رئيس التحرير
عصام كامل

هل يؤسس تلاميذ «رسلان» جماعة دينية جديدة في مصر؟.. معارضو الشيخ يتزايدون من داخل تياره.. «الكتاب الأسود» يكشف كواليس الحرب المشتعلة.. و«البشبيشي»: انشقاقات الإسلاميين حاض

الشيخ محمد سعيد رسلان
الشيخ محمد سعيد رسلان

لا زالت أزمة الشيخ محمد سعيد رسلان القطب السلفي مع الأوقاف، ثم إعادته للمنبر بعد أقل من أسبوع، حديث الصباح والمساء للتيارات السلفية، سواء المتفقة معه، أو تلك التي تعاديه من خارج ملائته الدعوية، تسريبات واتهامات في الذمة المالية، وقبل أن تهدأ الزوبعة يتجدد الحديث عن الانشقافات في جبهته، وتدوير الأسباب التي دعت بعض طلابه لتأليف كتاب اسموه «لهذا تركناه».


معارك كلامية

طوال الأيام الماضية وطبول الحرب تدق، صراعات كلامية ودينية، طعن في المنهج والفكر والسلوك والعقيدة الرسلانية، بين أنصار الشيخ وغريمه اللدود، الداعية السلفي هشام البيلي، ولم يكتفِ جنود الجبهتين بإشعال الحرب على مواقع التواصل الاجتماعي، فانتقلوا للصحف والمواقع الإلكترونية ووسائل الإعلام بأنواعها.

الداعية السلفي محمد عبد الحي، لم يكتف بتأليف كتابه «لهذا تركناه»، وتبع ذلك بسلسلة منشورات، ومقالات أسماها «بهذا بهتناه»، رفض فيها مجمل أفكار قطب السلفية الذي يذم في المعارضة، ويهاجم أي مزاحمة للحاكم على السلطة، مهما كان السبب.

عبد الحي، يعبر حسب حديثه، عن طلبة رسلان الذين انشقوا عنه، بعدما تأكدوا أن أفكاره فيها إساءات لبعض الأنبياء عليهم السلام، وهي خطيئة يرفض الشيخ التراجع عنها، مما حملهم على الابتعاد عن منهجه، واتهموا الداعية السلفي الشهير، برمي نبي الله داود بالعجلة وغياب الضمير، وموسى بالعصبية، كما طعن في منهج النبيان إبراهيم وأيوب.

الجماعة الجديدة التي لم تحدد أفكارها الخاصة حتى الآن، ولا أعدادها وخطوطها الحمراء، اتهمت رسلان أيضا بالكذب على الطبري وابن كثير، وقالت أنه يجيز عزل الحاكم المسلم بحسب المصلحة، بجانب تورطه في التكفير بالمعاصي والتكفير بالعموم على طريقة الخوارج، وهي مخالفات واضحة، اضطروا في النهاية إلى جمعها والرد عليها وتحذير الناس من منهجه.

خليط إخوان وسلف

الداعية السلفي حسين مطاوع، يرى أن مؤلف كتاب لهذا تركناه، يمثل المدرسة الحزبية المتمسحة بالمنهج السلفي أو المدرسة السرورية، وهي خليط بين السلفية والإخوانية، حسب رأيه.

يكشف «مطاوع» أن عبد الحي ومن معه ذهبوا لرسلان فترة ليكونوا من طلابه، ثم انقلبوا عليه، واتبعوا نهج الفرقة الحدادية، التي أسسها هشام، ولا يشغله منها سوى الهجوم على الشيخ، فعمدوا لتشويه دعوته، وأنشأوا لذلك المواقع والمنتديات، وعقدوا محاضرات وصنفوا الكتب ومنها هذا الكتاب الذي يضم بين دفتيه افتراء وكذبا على الشيخ بحسب وصفه، رغم تراجعه عن بعض الأخطاء بالفعل، وقال ذلك علانية، ولكنهم يصرون على الانتصار لأهوائهم.

تأسيس جماعة جديدة مرفوض
يحظر الداعية السلفي إقامة جماعة دينية من الأساس، سواء قام بذلك طلاب رسلان السابقون أو غيرهم، فهذا ما يمنعه الشرع، الذي لا يجيز التفرقة بين المسلمين، من وجهة نظره؛ فتأسيس جماعة تحت أي مسمى محرم ولا يجوز، وكل طائفة قامت على أساس ديني فهي مبتدعة في دين الله ما ليس منه.

طارق البشبيشي، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، له وجهة نظر أخرى، ومن خلالها يزيد من احتمالات تأسيس جماعة دينية لأنصار رسلان، في ظل التحضيرات التي تجرى حاليا، وحالة الطعن المستمرة في المنهج الرسلاني.

ويري البشبيشي أن ظاهرة انشقاق الجماعات الدينية كانت حاضرة دائما في كل وقت، وهي إحدى السمات المميزة لهذه الجماعات، ولكنه يرى في الوقت نفسه أن المنهج الرسلاني قوى للغاية، ويمتلك حجج شرعية رصينة تجعل من الصعوبة مناطحته أو إضعافه.
الجريدة الرسمية