رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

مستنقع الدم.. الاغتيالات السياسية بجنوب أفريقيا تشوه حلم مانديلا

فيتو

عانت القارة السمراء منذ عقود طويلة من أزمات الفساد والفقر والمؤامرات التي لا تترك فرصة لدولها للوقوف على قدم صلبة وسط العالم على الرغم من كونها ذات موقع ومكانة عظمى ولما تملكه من ثروات.


"حرب الاغتيالات" هي التهديد الجدي للقارة السمراء خلال العقد الحالي حيث بلغت حدة الخلافات بين الزعماء والقادة السياسيين حد اتباعهم نهج التصفية الجسدية لبعضهم البعض مقابل الفوز بالقوة، المال، والسلطة، حتى أن حالات الاغتيالات السياسية في «جنوب أفريقيا» شهدت ارتفاعا حادا في الأونة الأخيرة بما يمثل تهديدا لاستقرار الأجزاء الأكثر تضررا من البلاد ويهدد حلم نيلسون مانديلا، رئيس جنوب أفريقيا الأسبق، بقيام دولة ديموقراطية موحدة.

خلافًا للعنف السياسي الذي أفضى إلى تقويض الدولة في التسعينيات، فلم تكن عمليات القتل الأخيرة مدفوعة بالمعارك الشريرة بين الأحزاب السياسية المتنافسة، بل أن أغلب الحوادث تم ارجاعها إلى قتل المسئولين بعضهم البعض واستئجار رجال محترفين للقضاء على زملائهم من أعضاء الحزب ذاته في قتال شامل يهدف للوصول إلى المال والسلطة، حسب ما كشفته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.

الحزب الحاكم

ازدادت نسب الفساد والانقسامات داخل حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم، خلال السنوات الأخيرة، وتحول أعضاء الحزب بشكل متزايد إلى القتال ليس على الرؤى المتنافسة للأمة، ولكن على المواقف السياسية المعلنة والغنائم التي تُجنى معها.

يزداد عدد القتلى، وفق نيويورك تايمز، بشكل مخيف، حيث قُتل نحو 90 سياسيا منذ بداية عام 2016، أي أكثر من ضعف المعدل السنوي في 16 سنة قبل ذلك، وفق باحثين في جامعة كيب تاون والمبادرة العالمية لمكافحة الجريمة.

وتضخمت جرائم القتل في مثل هذه الأزمة القومية، حيث بدأت الشرطة في إطلاق بيانات حول عمليات القتل السياسي للمرة الأولى هذا العام، في حين أن الرئيس الجديد، سيريل رامافوزا، أعرب عن أسفه لأن عمليات الاغتيال تشوه حلم مانديلا.

تغطي الاغتيالات الأخيرة مجموعة واسعة من الخصومات الشخصية والسياسية، حيث أصبح مسئولو الحزب الحاكم أهدافًا صريحة بعد كشف أو إدانة الفساد داخل الحزب، فيما سقط آخرون في المعارك الداخلية للمناصب المربحة في المناطق الريفية حيث يتمتع الحزب بقبضة شبه كاملة على الاقتصاد، وفرص العمل والعقود الحكومية مما يجعل الصراع هناك شديد الحدة حيث يبحث المسئولون باستمرار عن مكاسبهم.

الأكثر دموية

وتعتبر مقاطعة السيد ماجاكا، كوازولو ناتال هي الأكثر دموية على الإطلاق حيث ارتفعت نسبة عمليات القتل فيها بين اعوام 2011 و2017 وبدأ جميع المسؤولين بتعيين حراس شخصيين لهم، حتى أعضاء المجالس ذات المستويات المنخفضة، كما أن العديد من السياسيين باتوا يحملون بنادقهم بأنفسهم.

وعانى الكثيرون من المصير ذاته حيث قُتلت عضوة بالحزب الحاكم دعت إلى إجراء تحقيق في الإسكان الحكومي أثناء قيادتها سيارتها مع أطفالها الثلاثة، وقبل بضعة أشهر، قُتل مسئول حزبي في جناح مجاور بالرصاص بالقرب من منزله بعد كشفه عن نوعية المساكن العامة غير المطابقة للمواصفات.

في مبومالانجا، مقاطعة نائب الرئيس ديفيد مابوزا، تم إطلاق النار على رئيس مجلس المدينة أمام ابنه خارج منزله بعد فضحه الفساد في بناء ملعب لكرة القدم، بينما قُتل عضو مجلس انتقد الفساد العام الماضي بينما كان يرافق صديقة لسيارتها في منطقة كوازولو ناتال، وفي شهر مارس الماضي أيضا قتل مدير إحدى البلديات المحلية المعروف بمكافحته القاسية للفساد قرب أحد مراكز الشرطة.
Advertisements
الجريدة الرسمية