رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

محمود السعدني يكتب: زمن العجائب

محمود السعدنى
محمود السعدنى

في مجلة صباح الخير عام 1968 كتب الصحفى الساخر محمود السعدنى مقالا قال فيه:

عتبى على عبد الحميد الديب أنه يعامل كمتسول وبائس وفقير لا ينبغي أن يصدر له ديوان ولا يصح أن يكون له تاريخ أدبيا لو وجد الشاعر عبد الحميد الديب في بلد مثل فرنسا لتألفت باسمه جمعيات وأقيمت ندوات ولأصبح له مطاعم يرتدى فيها جرسونات ملابس المتسولين ويقدم فيها الطعام في صحون من الفخار، ولتألفت جمعية للتأليف تحمل اسمه ودار نشر تهتم بمؤلفاته وتدرس ظروف حياته ومن خلالها تدرس ظروف عصره.

هذا الموقف نفسه هو الذي جعل رجلا مثل الدكتور إبراهيم ناجى ينام تحت تراب النسيان حتى غنت له أم كلثوم الأطلال مع أن ناجى شاعر عظيم وصاحب مدرسة وفنان كان له أكبر الأثر في الشعر الحديث، وهذا نفسه هو الذي أدى ويؤدى إلى الاحتفال بشاعرة هايفة ليس لشِعرها بكسر الشين ولكن لشَعرها بفتح الشين.

وأبرز مثال على هذا بنت حلوة وبضة وبيضة كالبطة وكان شعرها سايحا نايحا، وجسمها سائح وعقل سائح كلوح الثلج في شهر يونيو. وهذه البنت كانت تكتب شعرا أكثر سيحانا من عقلها وشعرها وجسمها البض الثمين. استطاعت من خلال هذا الشعر الهايف أن يكون لها معجبين وشهرة عريضة وأصبحت صورها وأخبارها مادة ثابتة في الصحف اليومية. التف حولها عشرات الشعراء والكتاب والأدباء والصحفيون وصار بيتها ندوة لرجال الفكر والأدب.

لمعت السيدة البيضة المعجباتية عدة سنين وصدر لها أكثر من ديوان وأكثر من دراسة لكن أفلت شهرتها الأدبية عندما تسلل الشعر الأبيض إلى شعرها الأصفر وحفر الزمان تجاعيد على وجهها وذبلت العيون التي كانت تشع نورا.

وأكثر من ست معجباتية حدث لها نفس الشيء ولو كانت في بلد مثل إنجلترا لوجدت هذه الست فرصتها كموديل يقف زلط ملط أمام فنان يرسم لوحة، لكن لأن الأشياء مختلطة في مصر فكل شيء ممكن وكل شيء ماشي وكل شيء عال.

رجل زى على مبارك يذهب إلى النسيان، وست زى بديعة مصابنى يصدر عنها كتب وعن فلسفتها دراسات.. والفنانات أغلبهن من محيط الكباريهات، والفنان المطرب غالبا خارج من شارع محمد على.
Advertisements
الجريدة الرسمية