رئيس التحرير
عصام كامل

«أورام الأطفال بمعهد ناصر».. وحدة «الأمل والشفاء».. لا تضع شروطا لاختيار المرضى.. وتقدم خدماتها للمصريين والأشقاء العرب.. حكايات من دفتر الصرح الكبير.. و160 سريرا جديدا لخدمة النزل

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

«هنا لا مكان لقوائم الانتظار.. لا محل للواسطة أو المحسوبية.. ولن تجد من يرفض علاجك أو حتى يتجاهلك لساعات طويلة.. هنا وحدة أورام الأطفال بمعهد ناصر».. ربما لا يعرف كثيرون أن معهد ناصر التابع لأمانة المراكز الطبية المتخصصة يضم بداخله وحدة لعلاج أورام الأطفال؛نظرًا لأنه لم يتم الترويج له بالقدر المطلوب، ورغم هذا تقدم الوحدة العلاج للجميع دون استثناء، ويتردد عليها الأطفال للحصول على العلاج اللازم من جميع أنواع السرطانات اللعينة التي تصيبهم.


طوق النجاة

وحدة «ناصر» يمكن القول إنها كانت في غالبية الأوقات «طوق النجاة» للأطفال وذويهم، الذين تكبدوا عناء المرور على أماكن ثانية، منها التي رفضتهم، أو التي قررت أن تزيد معاناتهم بوضعهم على «قوائم الانتظار».

فور أن تطأ أقدامك الوحدة.. ستقابلك وجوه كثيرة.. كبار وصغار، مرضى وأصحاء.. أماكنهم مختلفة، لكنهم جميعا يمسكون بين أيديهم بـ«تذكرة أمل الشفاء»، رسومات مبهجة ستلحظها العين فور الدخول إلى مكان «وحدة ناصر».. أحمد جمال بكار، صاحب الـ 17 ربيعًا يمرر نظرات متعبة بعض الشيء على الرسومات، يتذكر اللحظات الأولى لاكتشاف إصابته بالسرطان.

«حسيت بشوية سخونية وصداع».. جملة بدأ بها «أحمد» الذي يدرس في عامه الأخير بـ«الدبلوم» حديثه، وأكمل عليها بقوله: « في البداية تعاملت مع الموضوع وكأنه إرهاق عادي، وتناولت مسكنات للألم غير أنها لم تكن ذات فائدة، وعندما اشتدت الأعراض لجأت لزيارة أحد الأطباء الذي طلب إجراء بعض التحاليل والفحوصات التي أشارت إلى الاشتباه في الإصابة بالسرطان، تم نقلي بعد ذلك إلى مستشفى أورام الفيوم، الذي أحالني بعد ذلك إلى معهد ناصر للحصول على العلاج».

لحظة صمت التقط خلالها «أحمد» أنفاسه، ثم أشار بعدها إلى أنه يتردد على المعهد منذ 4 أشهر للحصول على جرعات «الكيماوي»، موضحًا أنه تم حجزه بعد أول جرعة لمدة شهر في المستشفي، ثم بعد ذلك أصبح يتردد على وحدة معهد ناصر أسبوعيًا للحصول على الجرعة، وذلك على نفقة هيئة التأمين الصحي، لافتا النظر إلى أنه بدأ يشعر بتحسن في الفترة الأخيرة مع قرب انتهاء جرعات العلاج.

خدمات

«الأشقاء لهم نصيب من العلاج».. بالفعل لا تقتصر الخدمات التي تقدمها وحدة علاج الأورام بمعهد ناصر على المصريين، لكنها تقدم خدماتها العلاجية للأشقاء العرب، والتقت «فيتو» المواطن اليمني عيضة سعد فرج، ابن محافظة «حضرموت»، الذي أصيب ابنه بالسرطان، وبعد رحلة طويلة ومتعبة على الأطباء في اليمن، لم يجد حلًا سوى اللجوء إلى «أم الدنيا».

المواطن اليمني أكد أنه وجد عناية وأطباء متميزين، وحصل ابنه على العلاج الذي استجاب له الجسم، وظل مقيما في المعهد لفترة لحين حصوله على جرعات العلاج الكيميائي.

كما قدم الشكر خلال حديثه للحكومة المصرية والقيادة السياسية نتيجة التعاون بين اليمن ومصر، مشيرًا إلى أنه سوف يعود إلى بلده اليمن بعد أن ينتهي ابنه من العلاج، ويسمح له الطبيب قائلا: «نحن في بلدنا الثاني مصر».

وفي إطار الحديث عن الوحدة، التقت «فيتو» الدكتور هاني راشد مدير معهد ناصر، الذي أكد أن المعهد يعد من أكبر مستشفيات وزارة الصحة المصرية، وأن أكثر ما يميز المعهد وجود مركز متكامل لعلاج الأورام، وإجراء عمليات زرع النخاع، موضحًا أن « علاج الأورام يشمل الكبار والأطفال، والوحدة مجهزة بتجهيزات العلاج الكيماوى والاشعاعي حيث يوجد جهازين للعلاج الإشعاعي، ومن المقرر توفير جهاز ثالث لتقليل قوائم الانتظار للعلاج الإشعاعي لمرضي الأورام المترددين على المعهد».

زرع النخاع
وتابع: توجد أقدم وحدة زرع نخاع لمرضي سرطان الدم أسسها الدكتور حسام كامل رئيس جامعة القاهرة الأسبق، أستاذ أمراض الدم لعلاج الأطفال والبالغين، وبلغ عدد الحالات التي أجري لها زرع نخاع حتى الآن 4000 حالة، وما يميز الوحدة وجود أساتذة على أعلى مستوى وفريق العمل مشرف على وحدات زرع النخاع في مستشفيات أخرى.

«د.هاني» أكمل حديثه: وحدة أورام الأطفال تعالج جميع أنواع الأورام من جميع الأعمار للأطفال، وتضم 26 سريرا داخليا، ومن المقرر إضافة 160 سريرا جديدا سيتم لزيادة الطاقة الاستعابية للمعهد بهم، ومن المقرر الانتهاء منهم خلال 6 أشهر، يتم إجراء 4000 جلسة علاج كيماوي للأطفال سنويا، و8000 جلسة لمرض أورام الدم فقط، وخلال الفترة الأخيرة بدأنا نهتم برفع الروح المعنوية للأطفال ورسم البهجة على وجوههم، من خلال تنظيم حفلات لهم وتوفير ألعاب وتنمية مهارات الأطفال؛ مما يعكس روح إجابية عليهم لإسعاد الأطفال وتنمية روح قهر المرض لهم.

مدير معهد ناصر أشار إلى أن بروتوكولات العلاج موحدة بجميع أماكن العلاج، وما يتلاقاه مريض الأورام في معهد ناصر يحصل عليه المرضى في جميع أماكن علاج الأورام بأفضل فرق طبية وكبار أساتذة المعهد القومي للأورام الذين لديهم أبحاث وكتب دورية تدرس في الخارج.

وأضاف: جميع المصريين يتم علاجهم على نفقة دولة أو التأمين الصحي، فضلا عن أننا يستقبل جنسيات عربية مختلفة، ويحظون بنفس معاملة المصريين، وفقا لقرار وزير الصحة بمعاملة الوافدين العرب بنفس المعاملة المادية.

مدير معهد ناصر أكد أنهم يستقبلون مرضى من المعهد القومي للأورام ومن الجامعات المصرية المختلفة، فضلا عن المرضى الموجودين على قوائم الانتظار في أي مستشفى آخر لعلاج الأورام نستقبلهم في معهد ناصر، قائلا: «لسنا مثل أماكن أخرى نضع شروطا وقواعد لاختيار المرضى، وجميع من يتردد على وحدة أورام الأطفال بعد تشخيصه يحصل على علاجه».

"نقلا عن العدد الورقي..."
الجريدة الرسمية