رئيس التحرير
عصام كامل

«قلوب من حجر».. نهاية طفلة عذبتها زوجة والدها حتى الموت.. الضحية تكشف الخيانة.. تهدد المتهمة: «هقول لبابا على الراجل اللي بيلعب معاكي في الشقة».. القاتلة تصعقها.. والأب يتستر على

فيتو

"أنا هقول لبابا إن في راجل بييجى يلعب معاكى في الشقة".. بمجرد نطقها هذه الكلمات دخلت الطفلة "منة" التي لم يتجاوز عمرها الـ10 سنوات، حفلة تعذيب صعقا بالكهرباء على يد زوجة والدها استمرت 24 ساعة متواصلة حتى وافتها المنية في مدينة السلام.












المشهد الصعب
عند عودة "منة" وشقيقها "نور" 8 سنوات، من السوق بعد شراء متطلبات المنزل، شاهدتا شخصا خارجا من الشقة وزوجة والدهما تودعه أمام الباب، عندها شكتا فيها وأخبرتاها بأنهما ستعلمان والدهما بالأمر.. نزلت تلك الكلمات على سمع زوجة الوالد كالصاعقة، فظلت تفكر لكى تخرج من المأزق حتى لا يكتشف زوجها خيانتها له، فاتصلت به بعد لحظات وادعت أن نجلته بالت على نفسها داخل الشقة مما أثار حفيظة والدها.. فطلب منها تأديبها حتى لا تكرر ذلك.. وبهذه الكلمات ابتسمت المتهمة وأمسكت الطفلة وظلت تعذبها صعقا بالكهرباء.



حيلة خبيثة
عند رجوع الأب حاولت الطفلة أن تخبره عن خيانة زوجته له لكنها لم تتمكن أمام حيل زوجة والدها التي ظلت تحرضه عليها، حتى واصل تعذيبها دون أن يعطى لنفسه دقيقة لسماعها، وفى المساء علقت المتهمة الطفلة من شعرها في مسمارين على الحائط ومنعت عنها الطعام والشراب.. في منتصف الليل تسلل شقيقها "نور" إليها محضرا بعض الأكل لإطعامها، وظل معها حتى سمع صوت المتهمة فتوجه مسرعا إلى مكان نومه.



وصلة تعذيب
قلب الطفلة بدأ يخفق خوفا من المتهمة، لتفاجأ انها تدخل عليها حاملة "مكواة" ثم أوصلتها بالكهرباء وظلت تلسعها في جميع أنحاء جسمها.. الطفلة تصرخ بأعلى صوتها.. حتى استيقظ الجيران وظلوا يطرقون الباب لمعرفة مصدر الصوت، ولكن والدها تصدى لهم ومنعهم من الدخول قائلا: "أنا بربى بنتى.. محدش يتدخل في حياتى"، فعاد الجميع شققهم والحزن يسيطر عليهم جراء فشلهم في إنقاذ طفلة لا حول لها ولا قوة.



الأب المخدوع
في الصباح خرج الزوج ذاهبا إلى عمله تاركا زوجته تتناوب في تعذيب نجلته الصغيرة بجميع أنواع التعذيب مانعة عنها الطعام والشراب، حتى فقدت الوعى.. حاولت المتهم إفاقتها ولكنها لم تتجاوب معها، اتصلت بزوجها وأخبرته أن نجلته فقدت الوعى.. على الفور حضر الزوج وحاول إفاقتها دون جدوى، جلس على الأريكة يفكر في فكرة حتى لا يقع تحت طائلة القانون، اقترحت المجرمة عليه أن يدعى أن نجلته لقيت مصرعها في حادث "توك توك" أثناء سيرها في الشارع، في البداية تردد.. لكنه وافق بعد إصرارها عليها.


فيلم التوك توك
توجه "هيثم" والد الضحية إلى مستشفى مدينة السلام حاملا نجلته على يديه، مدعيا أنها لقيت مصرعها بعد أن صدمها "توك توك" حتى يتمكن من استخراج شهادة وفاة لها، لكن عدالة السماء أبت إلا أن تكشف الحقيقة، لتقلب خطته رأسا على عقب عندما اكتشف الطبيب وجود آثار تعذيب قديمة وحديثة متفرقة على جسد الصغيرة.. على الفور أبلغ الشرطة بوجود جثة طفلة بها آثار تعذيب متفرقة في أنحاء جسمها، حضر رجال الأمن وتحفظوا على المتهم الذي ظل مصرا على ادعائه الذي تم الفته الزوجة.


شكوك المباحث
لم يقتنع رجال المباحث بأكاذيب الأب وبدءوا جميع أكبر قدر من المعلومات من كل كبير وصغير بمسرح الجريمة.. وقال الطفل "نور" شقيق الضحية، إن زوجة والده قامت بتعذيب شقيقته خوفا من افتضاح علاقتها مع الرجال أمام أبيه، حيث منعت عنها الطعام والشراب لمدة 24 ساعة بمساعدة الوالد، مضيفا أنهما اتفق معا على الادعاء أنها لقيت مصرعها في حادث توك توك أثناء سيرها في الشارع.

"فيتو" انتقلت لمكان الواقعة منطقة المطاحن بمدينة السلام شرق القاهرة ورصدت مسرح الجريمة التي أرقت أهل المنطقة.



قال "نور" شقيق الضحية، إنه عقب زواج والدى من "دينا" أصبحت حياتنا بلا طعم، وكأننا "خدامين" لزوجة والدى، لم يمر يوما دون أن تتعدى علينا بالضرب، وكانت تحرض والدى ليتعدى علينا، وكانت تسقينا شطة بالزيت وتمنع عنا أكل اللحمة، وتصب علينا الماء الساخن حتى تسلخ جلدنا.


العلاقة المشبوهة
وتابع: قبل الحادث، شاهدنا رجلا داخل الشقة يلعب مع زوجة والدى، طلبت منا عدم إخبار والدى، لكن شقيقتى أصرت أن تخبر والدنا عن عما شهدناه، فقامت بتعذيبها صعقا بالكهرباء في أنحاء جسدها، حتى فقدت الوعى ووافتها المنية.. اتصلت بوالدى وأخبرته أن شقيقتى ماتت فحضر مسرعا، واتفقا أن يذهبا بها إلى المستشفى ويدعوا أنها ماتت إثر حادث "توك توك".

"ست مفترية"
وقال "محمود" جار المتهم، "إن المتهمة ست مفترية افترت كتير على المجنى عليها وشقيقها، اعتبرت الطفلة خدامة لها تقضى لها جميع متطلبات المنزل من نظافة وغيرها، ولم تكف عن تعذيبها بأبشع أنواع التعذيب، وعندما حاولنا التدخل تعدى علينا المتهم ومنعنا من دخول الشقة لإسعاف الطفلة أكثر من مرة، كما كانوا يمنعون الأكل عن الطفل لأكثر من يوم" .



وكانت مباحث السلام تلقت بلاغا من والد طفلة لم يتجاوز عمرها الـ10 سنوات، متوفاة بادعاء حادث توك توك، وبإخطار النيابة العامة قررت جميع التحريات والتحفظ على الأب وتبين أنه وزوجته قتلا الضحية وعذباها وادعيا وفاتها في حادث للإفلات من الجريمة، وتم القبض على المتهمين، وتحرر المحضر اللازم، وأمرت النيابة بتجديد حبس المتهمين ١٥ يوما على ذمة التحقيقات.
الجريدة الرسمية