رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

«الصيني قتل المهنة»..حكايات صنايعية قلعة دباغة الجلود في قنا

فيتو

في هذه الحارة العتيقة، تصطف البيوت وتحتضن ظلالها بعضها البعض، داخل أروقتها، تجد أناس بلغوا من العمر أرذله، أغلبهم من أصحاب تلك المهنة العتيقة مهنة دباغة الجلود، ورغم ما مرت عليها من تطورات وتأثرها بالتقدم التكنولوجي في تقنيات الطباعة وإنشاء المصانع وظهور أدوات حديثة للدباغة إلا أن هؤلاء الصناع لا يزالون يحتفظون بكل تراثهم القديم وأدواتهم المتوارثة، ولا زالوا يرونها من أمهات المهن.


الحاج محمود الدباغ، اقترنت صفته باسمه حتى أنه لم يعد يعرف بغير الدباغ، أحد أبناء مركز قوص، جنوب محافظة قنا.

يقول محمود الدباغ "أحد صناع المهنة"، نعمل منذ سنوات في هذه المهنة التي توارثناها عن آبائنا وأجدادنا، ولكن بالطبع الكثير من الأحوال تغير بسبب الظروف التي مررنا بها بعد ثورة 25 يناير، منوهًا إلى أن ارتفاع الأسعار أثر بشكل كبير على المهنة ففي الماضي كان يشتري الجلود بمختلف أنواعها تبدأ من 30 إلى 150 جنيه بعد شرائها من الجزارين وبعض الأهالي الذين يقومون بجمعه وبعد تجهيزه وتنظيفه يقوم ببيعه إلى المصانع الجلود لاستخدامها في صناعة الأحذية وغيرها من الصناعات الأخرى.

وأضاف يحيى العليمي "أحد الصناع"، أن أغلى أنواع الجلود هو جلد البقر الذي يصل إلى 150 جنيه، وكانت في الماضي دباغة الجلود من أغلى المهن في أسعار العاملين بها إلا أن الوضع اختلف كثيرًا هذه الأيام خاصة مع ارتفاع أسعار وانخفاض أخرى وهذا بالطبع أثر بشكل كبير علينا.

أشار إلى أن الصعيد يوجد به أعداد كبيرة من الماشية لكن مع الأسف ارتفاع أسعار رءوس الماشية الذي وصل إلى الضعف تقريبًا خلال الفترة الأخيرة، وغزو المنتجات الصينية ساهم بشكل كبير في عزوف الشباب عن تعلم المهنة حتى الأبناء فضلوا السفر والعمل في مهن أخرى عن هذه المهنة.

وأكد ثروت العجمي "أحد الصناع"، أنه كانت في قوص إمبراطورية لدباغة الجلود وكان معروفا لدينا الكثير من الأسر التي تعمل في هذه المهنة، ولكن الوضع هذه الأيام تغير كثيرًا وأصبحت المهنة مهددة بالانقراض.

ومن أصعب الأشياء التي تواجهنا في الصناعة هي المواد المستخدمة منها الملح، وحمض الكبريت والصودا والرماد وكلا حسب طريقته، وعلى الرغم من صعوبة هذه المهنة إلا أن الكثير كان يقبل عليها في امتهانها، أما الآن أصبحت كغيرها من الصناعات المهددة بالانقراض.

Advertisements
الجريدة الرسمية