رئيس التحرير
عصام كامل

من العجز إلى الاكتفاء.. كيف نجحت البترول في وقف استيراد الغاز؟

 المهندس طارق الملا
المهندس طارق الملا وزير البترول

أعلن المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية، اليوم السبت، عن وقف استيراد الغاز المسال من الخارج لتبدأ مصر السير على الطريق الصحيح نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز، والبدء في التحول إلى مركز إقليمي للطاقة في منطقة الشرق الأوسط وأوروبا.


ويتساءل الكثيرون ما الأسباب التي أدت إلى إعلان مصر عن وقف استيراد الغاز من الخارج؟ وما العائدات التي ستعود على الدولة من ذلك؟ وهل سنصبح دولة ذات مركز إقليمي للطاقة؟ 

ووفقا لمؤشرات وزارة البترول، حدث زيادة في الإنتاج اليومي للغاز الطبيعي بنسبة تجاوزت ٥٥٪ بفضل النجاحات والاكتشافات التي حققها قطاع البترول خلال الثلاثة أعوام الماضية في عمليات البحث والتنقيب حتى عامنا الحالي.

ووفقا لتقرير الشركة القابضة للغازات الطبيعية "إيجاس" فإنه في فترة ثورة يناير ٢٠١١ انخفض الإنتاج اليومي للغاز الطبيعي بشكل كبير بنسبة تجاوزت ٤٠٪ بسبب الاضطرابات السياسية في ذلك الوقت، لكن مع قدوم ٢٠١٤ وعودة الاستثمار الأجنبي وزيادة عمليات التنقيب في البحر المتوسط وتطوير الحقول وتنميتها أسهمت هذه الخطوات في تحسين وزيادة معدلات الإنتاج اليومي من ٣.٧ إلى ٦.٦ مليارات قدم مكعب غاز يوميا في الوقت الحالي.

ونجحت الحكومة في خفض مديونية الشركاء الأجانب من ٦.٣ إلى ١.٢ مليار دولار، وذلك في الفترة من ٢٠١٤ حتى ٢٠١٨ وهو ما أسهم في ضخ شركات البترول العالمية استثمارات في عمليات البحث والتنقيب كان أولها الإعلان عن أكبر اكتشاف حقل غاز عملاق "ظهر" في المياه العميقة بالبحر المتوسط، الذي يبلغ احتياطياته ٣٠ تريليون قدم مكعب، بالإضافة إلى تنمية حقول شمال الإسكندرية وفي بلطيم.

ووقف الدولة استيراد الغاز المسال من الخارج بدءًا من اليوم كان من أسبابه الرئيسية، زيادة معدلات الإنتاج، حيث استطاعت البترول خلال العام الماضي ربط حقول شمال الإسكندرية على شبكة الإنتاج بمعدل ١.٣ مليار قدم مكعب غاز يوميا، وكانت أول الحقول "ليبرا وتورس" في العام الماضي، التي أضافت نحو ٦٠٠ مليون قدم مكعب، ثم أضافت بعدها ثلاثة حقول أخرى "ريفين والجيزة والفيوم" الذين أضافوا نحو ٧٠٠ مليون قدم مكعب ليبلغ الإجمالي منها نحو ١.٣ مليار قدم مكعب غاز يوميا.

وظل الإنتاج اليومي للغاز في تزايد مستمر، وذلك بعد نجاح شركة بتروبل في إضافة آبار جديدة على حقل نورس في بطليم ليرتفع إنتاجه من ١.١ إلى ١.٢٨٠ مليار قدم مكعب غاز يوميا الذي يمثل نحو ٢٥٪ من الإنتاج الإجمالي الكلي في مصر.

وكان الحدث الأبرز ربط أول باكورة الإنتاج من حقل ظهر العملاق في العام الماضي بنحو ٣٥٠ مليون قدم مكعب يوميا على شبكة الإنتاج وظل يرتفع مع زيادة حفر الآبار بالمرحلة الأولى والثانية حتى ارتفع إنتاجه من ١.٧ حتى ٢ مليار قدم مكعب غاز يوميا بزيادة تمثل ٢٥٪ على الإنتاج اليومي.

ويتساءل البعض.. ما العائدات التي تعود من وقف استيراد الغاز من الخارج؟

قبل الإجابة، كانت مصر تستورد نحو ٥٠ إلى ٦٠ شحنة غاز مسال شهريا أثناء حدوث العجز في الإنتاج، وذلك بقيمة إجمالية تصل لنحو ٥٠٠ مليون دولار لكن مع زيادة الاكتشافات وما تبعها من زيادة الإنتاج اليومي للغاز تدريجيا انخفضت الشحنات من ٦٠ إلى ٣٠ شحنة بقيمة تصل إلى ٢٥٠ مليون دولار شهريا.

ومع إعلان وزير البترول، اليوم السبت، وقف الاستيراد من الخارج سيكون حجم الوفرة المالية لمصر نحو ٦ مليارات دولار منهم ٢ مليار دولار تم توفيرهما من حقل ظهر.

وتستعد البترول الشهور المقبلة لفتح باب التواصل مع دول أوروبا والجوار أيضا لمناقشة تصدير الغاز إلى الخارج بعد تحقيق الاكتفاء الذاتي.
الجريدة الرسمية