أيادٍ تتلف في حرير.. صانعو «حظاظات الرصاص» بقنا يروون سر المهنة (صور)
على ضفاف نهر النيل، بمركز قوص جنوب محافظة قنا، يستخرج عشرات الصيادين أقراصا من الرصاص دائرية الشكل، ليصنعوا منها حظاظات اليد التي تتزين بها أيدي الشباب والفتيات ويرتديها الأطفال كأطواق وبوسطها الخرز الأزرق ليمنع عنهم الحسد بحسب المعتقدات التي توارثها الأهل بقري الصعيد.
بجوار أحد شوارع ميدان المحطة يوجد عدد من الباعة الذين يرتدون الجلباب الصعيدي ويفترشون الرصيف وهم يصنعون تلك الحظاظات بمختلف الأشكال والأنواع، ليس بحثًا عن لقمة العيش بقدر ماهي حرفة يجدون فيها أحد الفنون الجمالية التي تخرج اشكال يتزين بها الصغير والكبير.
وعن سر هذه الحرفة قال منصور محمد الملقب بـــ"أبوحبيبة" وأقدم العاملين بالحرفة:"نقوم بالصيد في قوارب صغيرة من خلال شباك، ونخرج هذه الأقراص التي هي من مادة الرصاص، ونقوم بتقطيعها وجليها من خلال أدوات معينة لهذا الشأن"، منوهًا إلى أنه يتم وضعها بشكل منتظم وبفصوص تحوي اللون الأزرق، وهذه الحظاظات يستخدمها النساء للأطفال الذين يعانون بعض نوبات البكاء المتواصلة لمنع الحسد بحسب معتقداتهم منذ عشرات السنين.
وأضاف "أبوحبيبة"، أن الأسعار تختلف بحسب طلب الزبون، وفي بعض الأحيان يطلب البعض أشكالا وأحجام معينة وبخاصة الشباب فمنهم من يرتديها بالرقبة أو اليد كل بحسب اختياره وهذا بالطبع يستغرق وقتا أطول نوعًا ما في الصناعة، ففي الطبيعي يكون مدة الطوق 4 ساعات.
وأوضح سالم محمد، أحد العاملين بالحرفة، أن هذا الفن الجميل مهدد بالانقراض بسبب عدم وجود أماكن متخصصة لتعليم فنون وأسرار هذه الحرفة اليدوية، مضيفًا أن الحرفة اليدوية بشكل عام أوشكت على الاندثار لعدم وجود رعاية من قبل الدولة.
وتابع يحيى محمد، أحد العاملين بالحرفة:" أنا أقوم فقط بجلي الرصاص وتحويله من أقراص كبيرة الحجم إلى أقراص صغيرة وتقطيعها بشكل دائري حتى يتمكنوا من ضغطها ولفها بشكل حلزوني ذي ثقوب وبدها يتم تجميعها على خيوط متينة وترص بشكل منسق وبوسطها وضع الخرز الأزرق وبعض أنواع من الفصوص ذات ألوان مختلفة بحسب طلب الزبون، وأغلب من يعملون بهذه الحرفة هي على سبيل الفن وحبهم للحرفة بالإضافة إلى حرفتهم الأصلية وهي الصيد".
وأردف محمد على سيد، أحد فناني الحرفة:"أعشق تلك الحرفة وأتفنن في كل مرة أقوم فيها بعمل طوق أو حظاظة أو خاتم شكل مختلف واستخدم ألوان وفصوص وحتى الخرز الارزق الذي عليه الطلب الأكبر من قبل الفتيات والنساء".
