رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

«من القسوة ما قتل».. طفلة تتخلص من أمها على طريقة ريا وسكينة.. تربوي: أساليب التربية من مرحلة الطفولة للمراهقة تؤثر على السلوك.. عقاب المراهق يأتي بنتائج عكسية.. وخبير نفسي: الحرمان أكبر خطأ

الطفلة فيروز
الطفلة "فيروز"

تزايدت في الفترة الأخيرة جرائم قتل الآباء للأبناء، وأرجع خبراء علم النفس تلك الحوادث لعدة أسباب نفسية واجتماعية واقتصادية، ولكن الطفلة "فيروز" قلبت كافة الموازين، وارتكبت جريمة جديدة من نوعها، وقتلت أمها لشعورها بتعاملها القاسي تجاهها.


تفاصيل الحادث
الطفلة "فيروز" التي تبلغ من العمر 14 عاما معروفة بسوء سلوكها، وتم فصلها العام الماضي من المدرسة الإعدادية بعد ضبط مسروقات تخص معلمة داخل ملابسها، وفي أكثر من مرة يرونها أصدقاء الأم في الشارع فيتصلون بها يخبرونها فترد الأم قائلة: «هعمل إيه؟ باب وقفلته عليهم، مصروف ومنعته، ضرب وضربتها، أسيب شغلي وأجرى وراها؟»، وفي ثالث يوم العيد أثناء خروجها مع الشباب اغتصبوها، وصفعتها والدتها على وجهها قائلة لها: عمالة أمنعك وقلت مليون مرة بلاش وحافظي على نفسك».

تفاصيل الحادث كشفتها فيروز في التحقيقات، حيث قالت «يوم السبت الساعة 12 اعتدت الأم على فيروز لاعتراض الأخيرة على منع المصروف عنها بسبب كثرة خروجها مع شباب المنطقة، واتصلت فيروز بوالدها قائلة له: لو ما جتش هموتها لك، ثم جاء المتهم محمد واعتدى على الأم قائلا لها «إزاي تضربي بنتي»، ووسط اعتدائه عليها سقطت الأم مغشيا عليها لصغر جسدها وضعفها، فسارعت المتهمة فيروز بوضع «فوطة» مبللة على وجهها وكتمت أنفاسها حتى فارقت الحياة، وغيرت فيروز صورة بروفايل فيس بوك بصورة سيلفي مع جثة أمها ملفوفة في البطانية.

تفاصيل الحادثة غريبة من نوعها، لا يعلم أحد من المتهم ومن الضحية، هل كان أسلوب تربية الأم للبنت خطأ؟!، أم كانت البنت ضحية مجتمع الإهمال؟!، تساؤلات كثيرة تثار حول طبيعة تلك الجريمة، تستلزم تحليلا نفسيا وتربويا من الخبراء.

الخلل المجتمعي
يقول محمد عبد العزيز الخبير التربوي، إن البنت ضحية خلل مجتمعي داخل الأسرة، في ظل انشغال الأم بالعمل بسبب الظروف الاقتصادية، فضلا عن غياب دور المدرسة في توجيه الأطفال ومساندة الأسرة في دورها، وفي نفس التوقيت تراجع دور المؤسسات الدينية، بالإضافة إلى الغزو الثقافي من كافة دول العالم.

اختلاف أسلوب التربية
أكد الخبير التربوي، أن أسلوب التربية الصحيحة يختلف من مرحلة إلى الأخرى، مشيرا إلى أن مرحلة المراهقة تتطلب معاملة خاصة من الآباء، وخاصة أن الطفل في مرحلة المراهقة يسعى إلى التعبير عن الذات والتأكيد على قوة الشخصية، فالمسئول عن تلك الجريمة أكثر من طرف.

وأوضح "عبد العزيز" أن الحرمان في التربية سلاح ذو حدين، ففي مرحلة الطفولة من الممكن معاقبة الطفل بالحرمان من أمر يحبه، أما في مرحلة المراهقة لا بد من الاهتمام بالتوجيه والإرشاد والبعد نهائيا عن الحرمان والعقاب، إلى جانب الاهتمام بالرقابة المشددة دون أن يكون هناك عقاب بدني، وفي حالة تمرد المراهق لا بد من معرفة السبب ومنعه، فمن الممكن أن تكون مرتبطة بشخص معين، مؤكدا أن البنات المراهقين يسعون باستمرار إلى لفت الأنظار وخاصة في حالة معاناتهم من الحرمان الأسري.

الحرمان والعطاء
وعلى الجانب الآخر، يقول أنور حجاب أستاذ علم النفس، إن الحرمان المستمر والعطاء المستمر أكبر خطأ، مشيرا إلى أن الأسرة في تلك الواقعة مهلهلة نفسيا، لعدم قدرة الأم على تحمل المسئولية، فتلقي بعصبيتها على الأبناء، في حين أن البنت مضطربة نفسيا ويرجح إلى حد كبير شعورها بتفضيل الأم لأخواتها، ومن هنا كتمت عدوانية شديدة تجاه الأم، وبمرور الوقت انتهت بجريمة القتل.

مرحلة الوسط
وأضاف "حجاب"، «التربية لا بد أن تكون في مرحلة الوسط لا قسوة زائدة ولا تدليل زائد» من أهم المحاور الأساسية في التربية الصحيحة، وعند القسوة ينبغي أن تأخذ الأم ابنها في حضنها بعد ذلك، وتكشف له لماذا فعلت ذلك، والامتناع عن إعطاء نفس رد الفعل في كل مرة».

وأكد "حجاب" أن أهم ما يميز مرحلة المراهقة التمرد على كل شئ، وخاصة على الشخص الدائم التهديد له، ويتطور السلوك إلى العدوانية تجاهه، وبمشاهدة الإعلام وجرائم القتل في حدود فكره البسيط مع التربية الخطأ يعتقد أن القتل الحل.

Advertisements
الجريدة الرسمية