رئيس التحرير
عصام كامل

محمد سمير يكتب: توقفوا عن جعل الحمقى مشاهير

محمد سمير
محمد سمير

دائمًا أرى أن مواقع التواصل الاجتماعي ما هي إلا منزل كبير يحتوي على العديد من الغرف، وكل غرفة تحتوي على بعض الأشخاص وكل شخص يختلف تفكيره وثقافته وتعليمه عن الآخر، فكل واحد من هؤلاء شخص آخر في حياته الحقيقية، فالثقافة والتعليم بالنسبة لي هي المعيار الوحيد لتقييم الإنسان السوي.


والفترة الأخيرة ظهر العديد من الأشخاص على تلك المواقع أعتقد أن هؤلاء ما هم إلا مجموعة من الحمقى يقدمون محتوى "سخيف وتافه" بطرق مختلفة فباتت هناك "تفاهة معلبة" على شكل أغاني أو كتابات أو فيديوهات ساذجة تعبر عن مدى الانحطاط الثقافي الذي وصلنا إليه في هذا المجتمع العقيم فكريًا.

كنت أتمنى أن يكون الأمر هكذا فقط ويقوم هؤلاء بنشر فيديو وكفى بل هناك الكثير منهم أعلنوا أن هذه شغلتهم الوحيدة، بعد أن لقوا من يشبههم من مستوى ثقافتهم الدنيئة ويشاهدونهم ويتابعونهم باستمرار، الأمر الذي جعلهم في شهرة غير عادية فضلا عن أن معظمهم انتشر بالصدفة البحتة مثل الطفل الذي كان يبكي لمعلمته بأنه يريد أن ينام ربع ساعة، أصبح هذا الطفل مؤخرًا أشهر من تشي جيفارا الذي أخذ العديد من السنوات لكي يعرفه العالم أجمع هذا ليس مقارنة ولكنه تشبيه، ففي أقل من 24 أصبح هذا الطفل تريند على جوجل ومواقع التواصل جميعها بمجرد تسريب فيديو له بالرغم من أن الفيديو كارثة داخل المجتمع إلا أن هناك أشخاصا محدودي الفكر شاهدوه على سبيل التفاهة تاركين الكارثة، ويصبح الطفل حديث السوشيال ميديا والإعلام والصحافة، والأسخف من هذا تلقيه عروضا للتمثيل أو القيام بإعلان يا له من هراء.

عندما أرى أو أقرأ عن المجتمعات الغربية ألاحظ أن هناك مثل هذا وأكثر ولكن الفرق بيننا وبينهم إنهم يتجاهلون بعض الشئ ولا يعطونه الاهتمام الكامل مثلنا.. فلا يصبحون تريندات على السوشيال ميديا أو حديث الإعلام، أعرف أن هناك أشخاصا يقولون الآن إنها حرية فأنا بالتأكيد أتفق معك ولكن أحب أن أوثق اتفاقي في جملة تذكرتها الآن من الجنرال الراحل عمر سليمان عندما قال: «إن الشعب المصري غير مؤهل للديمقراطية».

الجريدة الرسمية