رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا يجب التخلص من مصطلح الإسلام السياسي؟

مظاهرات السلفيون
مظاهرات السلفيون

منذ سنوات، والأمة العربية والإسلامية، تجر إلى ويلات كبرى، بسبب ما يسمى بالإسلام السياسي، بكل ما فيه، من زيف ومغالطات، وخلط ضار للدين بالسياسة، ومع الحرب التي يشنها أنصار الإسلام السياسي بجميع تياراته، من أقصى اليمين، إلى أبعد نقطة في يساره، إلا أن المصطلح لا زال يروج إعلاميا، وبكثافة حتى الآن.


اللافت للنظر، أن جماعة الإخوان الإرهابية، تلقى يوميًا عبر كتائبها الإعلامية، عشرات المصطلحات، التي تهدف للالتفاف حول مصطلح الإسلام السياسي، وإبقائه حيا، بعد كل الضربات التي تعرض لها التيار الديني، خلال السنوات الماضية.

ودون وعي، يساعد الإعلام المصري والعربي هذه التيارات، في تحويل أسلمة السياسة، إلى إيديولوجية من نوع آخر، ويضفي عليها البعض هالة من القداسة، مع أن الدين غير قابل للوصف إلا باسمه، بما يجعل مصطلحات مثل الإسلام السياسي وغيرها، خطأ كبير، والجميع يشترك فيه.

منذ بداية صك مصطلح «الإسلام السياسي»، ولم يُعرف له استخدام، إلا خلط الدين بالسياسة، والزج به لحسم الصراعات السياسية والاجتماعية، خاصة أنه كان سلاحا فعالا في إقصاء الآخر، والمرأة، ورفض الانفتاح والتغيير، والاندماج مع الحداثة.

عندما فشل الإسلام السياسي قبل سنوات، من خلال تجربة الإخوان في الحكم بمصر، جعل الإسلاميين من الدين سلاحا لشرعنة العنف بحجة الجهاد، وهي التجربة التي أثبتت فشلها أيضا، ولكن بعدما حولت البلدان الآمنة، إلى بركان جحيم متواصل، وليس هذا فقط، بل جعلت كل من نادى للعرب والمسلمين سابقا بالحرية، يحجم عن المطالبة بها من جديد، بعد المهازل التي ارتكبها الإسلاميون ولا يزالون تحت رايات الديمقراطية والحرية.

محمد أبو بكري، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، وأحد القلائل الذين يدكون خطورة بعثرة هذا المصطلح على عقول الملايين، يرفض استعمال الإعلام للفظة «الإسلام السياسي» دون وعي بخطورتها، ويعتبره ترويجا غير مباشر، لإعادة إقحام الدين في السياسة.

المصطلح لا زال يوظف على نطاق واسع، يقول أبو بكر، رغم أنه أحد العناوين البشعة لأساليب العصور الوسطى، في الصراع على السلطة، بما يعني أن استحضاره في أذهان الناس، قد يشرعن الاستيلاء على السلطة في أي لحظة بالعنف، إذا تمكنت التيارات الدينية من إعادة تنظيم صفوفها في أي بلد عربي أو إسلامي.

ويؤكد الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، أن ترديد المصطلح، يعني أننا سنظل مرتبطين بالطائفية والقبلية، وكل ما يعود بنا إلى الوراء، بدلا من أن نخطو إلى الأمام ونتقدم، وطالب بتغيير هذه الثقافة، لبناء مجتمعات جديدة، تواكب العالم الذي نحياه.

الجريدة الرسمية