رئيس التحرير
عصام كامل

هاني أبو العلا يكتب: الجامعات والخطط التنموية للدولة

هاني أبو العلا
هاني أبو العلا

مما لا شك فيه، أن دور الجامعة يتعدى بكثير ما يتبادر للأذهان من كونها مواطن للتعليم، في مرحلة ما بعد التعليم الثانوي، وصقل الطلاب بالمعارف والمهارات والخبرات في العديد من المجالات الأكاديمية فقط، إلا أن الأمر يتعدى ذاك بكثير، فبجانب دور الجامعة المعهود في تخريج منتج بشري واعي ومؤهل، للقيام بأدوار عديدة في المجتمع في كافة الوظائف المدنية، فإن للجامعة دور أعمق بكثير من ذلك.


فداخل أسوار الجامعة يقبع العديد من ذوي الكفاءات، التي اقترنت فيها الدراسات النظرية المتعمقة مع الممارسات العملية المدروسة، تلك الكفاءات من العلماء الذين عكفوا على القراءة والبحث والتجريب المعملي لسنوات طويلة، ما جعل لديهم خبرات نادرة، وأصبحت تزيد قيمتهم كلما تقدموا في العمر وازدادوا صقلًا وعلمًا.

وبعيدًا عن الممارسات العملية فقد ظلت الجامعات المصرية في معزل عن خطط الدولة التنموية لسنوات عديدة، حيث لم يشغل بال العديد من هيئات صنع القرار من قبل أن أحد أهم أدوار الجامعة هو المشاركة في صنع القرار والخطط وتنفيدها والإشراف عليها.

والآن وبعد أن أوصت القيادة السياسية، فقد جاءت الفرصة كاملة لعلماء مصر لإثبات حبهم لمصر، الذي لا أشك أنه يضاهيه حب.

والحقيقة العلمية تقول: إن مشاركة الجامعة في خطط الدولة تبدأ بإشراك العلماء في جميع المشروعات التنموية، منذ بدء التفكير فيها، ومرورًا بكل مراحل التنفيذ.

والتخطيط لابد أن تسبقه دراسات واعية ومتأنية لمشكلات المجتمع، التي تعُج بها الرسائل العلمية والأبحاث المنشورة التي ضاقت بها أرفف المكتبات.

كما أن تغيير المناهج التعليمية بما يتوافق مع كل مرحلة من مراحل تطور الدولة هو أمر ضروري، مما يستوجب وجود ممثلين من الهيئات والوزارات والجهات المعنية داخل لجان قطاعات العلوم المختلفة، التي تعتمد المناهج والمقررات الدراسية، بحيث تنطبع المناهج التدريسية بالصبغة العملية الحقيقية مع ضرورة عقد لقاءات، وورش عمل في الوزارات والهيئات تضم العديد من العلماء والخبراء ورجال الميدان، وغيرهم من المشاركين في جميع المشروعات التنموية في مصرنا الغالية، فضلًا عن الاستعانة بخبراء من الدول ذات التجارب الناجحة في مشكلات مماثلة للمشكلات التي نعاني منها داخل وطننا الحبيب.
الجريدة الرسمية