رئيس التحرير
عصام كامل

شيماء بدر تكتب: لا تسجنوا الأبناء

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

كثير من الآباء لا يدركون مدى خطورة قتل الثقة في نفوس أولادهم، بعد أن شبوا عن الطوق وتملكوا رشدهم، فهم يتعاملون مع أبنائهم كما لو كانوا صغارًا، فيسجنون بداخلهم إرادتهم ومشاعرهم الناضجة، ولا يسمحون لهم بحرية التعبير أو أخذ مساحتهم في التعبير عن مشاعرهم؛ الأمر الذي يشكل خطورة كبيرة على مستقبل الابن أو الابنة؛ مما يجعلهم يستشعرون الضعف في التعامل مع المجتمع.
 

فهذا النمط الوالدي الذي نجده في معظم البيوت العربية لا يؤدي بابنهما إلا إلى مسلكين متوازيين وكلاهما قاتل وهما: أن يتجمد لدى الابن كل إحساس بالمسئولية من جراء قتل الثقة، وإظهاره بمظهر القاصر الذي لا رأي ولا مكان لاقتراحه.
 
أما المسلك الآخر فهو الخروج عن طوع الوالدين وسلطتهما.. وهي اللحظة التي يعلن فيها الابن عن حملة تمرد على السلطة الأبوية التي تقهره وتحوله من ابن بار لشخص عاق يرفض الانصياع لأي أوامر، حتى لو كانت هذه الأوامر بسيطة جدًا، فهو يعلن تمرده بكل طريقة ممكنة للخروج من هذه السلطة التي تقهر إرادته.

وهنا يجب أن نتوقف، ولو لبرهة، إزاء تعاملنا مع أبنائنا ونتدارك بعقلانية كل أخطاء الماضي، لدرء مخاطر المستقبل.
 
إن القصور وعدم الوعي في فهم أسس التربية الصحيحة عند الكثير من الآباء مشكلة بحد ذاتها، نراها في ساحة المجتمع التي نتج عنها الكثير من المشكلات مع أبنائنا. 

لذا فلا بد من الحرص على عدم قمع الأبناء والاستماع لآرائهم بل وإشراكهم في الأمور الخاصة بنا والأخذ بآرائهم ومساعدتهم على اتخاذ القرارات البناءة، وليس كبت مشاعرهم وحرياتهم. 

ولنحذر كل الحذر من قتل الثقة في نفوس أبنائنا وبناء سجن يكبت حريتهم وآرائهم، فهم زهور تتفتح وعقول تبنى مستقبلًا مشرقًا.
Advertisements
الجريدة الرسمية