رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

على خط النار.. «فيتو» تحاور الفلسطيني الفائز بجائزة «أفضل مصور حروب»

فيتو

قبل نحو شهرين من الآن، أجرى أحد العاملين بوكالة الأنباء الفرنسية؛ مكالمة هاتفية مع المصور الفلسطيني محمود همص، أحد أبناء قطاع غزة، يخبره بأنه حصل على جائزة «البايو» الفرنسية، كأفضل مصور حروب في العالم، عن قصته المصورة بمسيرات العودة التي ينظمها أبناء القطاع كل جمعة على الحدود البرية.


لأسباب تنظيمية لم يحضر «همص» احتفالية تكريمه، وقال في تصريحاتٍ لـ«فيتو»: «الوكالة تسلمت عني الجائزة التي وزعت في الحفل الختامي للمهرجان الذي يعقد سنويا في مدينة البايو الفرنسية، وأخبروني بأني سأكون ضيف شرف المسابقة في العام التالي، فهكذا يكون عرف المهرجان لمن يحصد الجائزة، التي تشتمل على درع البطولة، وكاميرا، وعدسة مقدمة من شركة نيكون، فضلا عن الجائزة المالية».

تلك هي المرة الثانية التي يفوز بها أستاذ ميثاق التصوير الصحفي في الجامعات الفلسطينية، والمصور المحترف بأحد أكبر وكالات الأنباء العالمية، بجائزة البايو الفرنسية، فقد سبق وحصل على الجائزة خلال دورة المهرجان لعام 2007، موضحا في هذا الشأن: «سبق وفزت بالجائزة ذاتها عام 2007، أيضا فزت نحو 14 مرة بجوائز عالمية، خاصة أنني أعيش في منطقة مهمة جدا من العالم مليئة بالأحداث المتلاحقة التي يمكن التقاط صور لها، فدائما أشارك في كل مسابقة دولية يُعْلَن عنها».

من بين الجوائز الـ14 التي حصل عليها «همص»: جائزة الصين الدولية مرتين على التوالي في 2003 و2004، وحصل على جائزة اليابان الدولية، وجائزة دبي للصحافة، وجائزة ملك إسبانيا، والجارديان لأفضل مصور في العام، ووصل لنهائي جائزة «البوليزيرت العالمية»، وأخيرا مسابقة البايو لأفضل مصوري الحروب في نحو 20 فئة بين الأفلام، والتحقيقات، والتقارير، وتعطي للأول والثاني والثالث في كل فئة، ويشارك بها عدد كبير من المصورين تنظم سنويا في مدينة بايو الفرنسية، ويشارك بها عدد من أكبر المحكمين الدوليين في مجال الصحافة والإعلام.

أن يحصل مصور فلسطيني على لقب أفضل مصور حروب في العالم ربما يعني الكثير لأبناء القطاع المحاصرين منذ أكثر من 12 عامًا، لا يستمع العالم لما يعانونه من ويلات وصراعات يومية مع قوات الاحتلال الغاشمة، فبأسلحته الخاصة استطاع أن ينقل الصورة كأنها الواقع الحي بتفاصيله الإنسانية التي لا تخفى على أحد، فمشروعه في نقل صورة المسيرات الأسبوعية بما تحمله من أحداث وصراعات وهتافات وصل كليا إلى الخارج.

هكذا نجح المصور الفلسطيني في كسر الحصار ونزع الأسلاك الشائكة المطوقة لحدود قطاعه، ليرى الناس كيف يواجه أبناء غزة الاحتلال الإسرائيلي بصنوف أسلحته، بالكاوتشوك، والطائرات الورقية، والنبال.

وقال «همص»: «حلو كتير إن مصور فلسطيني في الأحداث العالمية تنعرض صوره وكل الناس تشوفها هي على الجانب الشخصي بحس إنه فيه ناس بتقدر عملي وبتكافأني عليه، ووطنيا بتجعل العالم كله بيشوف ماذا يحدث في فلسطين، وكل الناس بتشوف من خلال الصور كيف يعاني الفلسطينيون وخاصة أبناء قطاع غزة، وبحس إني بخدم قضيتي من خلال صوري، وبيشوفوا كيف بيسوي الاحتلال الإسرائيلي في الشعب الفلسطيني والأراضي الفلسطينية وحجم الدمار والخراب، غزة لها وضعها الخاص كونها المنطقة الوحيدة التي تعرضت لثلاثة حروب في 10 سنوات فقط».


عام 2001 وبعد انتهائه من دراسة الصحافة والإعلام؛ جمع محمود مبلغا من المال لا بأس به؛ استطاع من خلاله أن يشتري كاميرا محدودة الإمكانات تعاونه على شق طريقه في عالم التصوير، قائلًا: «عملت بعدها فري لانس لمدة سنتين، ثم التحقت للعمل في مكتب وكالة فرانس برس بالقطاع منذ 2003 وحتى يومنا هذا».

خلال عمله شارك الغزاوي «همص» في تغطية جميع الحروب والأحداث الكبرى التي شهدها قطاع غزة بداية من 2004، حينما أصيب بطلق ناري صادر عن دبابة إسرائيلية استقرت في قدمه، لتلحق رصاصة أخرى بالقدم الثانية عندما كان واقفا على خط الصراع الدائر بين المتظاهرين وقوات الاحتلال.

وأوضح: «كوننا صحفيين ميدانيين دائما بنكون أول الحضور في المظاهرات والثورات، وقت إصابتي انقطعت عن العمل مدة بسيطة، ثم عاودت وشاركت في أحداث غزة عامي 2012 و2014.. وشاركت في الأحداث المصرية والليبية خلال عام 2011، ومش بس بغزة عملت بالتصوير، كمان حبيت أوثق أحداث ثورة 25 يناير المجيدة بمصر».

دائما ما يكون محمود همص في مصاف مصوري الحروب الواقفين على خط النار، في انتظار اكتمال المشهد وتوثيقه لحظة بلحظة، اسمه يُردد في كل حدث وقع في القطاع مهما كان حجم مخاطره أو أبعاده، لكن تظل مسيرات العودة التي انطلقت في مارس الماضي ومازالت مستمرة حتى الآن؛ هي الحدث الأعظم والذي لا يضاهيه آخر مهما مر الزمان على محمود همص، يصفها بالفريدة والمميزة، آلاف المشاعر والتفاصيل الصغيرة تكمن في هذا الحدث الضخم الذي يقع في منطقة شاسعة ومفتوحة لا نهاية لها، فضلا عن الخطر المحدق بكل من يرتدي السترة السوداء التي تحمل على ظهرها عبارة «PRESS».

وتابع «همص»: «أثناء تغطية مسيرات العودة كانت هناك أحداث قبلها على الحدود، لكنها الأكثر استعارا وحدة وصعوبة بالنسبة لي ولكل مصوري القطاع، بل أصعب من الحرب ذاتها، فنحن في منطقة مفتوحة بها الملايين، بها قناصة وإطلاق نار وقنابل مسيلة للدموع، مساحة شاسعة لا تعلم من أين ستأتي رصاصة القناص، وأنت تغطين الحدث كصحفي حرب، ومواجهات كل جمعة، وغالبا كذا يوم في الأسبوع».

Advertisements
الجريدة الرسمية