رئيس التحرير
عصام كامل

«رجال البابا الجدد».. أسرار رد المجلس الملي على شائعات «قصر فرانسيسكو» والغياب عن جناز بيشوي.. مصدر كنسي: البطريرك يسعى لتكوين جبهة من الشباب والمثقفين لمواجهة الحرب عليه

قداسة البابا تواضروس
قداسة البابا تواضروس الثاني

يقترب قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، من إتمام ست سنوات داخل الكاتدرائية المرقسية، أجرى خلالها العديد من الإصلاحات، وأسس فكرا جديدا قائما على المؤسسية في التعامل، صال وجال في غالبية الكنائس الخاضعة للكرازة المرقسية، معلما وناصحا ومرشدا، لكنه لم يسلم من سهام النقد، التي وصلت في الآونة الأخيرة إلى حد التطاول.


الأيام الماضية فوجئ الجميع بخروج بيان صادر عن المجلس الملي، المنتهية ولايته منذ سبع سنوات، نشره المتحدث الرسمي باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، أعلن المجلس خلاله دعمه الكامل للبابا تواضروس، ضد ما وصفه بحملات التطاول التي يتعرض لها البطريرك، منتقدا في الوقت ذاته التجاوزات التي قال إنها لا تمت بصلة للمنظومة التي تدار بها الكنيسة.

البيان رغم الانتقادات الشديدة التي واجهها، بسبب أن المجلس الملي منتهية ولايته، منذ الأيام الأخيرة للبابا الراحل شنودة الثالث، ولم يُعد تشكيله مرة أخرى، واعتبر البعض أن البيان لا يتعدى كونه «استحضارا لروح ميت»، لكنه في النهاية حمل كثيرا من الدلالات، التي من خلالها يمكن استشراف المرحلة المقبلة من عمر الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

المجلس الملي العام، في البيان ذاته، أعلن وقوفه خلف قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، ومساندته في كل مواقفه الوطنية والكنسية، وإسهاماته المجتمعية سواء في مصر، أو أرجاء الكرازة، مهيبًا بكل رجال الفكر والثقافة على مختلف أطيافهم أن يقفوا سدا منيعا ضد عوامل التفرقة والانقسام التي تستهدف الكنيسة.

وقال المجلس في بيانه: «ظهرت في الآونة الأخيرة اتجاهات تخالف جميع القوانين الكنسية والوضعية، وتكتب فيما لا يخصها، وتأخذ دور القاضي وتتطاول على الرئاسة الكنسية والقيادات الدينية، وإذ يرى المجلس أن هذه الأفعال والكتابات وما فيها من تجاوزات لا تمت بصلة من قريب أو بعيد للمنظومة التي تدار بها الكنيسة القبطية بكل تراثها وعراقتها، وفقا للقوانين واللوائح والنظم الروحية والاجتماعية التي وضعها الآباء الأولون للكنيسة القبطية».

كما أعرب المجلس الملي العام، عن رفضه بشدة تلك الحملات غير المبررة التي تخفي وراءها أغراضا تستهدف سلامة الكنيسة، ووحدتها وعراقتها وبنيانها المقام على صخر الدهور.

وعزز فكرة المؤامرة التي تحاك ضد بطريرك الكنيسة، ما صرح به الأنبا غبريـال أسقف بني سويف، التي قال فيها «لا يجب أن نقيم أنفسنا قضاة على البابا تواضروس»، مشيرًا إلى أن الانتقادات التي وجهت إليه بسبب رحلته إلى الولايات المتحدة غير مبررة، خاصة أنه هناك لتفقد الشعب والكنائس القبطية.

يُعرف أن المجلس الملي، يترأسه قداسة البابا تواضروس شخصيا، وهو ما جعل البعض يتجرأ ويقول إن البابا يدعم نفسه ببيان، وإن صح هذا الاتجاه، فهذا يعني أن البابا تسربت إليه معلومات عن مؤامرة تحاك ضده، عززها ما تعرض له خلال زيارة الولايات المتحدة الأمريكية، من الأقباط هناك، حيث واجه سيلا من الأسئلة المحرجة والصريحة.

المجلس الملي استدعى أيضا المثقفين للوقوف ضد محاولات ما أسماه عوامل التفرقة والانقسام التي تستهدف الكنيسة، وبحسب مصدر مقرب من الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، فإن البابا يسعى لتكوين جبهة قوامها الشباب والمثقفين، لمواجهة ما يتعرض له من هجوم منذ أن وصل الكاتدرائية المرقسية.

حديث المجلس الملي عن الكتابات المعارضة لسياسة الكاتدرائية، يعني أن الأمر بات خارج السيطرة، لا سيما أن بعض هذه المواقع التي لا تكف عن نقد الكنيسة، ومهاجمة البابا تواضروس، في كل تحركاته وتصرفاته، خاضعة وينفق عليها أساقفة في المجمع المقدس، تُمني نفسها بغروب شمس البطريرك الـ118.

المواقع التي أنشئت خصيصا للهجوم على البابا تواضروس، سربت خلال رحلته الأخيرة إلى الولايات المتحدة، شائعات عن شرائه قصرا في مدينة سان فرانسيسكو الأمريكية، بقيمة ثمانية ملايين دولار ونصف المليون، وألزم الكنائس هناك بسداد الأقساط الشهرية، وشائعة أخرى تشير إلى أن إحدى قيادات الكنسية بنى فيلا أخرى في الإسكندرية بتكلفة خمسة ملايين جنيه، حتى وصل الأمر إلى الكاتدرائية والحديث عن بناء فندق على أعلى مستوى، والشائعة الأخطر هي إلزام الرهبان بتقديم إقرار ذمة مالية.

الشائعات السابقة تقف وراءها مواقع إخبارية، ذات صبغة مسيحية، مدفوعة من أساقفة بالمجمع المقدس، من مصلحتها عدم استقرار الأوضاع، ويتعرض البابا لنزيف ثقة من قبل جموع الشعب القبطي، حتى لا يفقدوا ما وصلوا إليه.

كما يتعرض البابا تواضروس منذ أن غادر القاهرة متجها إلى الولايات المتحدة الأمريكية، إلى ما يمكن وصفه بـ«الهجمة الشرسة»، التي يهدف أصحابها إلى زعزعة ثقة الأقباط في البابا، مستغلين وفاة الأنبا بيشوي مطران دمياط وكفر الشيخ ورئيس دير القديسة دميانة ببراري بلقاس، وغياب البطريرك عن الجنازة، لتغذية الهجوم، وهو ما نجحوا فيه نوعا ما، مما استدعى المجلس الملي إلى إصدار البيان. 

من جانبه اعتبر نادر صبحي سلمان، مؤسس حركة شباب كريستيان للأقباط الأرثوذكس، أن البيان الصادر عن المجلس الملي، استخفاف بعقول الأقباط، خاصة أن المجلس منتهي ولايته منذ فترة ولم يعاد تشكيله، مؤكدا أن المجلس يعتبر الآن كيانا ليس له وجود من الأساس.

«صبحي» أوضح أن «الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تعلم جيدا أنه ليس هناك مجلس ملي، منذ ١٦ أبريل لسنة ٢٠١١، حيث انتهت مدته ولم يتم الإعلان عن إجراء انتخابات لاختيار أعضاء مجلس جديد أو انتخابا سكرتير للمجلس، رغم أن الحركة طالبت قداسة البابا تواضروس الثاني آلاف المرات، بإعادة انتخابه».

"نقلا عن العدد الورقي..."
الجريدة الرسمية