رئيس التحرير
عصام كامل

كاتب سعودي يرد على تطاول ترامب بحق الملك سلمان

الكاتب الصحفي السعودي
الكاتب الصحفي السعودي سعودي الريس

قال الكاتب الصحفي السعودي سعودي الريس، إن الولايات المتحدة الأمريكية دولة عظمى لكن عظمتها لا تكمن بشكل كبير في السلاح الذي تمتلكه، مشيرا إلى أن الواقع يؤكد الهزيمة التي منيت بها أمريكا في حربها غير المتكافئة مع فيتنام وفقدت خلالها نحو 60 ألفًا من إجمالي عدد جيشها الذي شارك في تلك الحرب، وناهز الـ150 ألف جندي مدججين بكافة أنواع الأسلحة، مع أن هذه الدولة الصغيرة لا تملك ولو جزءًا يسيرًا من قوة هذه الدولة العظيمة وحجم تسليحها.


وأضاف "الريس"، خلال مقاله المنشور على صحيفة "الحياة" اللندنية، أنه طالما أن السلاح والقوة العسكرية ليسا هما من يمنحان القوة، إذاً هذا ينسف نظرية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فما يمنح أمريكا القوة ثلاثة أشياء تم تكوينها على يد الرؤساء الذين تعاقبوا على البيت الأبيض، والذين كانوا يفكرون في المستقبل وفي موقع صدارة العالم، مشيرا إلى أن ترامب غافل، تلك الأشياء الثلاثة والتي تتلخص في الدولار الأمريكي، والشركات الأمريكية، وأخيرًا البنوك الأمريكية، تلك العوامل الثلاثة هي من يجعل أمريكا في الصدارة بجانب سلاحها، وبالإضافة إلى تلك العوامل هناك الأمر الأهم، وهو توظيف تلك العوامل لبسط النفوذ.

وأكد أنه يجب وضع "عشرة خطوط" تحت كلمة نفوذ، لأنها هي من دفعت الولايات المتحدة لخوض حرب فيتنام ومنيت بالهزيمة، وهي اليوم التي تحرك سياسة العالم ككل، ما يعني أن للنفوذ ثمنًا مثلما للحماية ثمن.

وأشار الكاتب السعودي، إلى أن هناك علاقات إستراتيجية بين الدول، وهناك صداقات مزمنة، وجميعها تقوم على الاحترام المتبادل مهما بلغت قوتها ومهما بلغ نفوذها، وللولايات المتحدة علاقات إستراتيجية مع دول منحتها النفوذ وأخرى تحاول أن تختطف هذا النفوذ من خلال دول مؤثرة وذات نفوذ أيضًا، هكذا هي الطبيعة البشرية، فإذا بلغت مرحلة التحالف الإستراتيجي فلهذه التحالفات أصول، ولا تحتمل التلاعب بوجهين، أحدهما حامٍ، والآخر مبتزٌّ، فهذه لا يمكن أن يطلق عليها تحالفات أو صداقات.

وأكد أن الرئيس ترامب لا يزال حتى الآن يعجز عن التفرقة بين مؤسسة تِجارية يترأسها ودولة عظمى يقودها، حتى وإن كان وسط حشد انتخابي، فالرئيس هو الرئيس، متابعا، تحدث ترامب عن حماية السعودية، وأن عليها أن تدفع له مقابلها، تلك اللهجة التي لا تخلو من الشيزوفرينيا، فعندما يتحدث عن الحماية، السؤال الذي يتبادر إلى الذهن هل فعلًا هو من يحمي السعودية؟ ما يجهله ترامب أنه منذ القِدَم والولايات المتحدة وهي تشتري النفوذ مقابل الحماية، لكن في الحالة السعودية هناك اختلاف لافت.

وأشار إلى أنه عندما تقلّد أوباما الرئاسة لفترتين لم يعمل على حماية السعودية، بل كان يسوِّق لإيران ولبرنامجها النووي، ورغم تخبط سياساته وتدهور العلاقات الأمريكية مع حلفائها لم تتأثر السعودية ولم تسقط، بل على العكس حمت دولًا كانت مهمة حمايتها تقع على عاتق الولايات الأمريكية قبل أن تتخلى عنها، وهذا يرد على ترامب في شكل مباشر بأن الحماية التي يتكلم عنها للسعودية هي مجرد شعارات انتخابية ليس إلا، وبخلاف ذلك كيف يمكن تفسير أن الرئيس الأمريكي يقدّم الحماية في وقت يدعم فيه العدو رقم واحد في المنطقة؟ موجها كلامه على إسرائيل. فالعدو ليس إيران فقط، بل هناك الكيان الصهيوني الذي تمت زراعته في المنطقة ويحظى بدعم أمريكي لا محدود منذ نشأته. فهل يستطيع ترامب على سبيل المثال القول إنه يحمي السعودية أو حلفاءه في المنطقة من عدوها الأول؟

وتابع: "نهج الرئيس الأمريكي لا يطمئن الحلفاء بسياساته، فالتجارة التي يمارسها والسلاح جميعها تأتي من ممارسة نفوذ وحماية ومصالح مشتركة ومن قبلهم احترام متبادل، وهذه السياسة المزدوجة الأوجه هي عامل رئيس في عدم الاستقرار، وليس العكس كما يدعي. فلولا السعودية التي ذكرها الرئيس الأمريكي ترويجًا «لخوارق» سياساته وخطاباته الانتخابية، لما كان لأمريكا ذلك النفوذ والثقل في المنطقة، لأنها باختصار هي البوابة الرئيسة للعالمين العربي والإسلامي، وبدون التحالف معها لن يكون لأمريكا ذلك الثقل في المنطقة العربية، ولن تشفع لها تلك الأسلحة التي يفاخر بها".

واختتم "الريس" مقاله: "نقول للرئيس الأمريكي أو من يحمل العقلية نفسها إن الحديث عن قيادة هذه البلاد هو حديث عن أكثر من 20 مليون سعودي أرواحهم على أكفهم رهن الإشارة، يشكلون جدارًا حاميًا لهذه البلاد وقيادتها، سلاحهم ليست أدوات ومعدات عسكرية فاقدة الإرادة وقابلة للصدأ، بل الأكثر من ذلك سلاحهم غير قابل للهزيمة، لأنه لا يُصنع ولا يُباع، سلاحهم هو عقيدة ثابتة لم تتغير منذ توحيد البلاد على يد مؤسسها، الذي بناها كتفًا بكتف مع أبناء شعبه. قد يستعصي فهم ذلك على البعض، لكن هذه هي السعودية، وأولئك هم حماتها".
الجريدة الرسمية