خيانة في البيت الأبيض.. وثائق تكشف فساد منظومة الهجرة داخل إدارة ترامب

وثائق جديدة كشفت سياسة يتبعها أقرب المسئولين للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وهما جون كيلي مدير الموظفين بالبيت الأبيض، وجون بولتون مستشاره للأمن القومي؛ تخالف الإستراتيجية التي يعمل بها فيما يتعلق بملف الهجرة، وهي تساهلهم في مرور المهاجرين ومخالفتهم لأوامر ترامب، موضحة أن أعداد المهاجرين زادت بالآلاف خلال الشهرين الماضيين.

التقارير أكدت أن بولتون ومقربين من كيلي سمحوا بزيادة عدد المهاجرين الذين يدخلون للبلاد عبر الحدود الجنوبية خلال الشهرين الماضيين، رغم أن ترامب أعلن الأسبوع الماضي أنه يؤيد سياسة فصل المهاجرين عن أبنائهم، مؤكدا أنها أسهمت في ردعهم وتقليل أعداد المتسللين لبلاده بشكل غير شرعي، كما هدد أمس الخميس بنشر الجيش وإغلاق الحدود الجنوبية إذا لم توقف المكسيك ما أسماه بهجوم المهاجرين من أمريكا اللاتينية الذين يمرون عبرها للوصول إلى الولايات المتحدة.

مشادة وتهديد
صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية ذكرت أن هناك مشادة وقعت أمس بين بولتون ووزير الأمن الداخلي كيرستين نيلسن المقرب من كيلي، وعمل كنائب سابق له بالبيت الأبيض، وتضمنت مناقشة حادة وصلت لحد التراشق بالألفاظ بين المسئولين، حول السماح بدخول المهاجرين غير الشرعيين للبلاد، وقال أشخاص اطلعوا على الأمر إن كلا المسئولين اتهم الآخر أنه يسهل أمر دخول المهاجرين للبلاد، للدرجة التي وصلت لتهديد بولتون نيلسن بإقالته واستبداله بآخر.

زيادة كبيرة
الأمر أثار جدلا كبيرا في الولايات المتحدة، أكدته الوثائق اليوم، التي أوضحت أن بولتون سمح بزيادة المهاجرين للبلاد، بتجاهله للتقارير التي قدمت له حول فساد إدارة منظومة الهجرة وتساهلهم في دخول المهاجرين مقابل الرشاوي، موضحة أن هناك زيادة في أعداد المهاجرين للولايات المتحدة بنسبة بلغت 27%، ففي حين بلغت نسبة المهاجرين الذين دخلوا البلاد خلال الـ11 شهر الماضية نحو 90 ألف مهاجر، إلا أنها زادت خلال سبتمبر فقط لتصل إلى 105 آلاف شخص، وهو ما يعني أن نحو 77 ألف نجحوا في الدخول.

أما كيلي، فالأمر لم يتعلق به شخصيا لكن بوزير الأمن القومي المقرب منه، الذي أوضحت الوثائق أن كبار المسئولين بإدارته أعطوا أوامر بتسهيل دخول المهاجرين للحد من الانتقادات الموجهة لهم بالمجتمع الأمريكي، دون الكشف عن أسمائهم.

فساد داخلي
الأمر لا يتعلق بالمسئولين فقط، بل إن المنظومة القائمة على مسألة الهجرة تعاني العديد من المشكلات، فذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية منذ أيام، أن هناك الآلاف من موظفي إنفاذ القانون والهجرة يتعاطون الخمور والمخدرات أثناء تأدية عملهم، ويتلقون الرشاوي للسماح بمرور المهاجرين، وتم القبض على 500 شخص مؤخرا بتلك التهم، في حين كشفت التحليلات التي أجريت لهم للكشف عن الخمور أن نسبة عالية منهم يتناولونها.

البيت الأبيض
البيت الأبيض حاول التغطية على الأمر، وقالت المتحدثة باسمه سارة ساندرز أمس للصحفيين إن ترامب ليس غاضبا من أي شخص، ملقية باللوم كالعادة على الديمقراطيين في معالجة أزمة الهجرة غير الشرعية، وأكدت أنهم يدفعون بسياسة البلاد نحو فتح الحدود من أجل تحقيق مصلحتهم المتمثلة في إفشال رئيس البلاد.

صراع متزايد
تقارير الهجرة تكشف وفقا للمحللين والخبراء الصراع المتزايد الذي يدور داخل أروقة البيت الأبيض، وزيادة التوتر بين المسئولين حول السياسة التي يتبعها ترامب في إدارة أمور البلاد وأبرزها الهجرة التي أثارت انتقادات العديد من الدول، بل إنها وصلت لأبعد من ذلك وهو احتمال أن تؤثر على منصب بولتون قريبا ليقفز هو الآخر من سفينة ترامب ويستبدله بآخر يتوافق مع السياسة المتبعة للبلاد، أما كيلي فجميع التقارير تؤكد أنه يمسك بزمام الأمور بشكل جيد ولديه علاقات قوية مع ترامب وسيستمر في منصبه حتى الانتخابات الرئاسية المقبلة في 2020.