رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

سر عودة الحرب بين أنصار الشيخ حسان والدعوة السلفية.. الداعية مدحت أبو الدهب يجر شكل «النور» ويتهمه بالضلال.. أتباع برهامي يردون بهجوم مباغت.. وباحث سلفي: التيارات الدينية منقسمة وصراعها 

الشيخ حسان
الشيخ حسان

كلما انطفأت نار الفرقة بين التيارات السلفية، اندلعت من جديد.. قبل أسابيع كانت هناك حرب مستعرة بين التيار المدخلي، وسلفية الإسكندرية، وما لبثت أن هدأت، حتى اشتعل الصراع من جديد بين أقطاب السلفية، ولكن هذه المرة، بين أنصار الشيخ محمد حسان، والدعوة السلفية، وذراعها السياسي حزب النور.


صراع قديم ويتجدد

خلاف «حسان» و«النور» قديم قدم تأسيس الحزب نفسه، في الأيام الأولى لتأسيسه، نمى إلى علم الشيخ، متاجرة "النور" باسمه وسمعته وشهرته الواسعة، واستخدامها في الدعاية للحزب، لاستقطاب كل الأطياف السلفية، التي لا تدين بالولاء لدعوة الإسكندرية، وزعموا أن "حسان" عضو بالحزب، بل وقائم عليه، ومن وقتها والنفوس بين الطرفين لا تلين، وتحمل من مرارة الماضي الكثير.

قبل أيام، عاد الصراع، الذي بدأه أنصار وتلاميذ الشيخ حسان، في مواجهة الدعوة السلفية وحزب النور، بسبب سعي الأخير إلى الهيمنة على التيار الإسلامي، واتهامه بعدم النضج، وكأنه غير كامل الأهلية، ويحتاج إلى من يقوده، وبالطبع القائد الدعوي والسياسي صاحب العلاقات الرسمية مع الدولة "الدعوة السلفية" وذراعها السياسي "حزب النور".

الشيخ مدحت أبو الدهب، الداعية السلفي والإعلامي، وأحد الأبناء البكر لدعوة الشيخ حسان، فتح الباب للصراع مجددًا، وشن هجوما شرسًا على النور، وأسماه «حزب الضلال»، وطالب جميع المختلفين مع نهج الحزب بتجنبه، مبديا ندمه على انخداعه بحزب النور طوال سنوات مضت، واستمر أبو الذهب في هجومه على النور، معتبرا أنهم جميعا نسخة واحدة من المنافقين "قيادات وقواعد".

اعتبر الداعية المقرب من الشيخ حسان، أن قاعدة المصالح والمفاسد، التي يتغنون بها المقصود بها الصالح العام، وليس مصالح الحزب الشخصية ورجاله، كما هو شائع في منهجهم، بحسب وصفه.

هجوم مضاد

هجوم أبو الدهب، قابله شباب النور بهجوم كاسح، في مقابل صمت تام من الحزب والدعوة السلفية، ولم يرد إلا بعض المنتسبين للحزب على مواقع التواصل الاجتماعي، الذين أعادوا نشر بعض المواد التي أنتجتها اللجنة الإعلامية للنور، للتدليل على صحة مواقف الحزب، فيما تفرغ بعض المتقدمين في الدعوة من أتباع الحزب للرد على أبو الدهب، من وجهة نظر الدين، فيما يخص قاعدة المصالح والمفاسد، ليكتفي الداعية السلفي بالمتابعة وعدم الرد.

الباحث السلفي سيد شاهين، يرى أن ما يحدث أمر طبيعي، فالصف السلفي برأيه، بداخله تصدعات كبيرة ولا تنتهي أزماته، موضحا أن الصراعات التي تندلع بين حين وآخر، أغلبها بسبب اختلاف الأهداف والأيديولوجيات، بين منهج يصر على الدعوة وممارسة السياسة، ومنهج آخر يرتاح للدعوة ولا يريد غيرها، ويريد إخلاص الصف كلها للعبادات دون غيرها.

ويوضح شاهين أن الأفكار القديمة للسلفية، تجاه المشاركة في السياسة عادت للظهور، وأصبحت تحكم علاقات التيارات السلفية ببعضها البعض، سواء الذين يرون ضرورة عودة التيار بأكمله إلى مذهبه القديم، في العمل بالدعوة وتربية الأجيال، والابتعاد عن السياسة، في مقابل الدعوة السلفية التي تتمسك باستمرار حزب النور، وترى ضرورة استكمال مسيرته، وهو ما يجر عليها وعليه ويلات الصراع، ويكدس لها العداء مع التيارات الأخرى، من حين لآخر، بحسب وصفه.
Advertisements
الجريدة الرسمية