رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

لبنان بين تصريحات «نتنياهو» و«ليبرمان»


يبدو أن إغلاق ترامب لسفارة أمريكا في العراق بسبب ما اعتبره تهديدات إيرانية كان إشارة لإسرائيل لتشن هجوما في الأمم المتحدة على إيران وحزب الله، متهمة الأولى بوجود مستودعات تحتوي على تكنولوجيا ترتبط بالبرنامج النووي الإيراني، واتهم حزب الله بتخزين صورايخ له في محيط مطار بيروت.


نتنياهو تلقى صفعتين عقب رفعه لصور تشير إلى ما يعتقده الأماكن السرية التي تخزن فيها إيران ما يتعلق ببرنامج النووي، ولصورة بالقمر الصناعي تشير للأماكن التي يقول إن حزب الله يخزن فيها صواريخه في محيط مطار بيروت.

الصفعة الأولى جاءت من رئيس وكالة الطاقة الذرية "يوكيا أمانو" الذي أكد استقلالية الوكالة مؤكدًا أنها لا تأخذ الأمور بظواهرها، الصفحة الأخرى جاءت من جبران باسيل وزير الخارجية اللبناني الذي اصطحب سفراء الدول الأجنبية في جولة إلى الأماكن التي يقول نتنياهو إنها تحتوى على مخازن لصواريخ حزب الله.

تصاعد وتيرات الهجوم على إيران وحزب الله من جانب نتنياهو واكبه تصريحات لوزير الدفاع الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان في الأسبوع الأول من الشهر الماضي عن استعداد الجيش الإسرائيلي لضرب مواقع إيرانية في العراق، وتصريحه أمس لموقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية بأن الجيش الإسرائيلي مستعد للحرب الآن أكثر من أي وقت مضى.

تصريحات ليبرمان جاءت للرد على تقرير الجنرال الإسرائيلي "إسحاق بريك"، الذي أرسل تقريرًا من 200 صفحة يؤكد فيه عدم جاهزية الجيش الإسرائيلي للحرب.

وبغض النظر عن التصريحات الإسرائيلية المتناقضة، وعن مدى جاهزية أو عدم جاهزية الجيش الإسرائيلي للحرب، فإن إسرائيل لن تستطيع أن تحارب حزب الله مجددا، إلا في حالتين: الأولى أن يكون ليبرمان ونتنياهو أحدهما أو كلاهما أصيبا بالجنون، أو أن هناك مخططا لضرب لبنان بقنبلة ذرية وإزالتها من على الخريطة، لأن جميع الأراضي المحتلة في مرمى نيران مئات الآلاف من صواريخ حزب الله.

لبيرمان يعرف أن نظام الدفاع الجوي والمسمى بـ "القبة الحديدية" لن يحميه من صواريخ حزب الله. وأن إسرائيل لم تعد يمكنها اجتياح لبنان من قبل.

تصريحات نتنياهو عن وجود صواريخ لحزب الله في محيط مطار بيروت وتصريح لبيرمان عن الحرب تخدم حزب الله أكثر مما تخدم إسرائيل. فمن زار لبنان، واللبنانيون يعرفون أن حزب الله لن يخزن صواريخ في محيط مطار بيروت ولا في الضاحية الجنوبية التي تضم أنصاره، لأن الحزب يعرف أن إسرائيل الضاحية الجنوبية هو أول ما تدكه إسرائيل بالطائرات.

تصريحات رئيس الوزراء المهووس بالحرب ووزير دفاعه الذي يدق طبول حرب خاسرة يخدم حزب الله لأنه يوحد الأحزاب اللبنانية حتى على مستوى الشكل، بل أنه يؤكد للأحزاب أو الكتل السياسية اللبنانية أن حزب الله هو من يردع إسرائيل.

هناك تزامن بين تحركات وزيارات رسمية في المنطقة العربية وبين تصريحات نتنياهو عن إيران، بما يشير إلى احتمال وجود إجراء عسكري ضد إيران، بقيادة عراب الحروب دونالد ترامب. لكن لأن ترامب نسخة مشوهة من جورج بوش فهو لايستوعب أن الحرب ستطول التي يريدها هو وصديقه نتنياهو ستطول دولا كثيرة، ولا يمكن لأحد أن يتنبأ كيف يمكن أن تنتهي.
Advertisements
الجريدة الرسمية