رئيس التحرير
عصام كامل

«الثأر» سرطان مزمن في قلوب المنياوية.. 3 حوادث في 20 يومًا

فيتو

عادات وتقاليد يتوارثها أهالي الصعيد جيلا بعد جيل، بعضها محمودة يفخر بها كل منتم للصعيد، أبرزها «التماسك والترابط» بين كل العائلات وأبناء كل قرية، ولكن البعض الآخر يكون منبوذا، وتستنكره كل المجتمعات، وأكثر هذه العادات «الثأر» الذي يخلف وراءه نزيفا من الدماء لا يتوقف، وينتشر هذا السرطان في كل محافظات الصعيد، وخاصة المنيا التي شهدت خلال 20 يوما فقط 3 حوادث قتل، إثر خلافات ثأرية بعضها يرجع إلى أحداث مر عليها أكثر من 5 سنوات، والبعض الآخر لم يمر عليها أكثر من 24 ساعة، في الوقت الذي فشلت فيه الجلسات العرفية وبيت العائلة المصرية في محاولة وقف نزيف الدم.


"فكهانى يقتل مدرسا"
صباح الخميس الماضي، أطلق "فكهاني" الأعيرة النارية على مدرس من طبنجة كانت بحوزته، أثناء سيره بالقرب من مدرسته الثانوية الصناعية في مركز مغاغة بشمال المنيا، وسقط قتيلًا في الحال، وذلك ثأرًا لشقيقه الذي قتل أثناء مشاجرة سابقة مع المجني عليه "المدرس" في السوق.

وتم تحديد الجاني وضبطه والسلاح المستخدم، وأشارت التحريات الأولية إلى سابقة وجود خصومة ثأرية بين المدرس والفكهاني إثر نشوب مشاجرة بينهما في السوق راح ضحيتها شقيق الفكهاني.

قتيلان.. والسبب 180 جنيها
وفي مساء الأربعاء الماضي، تبلغ مركز شرطة ملوي بوصول "شاب عشرينى "، إلى المستشفى العام، "جثة هامد"، متأثرًا بإصابته بطعنات من سلاح أبيض، وبانتقال قوات الأمن إلى مستشفى ملوي تبين أن الجثة لـ"ك. ن. غ"، 26 عاما، عامل، مقيم بقرية البياضية وبسؤال أهليته، اتهموا "ز. ج"، 26 عاما، مزارع، مقيم بذات القرية بقيامه بطعن المجني عليه إثر مشادات كلامية، ولم يمر 24 ساعة إلا ولقي "ف.ج "، والد المتهم مصرعه إثر تلقيه ضربات بالرأس من شومة كانت بحوزة أقارب القتيل والقوا به في الأرض الزراعية، وأشارت التحريات الأولية إلى أن سبب المشاجرة خلاف على 180 جنيها.

ضحية والده
وفى سياق متصل، قُتل طالب في حادث ثأرى أثناء ذهابه إلى المدرسة على يد شقيقين توءم، أخذا لثأر شقيقهما الأكبر الذي قتله والد المجنى عليه، ووصل بلاغ لمركز شرطة المنيا يفيد بمقتل طالب ثانوي أثناء توجهه إلى مدرسته في قرية زهرة، وانتقلت أجهزة الأمن إلى القرية، وتبين مقتل "ش. ا. م"، 18 عاما، طالب بالصف الثالث الثانوي، متأثرًا بإصابته بطلق ناري في البطن والصدر، وتم نقل الجثة إلى المستشفى العام، وأكدت التحريات أن التوءمين "حمدى وفضل" هما من نفذا الجريمة.

وعقب تقنين الإجراءات القانونية، تمكن الرائد أحمد سامى وحازم عسقلانى وعلى سرحان من نصب عدة أكمنة متحركة وتم ضبط الجناة والسلاح المستخدم في ارتكاب الواقعة.

وأمام العميد مجدى سالم مدير المباحث، اعترف المتهمان بارتكاب الواقعة للأخذ بثأر شقيقهما: "الدم عمره ما يبقى مية مهما طال الزمن، فعلنا ذلك حتى نرفع رأسنا وسط أبناء القرية بعدما قتل والد المجنى عليه شقيقنا الأكبر".

وسادت حالة من الحزن بين زملاء المجني عليه الذين لقبوه بالشهيد، وأمر المستشار أحمد العجوز مدير نيابة مركز المنيا، بحبس التوءمين 4 أيام على ذمة التحقيق.
الجريدة الرسمية