رئيس التحرير
عصام كامل

محمد طلعت يكتب: البيت العربي بميلانو.. ملتقى محبي مصر (1)

فيتو

حقيقة لا أعلم هل لي الحق أن أنقل تجربة صديقي العزيز مدحت موسى، وهو مصري الأصل، إيطالي الجنسية، أم سيغضب مني، ولكن أجد لنفسي مبررًا أنني شريك في تأسيس "البيت العربي بميلانو" ضمن مجموعة عمل متطوعة بكافة الأشكال من أجل أن يكون الجميع يدًا واحدة يساعدون بعضهم البعض في الغربة، وتأصيل الترابط بين كل مغترب ووطنه.


كانت البداية عندما أسس صديقنا العزيز جمعية "سوا"، لمساعدة المصريين خاصة والعرب عامة في مشاكلهم داخل ميلانو، ونجح بالفعل في تقديم يد العون للكثير من المغتربين في الحياة العامة، كما نجح في تقديم يد العون للعديد من المصريين الزائرين لميلانو وضواحيها، حتى أنه شارك في أكثر من معرض لتنشيط السياحة ودعوة الإيطاليين لزيارة مصر، وحضر لمصر واشترى المئات من الهدايا الفرعونية وأوراق البردي لتقديمها هدايا للإيطاليين تعريفا عن مصر وتاريخها ودعاهم لزيارتها، حتى أنه لم ينس أن يشتري ملابس فرعونية حتى يرتديها من يريد للتصوير كذكرى، وكل ذلك دون مقابل فقط من أجل مصر، وحبه لمصر.

اقترح صديقنا العزيز وصاحب مجموعة كافيهات "مستر موسى"، أن يؤسس "البيت المصري" أو "بيت العائلة" في ميلانو، المدينة التي يقيم بها حاليا من أجل جمع شمل المصريين جميعًا، ومن أجل أن يستطيع خدمتهم وتجميعهم في مكان واحد بعيدًا عن أي ميول أو تفرقة، وتحت مظلة القنصلية المصرية، وعلى غرار البيت المصري في لندن، الذي يفتخر به جدًا وبمؤسسيه وأعضائه وترابطهم.

بدأ موسى البحث عن مكان، وتواصل مع مؤسسي البيت المصري بلندن، وبين ليلة وضحاها وبعد استشارات ومفاوضات مع أصدقائه، قرر أن يكون الأمر ليس مقصورًا على المصريين أو حصر لهم، ولكنه سيكون "البيت العربي" ليجمع شمل كل عربي يعيش أو يزور مدينة ميلانو خاصة وإيطاليا بشكل عام.

وبعد البحث، وجد موسى ضالته في مكان قيم ويتسع للجميع بإحدى ضواحي ميلانو، ونظرًا لحبه الشديد لمصر، قرر مدحت أن يؤسسه بمنتجات مصرية 100%، وحضر بالفعل إلى مصر وطلب شراء كل ماهو قديم ويحبه العرب "قلل – وابور جاز – لمبة جاز – سبرتاية – مشعل فحم – قعدات عربي – برادات شاي – كنك نحاس.. الخ"، وكل ذلك من أجل أن يكون الطابع العام للمكان عربيًّا يتعلق بأذهان الأطفال قبل أن يتذكره الكبار.

أسس مدحت مركز خدمات متكاملًا داخل البيت العربي، حيث أنه سيسعى من خلال متخصصين "متطوعين" كمثال أن يسترد المواطن الإيطالي من أصل عربي جزءًا من مصروفاته كما تتيح القوانين الإيطالية، أو أن يخفض عنه الضرائب، كما سيتم تعليم اللغة العربية للأطفال، وغيرها من الخدمات، ولم ينس موسى حبه لمصر والمصريين، وخصص مكتبًا يمكن لوزارة الهجرة أن تستخدمه في إنهاء مصالح المصريين هناك، والالتقاء بهم بشكل تطوعي مجاني، ولكن في الجزء الثاني سنتطرق لموقف وزارة الهجرة من مشروعه ومعاملة القنصل المصري للفكرة والمشروع.
Advertisements
الجريدة الرسمية