رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

في محبة موسيقى «الهيب هوب».. «رابر مصر» يرفعون شعار «يا نراب يا نموت»

فيتو

تحت شعار (Rap or Die) انتشرت دعوة على مواقع التواصل الاجتماعي أطلقها مجموعة من "الرابرز" المصري المغمورين في الأوساط الفنية والمتواجدين بقوة في عالم الراب الغريب نسبيا عن الثقافة المصرية، مثلت تلك الدعوة محاولة أخيرة لإحياء الراب المصري والانتقال من مرحلة الهواة إلى الاحتراف، واختار المنظمون مكانا بعيدا للحدث الذي حضره عدد كبير من الشباب الذين لم تتخط أعمارهم العشرين عاما.


داخل مدينة العبور، وأمام إحدى نقاط الإنطلاق، احتشد جمهور "الراب" الذي يتكون معظمه من صغار السن، في انتظار حافلات تنقلهم إلى موقع الحفلة، بعد انتظار نحو ساعتين جاءت الحافلات، وسارت لمدة 20 دقيقة في منطقة قيد الإنشاء خالية تماما من أي وجود سكني، توقفت عند إحدى مزارع المانجو، بدا انزعاج الجمهور من موقع الحفلة النائي لكن شغفهم بموسيقى الهيب هوب أمدهم ببعض الأمل، قطع ذلك الشرود صرخة أحد القائمين على الحفلة: "يا نراب" وصمت وهلة.. ليردد الجمهور بصوت واحد "يا نموت". 


محمد هشام الكيال (21 عاما) يدرس هندسة ميكانيكا بجامعة الزقازيق، مولع منذ طفولته بموسيقى "الهيب هوب"، يتحدث عن بدايته: "بدأت علاقتي بالراب منذ طفولتي، عندما منحني زميل سوري الجنسية في الصف الخامس الابتدائي مجموعة من أغاني الراب، كنت أجلس أمام جهاز الكمبيوتر استمع إلى تلك الأغاني لساعات متواصلة، ومنذ ذلك الحين وأنا متعلق بها واتخذتها أسلوبا للحياة".

تعرف "كيال" إلى الراب المصري عن طريق الصدفة وسرعان ما بدأ في حفظ أغانيهم وترديدها بنفس الأسلوب، ووجد نفسه محاصرا بمجموعة من الأصدقاء يشاركونه نفس الاهتمامات.



أن تكون رابر تحظى بـ"الاحترام" بين أقرانك عليك أن تكون قارئا جيدا، ومهتما بما هو أكثر واقعية لا يمكن أن تنعزل عن الجميع عليك أن تمتلك ولو بنسبة بسيطة ثقافة سمعية تساعدك على كسر حالة الرتابة وإضافة حيوية وتنوع في كلماتك، يقول كيال: "كنت استغل دراستي للفيزياء والعلوم المكملة والأساسية لإقحامها في كلماتي، كنت دائما أحاول الخلط بين دراستي واحترافي للراب، من خلال تدفق معلوماتي مناسب لعالم الراب".

أنا قائد من السماء أنت فاقد للأهلية
تقاتل للبقاء أقاتل للبقية
معظم مدعي التفرد فاقدي للعقلية
الكل يتبع النسق بيحارب الأغلبية
لكن أين الجمع المالك لباطن الأرض بدون صكوك ملكية 




يلخص "كيال" عشقه للراب وشغفه في مواصلة طريقه الذي اختاره منذ نحو 8 سنوات قائلا: "الراب بالنسبة لى إشباع لشهوة سماعية عند المستمع من حيث قدرة كتابية متميزة وإلقاء قوي وموسيقى تحرك الساكن بداخله، أتمنى في القريب أن نجد شركات لإنتاج هذا النوع من الموسيقى وأن تفتح لنا أبواب كثيرة من أجل أن نصل بحلمنا إلى قاعدة جماهيرية أكبر".




يملك "حسام أنيس" – رابر مصري - فلسفة خاصة لحبه لموسيقى الهيب هوب، بدأت حكايته مع الراب في سن صغيرة عندما سمع أحد التراكات من أحد أصدقائه، وشرع في تقليدها في الكتابة هو وصديقه محمود، ومنذ ذلك الوقت وهو يمارس هوايته التي وصلت إلى الاحتراف، يقول أنيس: "شعرت أنها رسالة ربانية لأن تكون سبيلا للتعبير عن نفسي، فأنا أتخذ من مواقف شخصية لي بداية انطلاق في كتابة كلمات تحظى بتقدير واحترام الجمهور".




أنيس طالب في كلية تجارة خارجية، التحق بكثير من الوظائف أثناء دراسته، يدرك جيدا من داخله أنه لا عائدا ماديا من وراء "الراب" لذا يستكمل دراسته ويلتحق بأي وظيفة متاحة.

يقول "أنيس": "جمعني القدر بمجموعة من الشباب المهتمين بالراب المصري وبدأت في مصادقتهم وبدأت سلسلة علاقات بعالم الراب المصري وتعرفت على الكثير منهم وأصبحوا عالمي الخاص ومحيطي الذي أنتمي إليه".




يعشق "أنيس" الكتابة يجدها مخرجا له من كل هموم الحياة، يكتب عندما يفشل يكتب عندما يشعر بالهزيمة يكتب عندما يحقق خطوة في طريقه، يقول: "أنا أعشق الكتابة فهي الصديق الوفي على طول الطريق لا يمكن يوما أن تخونك أو أن تبتعد عنك فهي دائما ملازمة لك أينما ذهبت، أسمع دائما الكلمات تدور في عقلي لا أجد مهربا لها سوى بوضعها على ورقة، عندما أكتب جملة أشعر بجمالها أصرخ وأشعر بانتشاء يغمرني.. بلا شك أنا أعشق الموسيقى والكتابة".




يتحدث "أنيس" بشيء من الفرحة عن سبل تغذية عقله بالكلمات الحاضرة دائما: "نحن مثل الأطفال الصغار نسترجع ثقافتنا السمعية في لحظات الحاجة، نستحضر الكلمات التي سمعناها سواء في مراحلنا الدراسية أو في شوارعنا أو في منازلنا، كل ما نسمعه يصلح لأن يكون مادة لأغاني الراب.



يدرك أنيس أنه لن يصل إلى شهرة عالمية أو يجني من وراء حلمه المال لكن يبدو أن لديه فلسفة خاصة في تعريف الهدف من وراء شغفه بالراب: "أنا أصل لهدفي في كل لحظة أكتب فيها وأدون ما أمر به، أنا أؤمن أنه يوما ما سأكون واحدا من هؤلاء الذين تذكرهم عندما تتحدث عن عالم الراب المصري".


Advertisements
الجريدة الرسمية