رئيس التحرير
عصام كامل

«القومي لحقوق الإنسان» يتجاهل حضور الفعاليات الأممية.. جاد الكريم: فرصة للمنظمات المشبوهة لتشويه صورة مصر.. أبو سعدة: عرف داخل المجلس.. والالتزام بحضور جميع الدورات يتطلب زيادة الميزانية

المجلس القومي لحقوق
المجلس القومي لحقوق الإنسان

دورات وفعاليات على مدار العام، تنظمها الهيئات التابعة للأمم المتحدة، وشغف يصيب العالم نحو فعالياتها، وتتجه الأنظار إلى ما يدور داخل أروقة الهيئات الأممية، مؤسسات رسمية، ومنظمات غير حكومية، وممثلين عن الدول الأعضاء داخل المنظمة الأممية التي يبلغ عددهم ١٩٢ دولة على مستوى العالم، هذا الحراك وهذا الزخم، يجعل هناك تساؤلا مطروحا مع كل دورة لمجلس حقوق الإنسان بجنيف، ومع كل فعالية أممية، لماذا يتغيب المجلس القومي لحقوق الإنسان عن التمثيل في هذه الفعاليات؟ وماذا تجني مصر من هذا الغياب؟


أسئلة مشروعة
تساؤلات مغلفة بحالة من الاستنكار تطرحها المنظمات المصرية التي تعمل على أرضية وطنية، بسبب غياب الدور الرسمي للمجلس القومي لحقوق الإنسان في الآليات الأممية وحجم تواصله معها للرد على التقارير التي تصدر من عدة منظمات أجنبية توجه انتقادًا لاذعًا لحالة حقوق الإنسان، وتتهم الدولة المصرية بالتقصير في الالتزام بمعاهداتها الدولية.

حالة فراغ
قال الدكتور ولاء جاد الكريم، مدير مؤسسة شركاء من أجل الشفافية، إن غياب المجلس القومي لحقوق الإنسان، المؤسسة الوطنية المعنية لحالة حقوق الإنسان في مصر، الحاصل على أعلى تصنيف للمجالس الوطنية، له تأثير سلبي من جانبين، أولهما: خلق حالة فراغ تستغلها بعض المنظمات التي تسعى لتصدير صورة سلبية عن الأوضاع داخل مصر.

وأضاف «جاد الكريم» في تصريحات لـ«فيتو» أن الجانب الثاني هو ترك تساؤلات كثيرة معلقة بلا إجابات، متابعًا: "المجلس القومي لحقوق الإنسان، هو أكثر الأطراف التي تعاملت مع ملف الاختفاء القسري، وتوضيح الصورة الحقيقية من خلال التعاون مع وزارة الداخلية للرد على الشكاوى المقدمة للمجلس، وكذلك هو المؤسسة الوحيدة التي لها الحق في زيارة السجون، وبالتالي هو وحده من يمتلك الإحصائيات والمعلومات، وغيابه يضع مصر والمنظمات المصرية في وضع سلبي عند مناقشة مثل هذه القضايا داخل الآليات الأممية".

لا مبرر للغياب
وأكد أنه لا مبرر لغياب المجلس القومي لحقوق الإنسان عن هذه الفعاليات المهمة، خاصة أن لديه القدرة المؤسسية والمالية، وكيانا دائما ليس مرتبطا بأشخاص، مشيرًا إلى أن المجلس ليس لديه وحدة للتواصل مع الآليات الأممية لحقوق الإنسان، وأنه يدعو لإنشاء وحدة دائمة داخل المجلس للتواصل مع الآليات الأممية، تكون جزءا من الهيكل التنظيمي، تضم أعضاء من المجلس ومجموعة من الكوادر الحقوقية والخبراء، تمتلك فهما واضحا لدور الآليات الأممية وأهمية التواصل معها.

عرف المجلس
وأوضح الدكتور حافظ أبو سعدة، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، رئيس مجلس أمناء المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، أن المجلس القومي يهتم بحضور اجتماعات اللجنة التنسيقية للمجالس الوطنية لحقوق الإنسان، ويعتقد أنهم معنيين بحضور الآليات المتعلقة بالمجلس الوطنية فقط، وليس دورات مجلس حقوق الإنسان في جنيف، وهو عرف للمجلس منذ نشأته عام ٢٠٠٣.

وأشار «أبو سعدة» في تصريحات خاصة لـ«فيتو» إلى أن المجلس يحضر فقط الدورات المتعلقة بعرض التقرير الدوري الشامل لمصر، وذلك لأن للمجلس تقريرا موازيا لتقرير الدولة، يعرضه ويأخذ مداخلات عليه، فضلا عن مناقشته.

وأكد أنه يؤمن أن المجلس يستطيع أن يحدث نقلة في عمله، من خلال التقارير الصادرة عنه المتعلقة بحالة حقوق الإنسان التي يعرضها داخل مصر، ليعرضها خلال دورات مجلس حقوق الإنسان أو الآليات الأممية، عن طريق عضو ممثل للمجلس، موضحًا أن أقوى تقرير اعتمدت عليه المنظمة المصرية لحقوق الإنسان في توضيح الصورة كان عن ملف الاختفاء القسري.

وتابع: كان تقرير المجلس القومي لحقوق الإنسان، الذي عرض بجوار تقرير المنظمة، أكد للعالم أن مصر لم تضع رأسها حيال هذه القضية رأسها في الرمال، بل فتحت تحقيقًا موسعًا من خلال إحدى مؤسساتها ممثلة في المجلس القومي لحقوق الإنسان من خلال مكتب الشكاوى وخلق حالة حوار مع الحكومة والتواصل المستمر مع وزارة الداخلية

زيادة الميزانية
وشدد «أبو سعدة» على أن التزام المجلس بحضور كل الفعاليات والدورات الأممية، يتطلب زيادة ميزانية المجلس، لا سيما أن المشاركة في هذه الفعاليات تحتاج إلى تكاليف مالية كبيرة، مشيرًا إلى أن ميزانية المجلس تذهب إلى الأنشطة المحلية، ورواتب العاملين به.
الجريدة الرسمية