رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

رسوب المستشفيات «في سنة أولى عمليات».. وفاة وإصابة 12 طفلا في أسبوعين خلال استئصال اللوزتين.. الصحة: طبيب الدقهلية غير مؤهل لإجراء عمليات جراحية .. ورئيس آداب مهنة الأطباء يكشف الأسباب

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


هناك عمليات معقدة والنجاح فيها يعني نجاحًا طبيًا باهرًا، لكن إن كان هذا ما اتفق عليه العلماء، فإنهم اتفقوا ايضًا على عمليات سهلة لا تحتاج للكثير من المهارات، أشهر مثال على ذلك استئصال اللوزتين التي باتت من أكثر العمليات الطبية شيوعا وأسهلها إجراء.


دراسة حديثة
أثبتت دراسة حديثة لجامعة ملبورن الأسترالية، أن استئصال اللوزتين عند الأطفال يزيد من خطر الالتهابات في الجسم، ويخلق تعقيدات صحية للرئة على المدى الطويل، بينما الاستئصال في عمر مبكر يجعل الإنسان أكثر عرضة بـ3 مرات لنزلات البرد والتهابات الجهاز التنفسي. والسبب يعود إلى أن الأنسجة المستأصلة تلعب دورا هاما في نظام المناعة المبكر عند الصغار، حيث ترصد وتصد هجمات البكتيريا والفيروسات قبل وصولها إلى الحلق والرئتين.

7 أطفال
في حادث غريب من نوعه، توفيت طفلة وأصيب 7 بنزيف عقب إجرائهم عملية استئصال اللوز بمستشفى خاصة بالدقهلية، وعلى الفور، شكل الدكتور سعد مكي، وكيل وزارة الصحة بالدقهلية، لجنة تقصي حقائق من المتابعة والطب الوقائي والعلاج الحر بمديرية الصحة لتقصي الحقيقة حول إصابة الأطفال وأسباب تدهور حالتهم.

وأكد تقرير اللجنة على أنه تم إجراء جراحة استئصال اللوزتين لـ9 أطفال يوم 27 سبتمبر الماضي، وتدهورت حالة الأطفال التسعة، وتوفيت منهم الطفلة منة ممدوح نعمان 10 سنوات نتيجة إصابتها بنزيف حاد، واستقبال مستشفى السنبلاوين المركزى لـ3 أطفال في حالة حرجة، وتم تقديم العلاج لهم داخل المستشفى، بينما خضع أربعة أطفال منهم للكشف والفحوصات الطبية التي أكدت استقرار حالتهم الصحية.

والأغرب، أن لجنة العلاج الحر بمديرية الصحة بالدقهلية، كشفت أن الطبيب الذي أجرى العمليات للأطفال لم يحصل على تخصص وغير مؤهل لإجراء عمليات جراحية، وأن أعلى شهادة علمية حاصل عليها هي بكالوريوس الطب، ولم يحصل على دراسات أعلى تؤهله لإجراء عمليات جراحية، ولم يقدم للجنة ما يفيد حصوله على شهادات تخصص في الطب.

طفلة الخصوص
وبالتزامن مع تلك الواقعة، واجهت الطفلة «ندى» الطالبة بالصف الثالث الابتدائي نفس المعاناة، وتوفيت في مستشفى بالخصوص بعد إجرائها العملية.

وروى محمد فتحي، والد الطفلة تفاصيل الواقعة، خلال حواره مع الإعلامي سعيد حساسين، ببرنامجه «انفراد»، المذاع عبر فضائية «الرافدين»، أن الطفلة دخلت إلى غرفة العمليات، وبعد ساعتين لم يخرج لهما طبيب، متابعًا: «فضلت أخبط على باب الحجرة، الطبيب فتح لنا وقال البنت بتموت ادعولها، وأخبرني أن الطفلة تعاني من حساسية ويحاول إفاقتها ولم يجري لها العملية».

وأشار إلى أنه طلب من الطبيب أن يذهب بطفلته إلى مكان آخر حتى ينقذها ولكنه رفض، وبعدها أخبره أن عضلة القلب توقفت وأنها توفيت، مستكملًا: "دخلت لقيت الطفلة متلجة وجسمها كله دم، وصدرها ملسوع"،

الغربية

القضية لم تتعلق بمستشفي منفرد، فقد سبق هذا الحادث بأيام قليلة وفاة الطفل «رفقى.ال.د» يبلغ من العمر 5 سنوات في الغربية، متأثرًا بإصابته بنزيف شديد وهبوط حاد بالدورة الدموية أثناء إجراء عملية استئصال اللوزتين له داخل إحدى المراكز الطبية الخاصة، ولم تنجح جهود الأطباء في إنقاذه بعمل الإسعافات اللازمة له، وتم التحفظ على الجثة بمشرحة مستشفى السنطة الجامعي.

التفسير الطبي
ويقول طارق كامل، طبيب جراح الأنف والأذن والحنجرة ورئيس لجنة آداب المهنة بنقابة الأطباء: أن هناك خطأ طبيا وقع في تلك الحوادث، مؤكدا  أن عملية استئصال اللوزتين بالفعل لها مضاعفتها، ولكن إذا حدثت وفاة في غرفة العمليات فهذا خطأ تخدير، أما إذا حدث إصابة بنزيف بعد الخروج من العمليات فهو خطأ تقييم الجراح.

وأوضح «كامل» في تصريحات خاصة لـ«فيتو» أنه من الوارد أن يحدث نزيف بعد العملية، ولكن الأهم أن التعامل معها بحاجة إلى حرفية، وقدرة على اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب، وإعادة المريض إلى غرفة العمليات مرة أخرى واتخاذ اللازم، مشيرا إلى أن العملية الجراحية وخاصة «اللوز» لها قواعد متفق عليها بين الجراح وأخصائي التخدير.
Advertisements
الجريدة الرسمية