رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

العالم السري للدواء المستعمل.. لافتات الشراء بنصف الثمن بداية الخيط.. مواقع التواصل الاجتماعي وسيلة الاتفاق على الصفقات.. ومحمود كبيش يوضح العقوبة القانونية للمجرمين

فيتو

في إحصائية صادرة عن مركز البحوث والدراسات الدوائية والإحصاء عام 2017، ذكرت أن حجم الدواء المغشوش والمهرب والذي يتم بيعه بطريقة غير شرعية يصل إلى 15% من حجم الدواء في مصر، وقدر بنحو 5 مليارات جنيه.


وبالأمس تداولت مواقع التواصل الاجتماعي، صورة لسيدة تقوم ببيع الأدوية على الأرصفة في سوق الجمعة، شريط الدواء مقابل 2 جنيه.

وبناء عليه علق الدكتور محمد العبد، عضو مجلس نقابة الصيادلة، على الصور المتداولة موضحًا أن تلك الأدوية مجهولة المصدر، ويتم تداولها بطريقة غير آمنة، لأن درجة حرارتها غير منضبطة وغالبًا إما أن تكون مسروقة أو منتهية الصلاحية.

وأوضح العبد في تصريحات خاصة لـ«فيتو»، أن تلك الأدوية تمثل قنبلة موقوتة تهدد السوق نظرًا لأن الأدوية منتهية الصلاحية أما أن يعاد تدويرها بمصانع بير السلم أو يتم طرحها مجددًا بالسوق بعد تغيير تاريخ الصلاحية.

تلك الصورة المنشرة فتحت باب التساؤلات حول باب الأدوية المستعملة، وكيفية الحصول عليها، وهو ما دفعنا للبحث عنها.

«نشتري الأدوية المستعملة بنصف الثمن» تلك الكلمات حملتها لافتة صغيرة معلقة على محطة مترو «حلمية الزيتون»، مزودة برقم هاتف للاتصال، تلك اللافتة طرف الخيط الذي أمسكت به «فيتو» للدخول في سوق الأدوية المستعملة، وتهريبها للأسواق.

اتصلت محررة «فيتو» على رقم الهاتف، ليجيب «سعد.م» طبيب صيدلي ولديه مخزن دواء، ذكرت محررة «فيتو» أنها تمتلك عددا من أدوية قلب وضغط وسكر كانت تستخدمهم والدتها قبل الوفاة علمًا أن بعضها منتهي الصلاحية، وترغب في بيعهم.

فأجاب«محمد»: «أرسلي لي قائمة بأسماء تلك الأدوية على رقم الواتس آب الخاص بهذا الرقم، لتحديد سعرها، ولكننا لا نشتري أدوية التأمين الصحي، ونلتقي غدًا في أقرب محطة مترو لأسلمك الأموال».

استفسرت محررة «فيتو»عن السبب وراء شراء تلك الأدوية خاصة أن البعض منها منتهي الصلاحية، فذكر الصيدلي أنهم يعيدون بيعها مرة أخرى بعد تغيير العلبة بالسعر الأصلي، أو يتم إعادة تدويرها أو يتم بيعها للبعض مقابل سعر مخفض لبيعها في الأسواق والخارج بسعر منخفض، وهي وسيلة يتم استخدامها في ظل اختفاء العديد من الأدوية في السوق، ارتفاع سعر بعض الأدوية بشكل جنوني لا يمكن للمريض تحمله.

لم تتوقف تجارة الأدوية المستعملة على الإعلانات في الشارع فقط، ففي إعلان آخر على موقع التواصل الاجتماعي وبالتحديد جروب «سوق الثلاث» وضع أحد النشطاء منشور «نشتري كافة أدوية السرطان وفيروس سي وجميع الأدوية المستوردة والمستعملة».

العقوبة الجنائية
وبهذا الصدد، قال الدكتور محمود كبيش، عميد كلية الحقوق الأسبق بجامعة القاهرة، إن الدواء إذا كان سليمًا لا توجد عقوبة جنائية في هذا الأمر، أما إذا كان الدواء منتهي الصلاحية، فهنا يطبق قانون الغش التجاري، وتحسب جنحة عقوبتها تتراوح ما بين سنة ولا تزيد عن 5 سنوات.

لا تخضع لرقابة نقابة الصيادلة

وفي السياق ذاته، أكد الدكتور محمد سعودي، وكيل نقابة الصيادلة الأسبق، أن تلك الأدوية لا تخضع لرقابة نقابة الصيادلة، فالنقابة مختصة بأمر الصيادلة فقط وليس مراقبة الأسواق، والمسئول عنها مباحث التموين لأنها تتعلق بجرائم الغش التجاري.

خطر على الصحة العامة
وحول خطورة تلك الأدوية، أكد «سعودي» في تصريحات خاصة لـ«فيتو»، أن تلك الأدوية خطر على الصحة العامة نظرًا لأن البعض منها منتهي الصلاحية، إما يفقد تأثيره بسبب وضعه بأشعة الشمس لهذا يتم تصميم الصيدليات بشكل محدد للحفاظ على الأدوية، بجانب أن التجار لا يفهمون أيًا من الدواء يستخدم لعلاج مرض محدد، لهذا تلك الأدوية تعرض حياة المواطنين للخطر.
Advertisements
الجريدة الرسمية