أحمد حمروش يكتب: خسرنا بالأيدي الناعمة

في مجلة روز اليوسف عام 1964، كتب الكاتب الصحفي أحمد حمروش، مقالا تحت عنوان "رأي في الفن"، قال فيه: "آخر فشل سجلته أفلامنا في مهرجانات السينما العالمية كان في مهرجان برلين السينمائي.. فيلم "الأيـــــــدي الناعمة" المأخوذ عن مسرحية توفيق الحكيم، وكتب له السيناريو الدكتور يوسف جوهر، وأخرجه محمود ذو الفقار، ويحكي قصة أمير عاطل بعد الصورة في مواقف كوميدية، وبطولة صباح وأحمد مظهر وصلاح ذو الفقار.

عند عرض الفيلم على لجنة التحكيم كان محل سخرية أعضاء اللجنة، ومن بعدهم النقاد الذين اتهموا الفيلم بالسذاجة والسطحية، وأن نجاح الفيلم في مصر اعتمد على اسم المؤلف فقط، وهناك من يقول أن كثير من أفلامنا رسبت في كل المهرجانات.. كان، كارلوفيفارى، سان سبستيان، ولم يحرز فيلم مصرى واحد أية جائزة، رغم أننا ننتج من الأفلام عددا يصل بالسينما المصرية من ناحية الكم إلى الدول الخمس الأولى في العالم.

هذه الظاهرة المتكررة تشكل في رأيي كارثة لهذه الصناعة الفنية ذات التأثير في الجماهير، وهي حكم ثابت على أن السينما عندنا متخلفة فكريا وفنيا، مهما بلغ عدد الأفلام التي تعرض على الشاشة.

أنا لا أنادي بعدم الذهاب إلى المهرجانات، ولكن أطالب بالاشترك في كل المهرجانات.. يجب أن يمثلنا فيلم واحد ينعقد الإجماع على أنه يمثل تطور جمهوريتنا وتقدم شعبنا، أنه أمر مؤسف ومرير أن تصبح جمهوريتنا في طليعة الدول التي تتجه إليها الأنظار، باعتبارها رائدة في تجربة بناء الاشتراكية، ورائدة في ميدان مقاومة الاستعمار، وتأكيد سياسة السلام وعدم الانحياز.

وتظل أفلامنا في هذا المستوى الهابط الذي يلوث ثوبنا النظيف.