رئيس التحرير
عصام كامل

الطفولة في خطر.. تشكيلات عصابية تستدرج أطفالا بلا مأوى لاغتصابهم وإجبارهم على التسول.. تصوير الأطفال في أوضاع مخلة سيف مسلط على رقابهم.. وحملات أمنية مكثفة لضبط المجرمين

فيتو

عصابات شبه منظمة تصطاد الأطفال من محطات القطارات وخاصة القاهرة والإسكندرية، بحجة توفير مأوى ومأكل وبعد مضي أيام قليلة يتعرضون للاغتصاب وتصويرهم بمقاطع فيديو منعا للهروب وجمع الأموال لزعماء العصابات من التسول.


جهود أمنية تبذل في هذا الصدد لمواجهة التنظيمات الشبة النظامية، التي تقضى على براءة الأطفال وتكون عقد نفسية تجعلهم طول حياتهم تحت وطأت أقدام العصابات والذي يطلق عليه إعلاميا "عصابات التوربينى".

الشذوذ
وكشفت دراسة أعدها مركز البحوث الجنائية، أن 85% من المصابين الرجال بالشذوذ تعرضوا لاعتداء جنسي في الصغر.

وأكدت هبة قطب استشارى الطب الجنسى والعلاقات الأسرية، في الدراسة، ارتفاع معدلات الإبلاغ عن حالات الشذوذ يوميا من 2 لـ 3 حالات.

وتشير التقارير الأمنية، إلى أن أكثر الأماكن التي تشهد اعتداءات جنسية هي (السيدة زينب - شبرا الخيمة - المرج - حلوان - الشرابية – المنتزة – محرم بك).

وأكدت التقارير أن الظروف المعيشية دفعت هؤلاء الأطفال لترك بلدانهم بحثا عن فرصة عمل لكن حظهم العاثر أسقطهم في أيدى عصابات التسول، وآخرون تركوا منازلهم بسبب الخلافات الأسرية.

وأوضحت التحقيقات، أن الجناة يتخذون من أسفل الكبارى والشقق في المناطق النائية مأوى لهم ليكون الجناة، بعيدين عن أعين الأجهزة الأمنية.

وأكدت دراسة سابقة أعدها مركز البحوث الجنائية والاجتماعية، أن 20 ألف حالة تحرش واغتصاب تقع في مصر سنويًا، 85% من الضحايا فيها هم من الأطفال.

الاعتداء الجنسي
كما أوضحت الدراسة، أن 45% من حالات الاعتداء الجنسي اغتصاب كامل، مع الإجبار على عدم إخبار أسرة الضحية بالحادث، فيما يتعرض 20% من الضحايا للقتل بطريقة بشعة.

السمسار الجامع

استخدام الأطفال في التسول بوسائل النقل والشوارع أصبحت ظاهرة تتنامى كل يوم، حتى وصل الحال إلى انتظار أعوان العصابات ويطلق عليه (السمسار الجامع)، في محطات القطارات ومنطقة رمسيس وشبرا الخيمة لاستقدام القادمين من المناطق النائية إلى قلب العاصمة، لممارسة هذا النشاط المشبوه.

مباحث رعاية الأحداث
وتعمل مباحث الأحداث جاهدة لملاحقة القائمين على هذا النشاط، ولكنها لا تكفى لمواجهة الخطر الداهم على المجتمع في ظل انتشار الظاهرة وخلق جيل من الأطفال مشوها ومصابا بعقد نفسية قضت على براءتهم.

وعلى مدار الفترة الماضية، أنقذت أجهزة الأمن العشرات الأطفال من أيدى العصابات في مناطق متفرقة كشف خلالها المجنى عليهم عن مفاجآت.

وأكد المجنى عليهم، أن زعماء العصابات يجبرونهم على استنشاق "الكولة"، وتناول العقاقير المخدرة للسيطرة عليهم، فيما يقوم أعوانه بالتناوب على اغتصابهم وتصويرهم لإجبارهم على عدم العودة لذويهم والعمل التسول وبيع المخدرات.

واعترف المتهمون بتكوينهم تشكيلات عصابية تخصصت في استقطاب الصبية حديثى السن والهاربين من ذويهم بزعم إيجاد فرص عمل لهم.

وقال أحد المتهمين:"في أول ثلاثة أيام يتم المعاملة جديدة حتى يطمئن الأطفال، وفى اليوم التالى ليلًا يتجمع أعضاء العصابة أحدهم يستدرج الطفل لاغتصابه تحت تهديد السلاح والآخر يصور مقطع فيديو له، وعقب الانتهاء يتم حبسه في الغرفة مظلمة وحيدًا".

وأضاف:"في صباح اليوم التالي يتم إجبار الطفل على التسول وجمع الأموال وتهديده في حالة الفرار بأنه سيتم نشر الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي وإخبار أسرته".

وأشار إلى أنهم يراقبون الأطفال من بعيد لمتابعة تحركاتهم وفى حالة الفرار يتم ملاحقتهم وتعذيبهم.

الحصاد الأمني
وأفاد مصدر أمني، بأن الأجهزة الأمنية بمختلف قطاعات الوزارة تواصل جهودها لمواجهة كافة أشكال الجريمة بشتى صورها ومكافحة كافة الأنشطة الإجرامية.

وأشار المصدر إلى أن الإدارة العامة لمباحث رعاية الأحداث وأقسامها الجغرافية توجه حملات بصفة مستمرة لمواجهة كافة صور الخروج على القانون في مجال عمل الإدارة الذي يستهدف حماية الأطفال وتفعيل دور مؤسسات الرعاية الاجتماعية والتطبيق الحاسم لقانون الطفل ومكافحة الظواهر الإجرامية المتعلقة بالأطفال واستغلالهم وإفسادهم وضبط مرتكبيها وكذا مكافحة ظاهرة أطفال الشوارع وذلك تنفيذا لتوجيهات اللواء محمود توفيق وزير الداخلية.

وتمكنت القوات على مدار شهرين من إنقاذ 168 طفلا من الانحراف، و106 قضايا في مجال استغلال الأحداث (التسول واستجداء المارة)، و438 قضية تسول و6 تشكيلات عصابية، و2395 بائعا متجولا، و1027 قضية في مجال تعرض أطفال للخطر ما بين (نائم بالطرقات، وبائع سلع تافهة، وجامع قمامة)، وإيداع 54 طفلا في دور الرعاية الاجتماعية.

عصابة شبرا
وخلال الأيام الماضية أكدت معلومات وتحريات مباحث مكافحة جرائم الأحداث قيام "محمد.ح.م" عاطل، و3 آخرين بتكوين تشكيل عصابى تخصص نشاطه في استغلال الأطفال في أعمال التسول والمخدرات، والاعتداء عليهم تحت تهديد السلاح، متخذين من منطقة المؤسسة بدائرة قسم شرطة أول شبرا الخيمة مقرًا لتجميع هؤلاء الأطفال.

وعقب تقنين الإجراءات تم استهداف وضبط جميع المتهمين حال تواجدهم بالمنطقة، وبحوزة الأول (سلاح أبيض، 50 جراما لمخدر الإستروكس)، وبصحبتهم 3 أطفال من فئات عمرية مختلفة.

عصابة السيدة زينب
وفى وقت لاحق أكدت معلومات وتحريات إدارة مكافحة جرائم الأحداث قيام "محمد.أ.ج"، عاطل واثنين آخرين، بتكوين تشكيل عصابى فيما بينهم تخصص نشاطه الإجرامى في استغلال الأطفال في أعمال التسول، والتعدى عليهم تحت تهديد السلاح؛ متخذين من منطقة كوبرى أبو الريش بدائرة قسم شرطة السيدة زينب مركزًا لممارسة نشاطهم.

وعقب تقنين الإجراءات تم استهداف وضبط المتهمين وبحوزة الأول (سلاح أبيض) وبصحبتهم (5) أطفال في فئات عمرية مختلفة.

وفى وقت سابق ضبطت الأجهزة الأمنية، تشكيلا عصابيا للاتجار بالبشر واستغلال الأطفال الهاربين من أهلهم في أعمال التسول بمدينة نصر.
الجريدة الرسمية