذا تحرص محال العطارة على الاستعانة بالمقطاف.

وأشار طلعت عبدالحميد، أحد أصحاب محال العطارة، أن المقطاف من الحرف التي تحدت الصيني ولم تستطع النيل منها كباقي الحرف والصناعات اليدوية في مختلف قرى مراكز محافظات الصعيد.

الغناء للمقطاف
ولم يمنع تقدم العمر بها من أن تروي سيدة عدلي، سبعينية العمر، حكايات عن "المقطاف"، ومنها بعض كلمات لأغان قديمة كانت ترددها السيدات وهن يصنعن المقطاف في البيوت قديمًا، ومنها: "مقطاف الحبايب اللي جاي في القطار جايب معاك كل الخير وشايل بط ووز الكباير".. مقطافي اللي شايلك على أكتافي.. ومودي فيك الجمايل"، إشارة إلى استخدام "المقطاف" في حمل الهدايا بين العائلات عند الأفراح والمناسبات، لسهولة التنقل به ووضعه على الرأس أو الكتف.
Advertisements
الجريدة الرسمية