رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

حصاد زيارة الرئيس للأمم المتحدة.. الهيئة العامة للاستعلامات: السيسي قدم رؤية مصر على مائدة مجلس إدارة العالم.. وشارك في قمم عالمية وعقد 19 لقاء في 4 أيام

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي

أصدرت الهيئة العامة للاستعلامات بيانا أوضحت من خلاله مكاسب مصر والمنطقة العربية من مشاركة الرئيس السيسي أعمال الدورة الـ73 للجمعية العامة للأمم المتحدة التي عقدت بمقر المنظمة الدولية في نيويورك الأسبوع الماضي، ورصد البيان أبرز لقاءات الرئيس وتأثيرها على السياسة الدولية وكذا أزمات المنطقة.


وقال البيان: إنه في السنوات الأخيرة، وبسبب التحولات التي يمر بها النظام السياسي الدولى، أصبحت الاجتماعات السنوية الدورية للجمعية العامة للأمم المتحدة بمثابة اجتماع "لمجلس إدارة العالم"، فيها يناقش قادة العالم كل قضايا المجتمع الدولى، من قضايا السلم والأمن الدوليين، وإدارة الصراعات الإقليمية والدولية، ومكافحة الإرهاب والتطرف، إلى قضايا التنمية المستدامة والتعليم ومكافحة الفقر، وقضايا الصحة والتعاون الدولى في مكافحة الأمراض، وصولًا إلى قضايا المناخ، وغير ذلك من شواغل وشئون كل شعوب الدنيا.

وتابع البيان: هناك في هذا المجلس المنعقد لإدارة شئون العالم، يتسابق كبار القادة والزعماء في السنوات الأخيرة لعرض مواقف دولهم، والسعى من أجل كل ما يحقق المصالح الوطنية لشعوبهم، ويعزز دورهم في إطار النمط الجديد من العلاقات الدولية التي أصبحت بالفعل تدار بشكل جماعى بعد انتهاء حقبة الثنائية القطبية، وإخفاق محاولات انفراد قوة أو حتى عدد محدود من القوى الدولية بفرض دورها وإرادتها ورؤيتها على النظام الدولى.

حكمة الرئيس
في سياق هذا الواقع، تكمن الحكمة وراء حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي على المشاركة في الاجتماعات السنوية للجمعية العامة للامم المتحدة للعام الخامس على التوالى، وفى هذا المناخ الدولى تبرز أهمية حضور مصر على أعلى المستويات، لتقدم للعالم رؤيتها بشأن كل قضايا منطقتها وقارتها والعالم، ولتحجز على مائدة "مجلس إدارة العالم" مقعدها اللائق بدورها ورسالتها وعراقة شعبها وحكمة سياستها.

بيد أن الدور المصرى على هذه المائدة، قد تطور خلال السنوات الخمس التي شارك فيها الرئيس السيسي في هذا المحفل الدولى، ففى البداية كانت مصر في حاجة إلى أن يسمع العالم صوتها، لتشرح وتوضح ما يدور فيها في السنوات الأخيرة، واتجاهاتها الراهنة، وموقفها من القضايا المعقدة من حولها في الشرق الأوسط وأفريقيا، وتدريجيًا تغير هذا الوضع لنصل اليوم إلى اهتمام العالم وحرصه على أن ينصت لمصر، ويستنير برؤيتها، ويستمع إلى تجربتها الناجحة في مكافحة الإرهاب، وتحقيق الاستقرار، والإصلاح الاقتصادى الشامل في سنوات محدودة.

لقد أدرك العالم حقيقة الطريق الذي اختطه الشعب المصرى قبل خمس سنوات، واستعاد به بلده، واستعاد مسيرتها في ركب الحضارة الإنسانية، وأعادها طرفا لا غنى عنه في حل مشكلات المنطقة والعالم.

وهكذا تنافس كبار قادة العالم على طلب عقد لقاءات مع الرئيس السيسي خلال حضوره الدورة 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة على مدى الأيام الماضية، بشكل فاق كفاية الوقت المتاح على تلبيتها جميعًا، فعقد الرئيس 19 لقاء قمة ثنائية وجماعية مع أبرز القادة والمسئولين الدوليين، كما أنصت العالم للرئيس يتحدث في 4 قمم عالمية خلال 4 أيام هي الدورة الـ73 للجمعية العامة للأمم المتحدة، وقمة نيلسون مانديلا للسلام، وقمة مواجهة تغيرات المناخ، وقمة مجموعة دول الـ77 والصين.

دور مصر
لقد أدرك العالم مدى وعمق عودة مصر لدورها التاريخى في قمة السياسة الإقليمية والدولية، فكافأها بانتخابها عضوًا في مجلس الأمن الدولي للمرة السادسة (2016 – 2017) ولرئاسة مجموعة الـ"77 والصين"، ولرئاسة مجلس السلم والأمن الافريقى، ثم لرئاسة الاتحاد الافريقى بدءًا من يناير القادم(2019)، كل ذلك في 4 سنوات فقط!

 نشاط مكثف
 اختتم الرئيس عبد الفتاح السيسي زيارة ناجحة لنيويورك شارك خلالها للمرة الخامسة على التوالي في أعمال الدورة الـ73 للجمعية العامة للأمم المتحدة، كما شارك في قمة نيلسون مانديلا للسلام، وقمة مواجهة تغيرات المناخ، وقمة مجموعة دول الـ77 والصين، وأجرى كذلك الرئيس عبد الفتاح السيسي مباحثات مع العديد من قادة وزعماء دول العالم من بينهم رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية وسويسرا وكوريا الجنوبية والبرتغال ولبنان وملك الأردن، ورؤساء وزراء إيطاليا وإسرائيل والنرويج وبلغاريا، وسكرتير عام الأمم المتحدة ورئيس البنك الدولي ومديرة صندوق النقد الدولي، ورئيس شركة بوينج، كما التقى الرئيس السيسي بأعضاء غرفة التجارة الأمريكية، وأعضاء مجلس الأعمال للتفاهم العالمي.

وقد انطلقت أعمال هذه الدورة يوم الثلاثاء 18 سبتمبر 2018 بمقر الأمم المتحدة في نيويورك تحت عنوان «جعل الأمم المتحدة ذات صلة بجميع الناس: القيادة العالمية والمسئولية المشتركة من أجل مجتمعات سلمية، ومنصفة ومستدامة».

وقد بدأت المناقشات رفيعة المستوى يوم 25 سبتمبر ولمدة تسعة أيام، وتضمن جدول أعمال الدورة عددًا من القضايا الدولية والإقليمية منها التنمية المستدامة، وموضوعات حفظ السلم والأمن الدوليين، والنزاعات السياسية.

وكانت أجندة الرئيس عبد الفتاح السيسي زاخرة بقضايا دولية وإقليمية وقومية هامة تتمثل في شرح الإنجازات التي حققتها مصر وجهودها في محاربة الإرهاب، ونتائج العملية الشاملة سيناء 2018، ورؤية مصر لتطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط خاصة في فلسطين وسوريا وليبيا واليمن، وقضايا والتنمية في أفريقيا، وتعزيز احترام القانون الدولى وحماية حقوق الإنسان، فضلًا عن موضوعات حفظ وبناء السلام.

أساس الاستقرار
في 25/ 9/ 2018 ومن أهم منبر دولي القى الرئيس السيسي كلمة مصر أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ73، قدم من خلالها رؤية مصر لتعزيز دور الأمم المتحدة، وكذلك المواقف المصرية تجاه مجمل تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية، ورؤيتها لأولويات صون السلم والأمن العالمين وجهود مصر في دعم مكافحة الإرهاب.

وأكد الرئيس السيسي على الرؤية المصرية تجاه التطورات الإقليمية والدولية، ونزع السلاح النووي، ومعالجة الخلل في النظام الدولي، واحترام حقوق الإنسان، والتمسك بمشروع الدولة الوطنية الحديثة، التي تقوم على مبادئ المواطنة، والمساواة، وسيادة القانون، ومحاربة العرقية، لافتا إلى ما وصلت إليه المنطقة العربية، والشرق الأوسط وتحولها إلى بؤرة للصراع والحروب الأهلية.

وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، في كلمته" أنه لا مجال لحديث عن تفعيل النظام الدولي إذا كانت وحدته الأساسية، أي الدولة الوطنية القائمة على مفاهيم المواطنة والديمقراطية والمساواة، مهددة بالتفكك".

وأوضح الرئيس أن «تفكك الدول تحت وطأة النزاعات الأهلية والارتداد للولاءات الطائفية بديلًا عن الهوية الوطنية هو المسئول عن أخطر ظواهر عالمنا المعاصر مثل النزاعات المسلحة وتفشي الاتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية، والجريمة المنظمة والتجارة غير المشروعة في السلاح والمخدرات».

وشدد الرئيس السيسي على أن «المنطقة العربية أكثر بقاع العالم عرضة لمخاطر تفكك الدول الوطنية وما يعقبها من خلق بيئة خصبة للإرهاب وتفاقم الصراعات الطائفية»، مشيرا إلى أن «الحفاظ على قوام الدولة وإصلاحها يعد أولوية أساسية لسياسة مصر الخارجية في المنطقة العربية، ولا مخرج من الأزمة في سوريا والكارثة التي تعيشها اليمن إلا باستعادة الدولة الوطنية، والحفاظ على سيادتها وسلامة مؤسساتها وتحقيق التطلعات المشروعة لمواطنيها».

وأكد الرئيس في كلمته أن «مصر في طليعة الداعمين للحل السياسي الذي تقوده الأمم المتحدة في هذين البلدين الشقيقين، وترفض أي استغلال لأزمات الأشقاء في سوريا واليمن كوسيلة لتحقيق أطماع وتدخلات إقليمية، أو كبيئة حاضنة للإرهاب والتطرف والطائفية»، مشيرًا إلى أن المبدأ نفسه ينطبق على سياستنا تجاه ليبيا، التي تضطلع مصر فيها بدور مركزي لدعم إعادة بناء الدولة، خاصة فيما يتعلق بتوحيد المؤسسة العسكرية لتوفير بنية قادرة على الدفاع عن ليبيا ومواجهة مخاطر الإرهاب.

وأكد الرئيس ضرورة تجديد الالتزام بالحل السياسي في ليبيا، مؤكدا أنه لا مجال لحلول جزئية في ليبيا أو سوريا أو اليمن، مشيرا إلى أن الأزمات الكبرى تحتاج لمعالجات شاملة، وليس لحلول جزئية، إن أردنا تجاوز استنزاف البشر والموارد، والبدء في مرحلة البناء.

القدس والدولة الفلسطينية
في كلمة مصر أمام الجمعية العامة، أوضح الرئيس أيضًا أن القضية الفلسطينية تقف دليلًا على عجز النظام الدولي عن إيجاد الحل العادل المستند إلى الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة، والذي يضمن إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، مضيفا أن مرجعيات الحل العادل ومحددات التسوية النهائية معروفة، ولا مجال لإضاعة الوقت في سجال بشأنها، لافتًا إلى أن المطلوب هو توفر الإرادة السياسية لاستئناف المفاوضات وإنجاز التسوية وفقا لهذه المرجعيات، مكررا ما ذكره في سنوات سابقة على هذا المنبر، من أن يد العرب لاتزال ممدودة بالسلام، وشعوبنا تستحق أن تطوي هذه الصفحة المحزنة من تاريخها.

وحول الالتزام بتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة بوصفها الشرط الضروري لنظام عالمي مستقر، وأفضل سبل الوقاية من النزاعات المسلحة والأزمات الإنسانية أوضح الرئيس"أنه مع الترحيب بالتوافق الذي توصلنا إليه جميعا في إطار الأمم المتحدة حول خطة 2030 للتنمية المستدامة، فإن تنفيذ تعهدات هذه الخطة الطموحة، يقتضي معالجة مشكلة تمويل التنمية من خلال توفير مناخ دولي ملائم لتدفق الموارد اللازمة للتنمية، ودعم الجهود الوطنية لحشد التمويل للتنمية، لقد بات إصلاح هيكل المنظومة الاقتصادية والمالية العالمية أمرا غير قابل للتأجيل. ونحن نتطلع للأمم المتحدة كمحفل لبلورة الأفكار الكفيلة بتحقيق هذا الإصلاح، خاصة فيما يتعلق بإيجاد آليات تتيح إيقاف التدفقات المالية غير المشروعة من الدول النامية، وتسهيل استعادة تلك الموارد الحيوية لأصحابها".

مانديلا وعبد الناصر
كما شارك الرئيس السيسي في قمة نيلسون مانديلا للسلام التي تتزامن مع احتفالات أفريقيا بمئوية الزعيم الراحل مانديلا، وذلك في إطار الدورة 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة وألقى كلمة أعرب فيها عن سعادته في المشاركة بقمة نيلسون مانديلا للسلام، الذي تجسدت في مسيرته آمال الشعوب الأفريقية نحو الاستقلال والكرامة وإنهاء جميع أشكال التمييز وإرساء مبادئ العدالة والمساواة بين الشعوب، ضمن رموز أفريقية خالدة مثل "نكروما وعبد الناصر وسيكوتورى ونيريرى".

وأكد الرئيس في كلمته دعم مصر للجهود الرامية لتعزيز دور الأمم المتحدة من أجل تعزيز قدرتها على تحقيق غايات ومقاصد الميثاق في تحقيق وصيانة السلم والأمن الدوليين، والحفاظ على قيم التسامح والاحترام المتبادل وتفهم وقبول الآخر، تلك القيم التي خلدتها سيرة الزعيم نلسون مانديلا لتكون نبراسًا للعمل الدولي متعدد الأطراف.

مصر وتغير المناخ
في كلمته خلال الحوار رفيع المستوى حول تنفيذ اتفاقية باريس حول تغير المناخ الذي عقد في26/9/2018 بنيويورك تحت عنوان "نحو مؤتمر الدول الأطراف الرابع والعشرين"، أوضح الرئيس عبدالفتاح السيسي أن مصر رغم احتياجها الملح لمصادر متنوعة وغير مكلفة من الطاقة لدفع جهود التنمية، خطت خطوات مهمة على طريق الاعتماد المتزايد على مصادر الطاقة المتجددة وعلى رأسها الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وأنها ليست وحدها في التضرر من التغير فقارتنا الأفريقية تعد الأشد تضررًا من بين جميع القارات بهذه الظاهرة، على الرغم من كونها الأقل إسهامًا في مسبباتها. 
 
وأكد الرئيس السيسي أن التغير المناخي هو التحدي الأوسع نطاقا والأكثر حاجة للتعامل معه بين التحديات التي يواجهها العالم، وأن مصر متمسكة بتفعيل اتفاق باريس وضرورة التوصل لصفقة متكافئة وعادلة، تتسق مع وتحفظ التوازن الذي عكسه الاتفاق بين كل من الإجراءات المطلوبة والدعم المتوفر، وأنه من المهم عدم تحميل دولنا النامية أعباء إضافية جراء ذلك، أو التوسع في الاعتماد على القروض التجارية أو غيرها من أدوات تمويلية قد يترتب عليها تفاقم في أعباء المديونية على الدول النامية. 

رئاسة مصر لاجتماع مجموعة الـ77 والصين
ترأس الرئيس عبد الفتاح السيسي، اجتماعًا رفيع المستوى لمجموعة السبعة والسبعين والصين بالأمم المتحدة، والتي تتولى مصر رئاستها خلال العام الجاري للمرة الثالثة في تاريخها منذ تأسيس المجموعة عام 1964، وأكد الرئيس السيسي في كلمته أمام الاجتماع على "حرص مصر خلال رئاستها الحالية لمجموعة دول الـ"77 والصين"، على دفع الجهود الرامية لإصلاح المنظومة التنموية للأمم المتحدة للاستجابة بشكل أكبر للمتطلبات والاحتياجات التنموية للدول الأعضاء."

وقال الرئيس السيسي: "إن جهودنا المشتركة في العمل الجماعي الدولي نحو تنفيذ أهداف التنمية المستدامة لن تنجح سوى من خلال توفير التمويل اللازم وتهيئة المناخ الدولي الملائم لتدفق الموارد اللازمة للتنمية وخاصةً للدول النامية، من خلال معالجة المشكلات الهيكلية القائمة بالمنظومة الاقتصادية والمالية والتجارية العالمية، وهو ما ينسحب بطبيعة الحال على جهود التعامل مع تحديات التكنولوجيا البازغة وآثارها المختلفة."

وأضاف الرئيس قائلا:" اضطلعت مصر بدور ريادي لتأسيس هذه المجموعة في منتصف عقد الستينيات من القرن الماضي.. وما زالت بعد نصف قرن من الزمان في طليعة الداعمين للحركة، حيث أن مبادئ السياسة الخارجية المصرية تشمل على تعزيز التعاون فيما بين دول الجنوب بهدف جعل النظام الدولي أكثر إنصافًا وعدالة، وأن تظل أولوية القضاء على الفقر بمثابة الهدف الأسمى الذي تتجه إليه جهودنا المشتركة من أجل رفعة شأن الإنسان والعبور بمواطنينا لتخطي منزلق العوز والحاجة إلى آفاق التنمية المستدامة القائمة على المساواة". 

وأوضح الرئيس السيسي أن توفير فرص العمل للشباب هو التحدي الأول لدول مجموعة الـ77 والصين، مشيرًا إلى أن "دول وشعوب المجموعة تمثل 80% من سكان العالم، وأنه يتعين على المجموعة تحديد رؤية مشتركة للتعامل مع قضية البطالة".

وشدد الرئيس على ضرورة "أن تحرص دول المجموعة على تقديم التقنيات التي توفر فرص عمل جديدة ولا تقضي على فرص عمل قائمة"، وأضاف الرئيس السيسي: "إن دول المجموعة تحتاج إلى التنمية في مجالات الصحة والتعليم والمياه والغذاء والطاقة، مشيرا إلى أهمية استخدام التكنولوجيا في أغراض التنمية المستدامة، كما أشار إلى " أن قضية تغير المناخ لا تزال تمثل تحديًا أمام الدول النامية، وأن مصر تقوم بصفتها رئيس مجموعة الـ77 بالتفاوض باسم الدول النامية خلال مؤتمر الدول الأطراف الرابع والعشرين لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ، وتبذل مساعيها من أجل دفع الجهود الدولية لتنفيذ بنود اتفاقية باريس لتغير المناخ، خاصة تلك المتصلة بحشد موارد التمويل اللازمة لدعم جهود الدول النامية في مواجهة تحديات تغير المناخ، وبناء القدرات ونقل التكنولوجيا، منوها إلى استضافة مصر لمؤتمر الدول الأطراف الرابع والعشرين لاتفاقية الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي في مدينة شرم الشيخ في نوفمبر المقبل لتناول جهود تنفيذ أجندة التنمية المستدامة.

الرئيس مع قادة العالم
على هامش أعمال الدورة 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة عقدت القمة المصرية- الأمريكية، حيث التقى الرئيس السيسي مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وتناول اللقاء استعراض أوجه التعاون الثنائي بين مصر والولايات المتحدة خاصة على الصعيد الاقتصادى، وسبل زيادة حجم الأنشطة الاستثمارية للشركات الأمريكية في مصر لاسيما في ضوء التقدم المحرز في تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي وتهيئة البنية التشريعية والإدارية لجذب مزيد من الاستثمارات إلى مصر، حيث أشاد الرئيس الأمريكي بالخطوات الناجحة التي تم اتخاذها لإصلاح الاقتصاد المصري وزيادة تنافسيته، مؤكدًا رغبة الولايات المتحدة في زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين وتعزيز الاستثمارات المشتركة بينهما.

وتم خلال اللقاء كذلك بحث عدد من الملفات الإقليمية، خاصة الوضع في كل من ليبيا وسوريا واليمن، فضلًا عن القضية الفلسطينية وسبل إحياء عملية السلام، حيث أكد السيد الرئيس موقف مصر الثابت تجاه القضية الفلسطينية، وأهمية التوصل إلى حل عادل وشامل يضمن حقوق الشعب الفلسطينى وإقامة دولته المستقلة وفق المرجعيات الدولية، معربًا عن حرص مصر على التعاون مع الولايات المتحدة لبحث سبل إحياء ودفع عملية المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، كما عرض السيد الرئيس جهود مصر لتحقيق المصالحة الفلسطينية باعتبارها خطوة رئيسية لاستئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. 

كما أكد الرئيس ترامب للرئيس السيسي رغبته في زيادة التبادل التجارى ودفع علاقاتها الإستراتيجية مع مصر، وتفعيل أطر التعاون بين البلدين، مشيدا بالجهود المصرية الناجحة في التصدي بحزم وقوة لخطر الإرهاب.

وعكست تغريدات الرئيسين السيسي وترامب على موقع "تويتر" نجاح القمة المشتركة، في إشارة إلى وصف الرئيس السيسي الرئيس الأمريكي بأنه "شخصية عظيمة"، وأن "ترامب أحدث تغييرات فريدة في سياسات الولايات المتحدة على مستوى العالم"، حيث جاءت تغريدة الرئيس السيسي ردًا على وصف ترامب عبر حسابه على "تويتر" أيضا وصفه الاجتماع مع الزعيم المصري بـ"العظيم".

قمم عربية وعالمية
استهل الرئيس الرئيس السيسي نشاطه في نيويورك باستقبال الشيخ عبد الله بن زايد ال نهيان وزير خارجية الإمارات، حيث تناول اللقاء سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وتطورات الأوضاع في المنطقة، وعددًا من القضايا المدرجة على جدول أعمال الدورة الـ73 للجمعية العامة للأمم المتحدة.

كما استقبل الرئيس السيسي بمقر إقامته بنيويورك رئيس المجلس الأوروبي "دونالد توسك" و"سيباستيان كورتز" مستشار جمهورية النمسا، تناول اللقاء تعزيز مختلف أوجه التعاون مع الاتحاد الأوروبي واستعراض نتائج القمة غير الرسمية لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي التي انعقدت في النمسا يومي 19 و20 سبتمبر 2018، كما تناول اللقاء التنسيق العربي الأوروبي لمواجهة التحديات الإقليمية والتهديدات المشتركة، والترتيبات الجارية للإعداد لقمة الدول العربية والاتحاد الأوروبي.

كما التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي مع الرئيس اللبناني ميشال عون، حيث أشاد الرئيس السيسي خلال اللقاء بقوة العلاقات التاريخية بين مصر ولبنان، وما يجمع البلدين والشعبين من أواصر أخوة وصداقة، معربًا عن حرص مصر على مواصلة تعزيز العلاقات الثنائية وأطر التعاون المشترك بين الدولتين، فضلًا عن التنسيق والتشاور بشأن تطورات الأوضاع في المنطقة العربية وسبل التصدي للتحديات التي تواجه دولها، مؤكدًا حرص مصر على دعم أمن واستقرار كافة الدول العربية الشقيقة، مشددًا على رفض مساعي التدخل في الشئون الداخلية للدول، كما أكد سيادته دعم ومساندة مصر للبنان ودعم قيم الاعتدال وتجنب كافة أشكال التوتر والتطرف المذهبي والديني، واحترام التنوع الذي يميز المجتمع اللبناني. 

والتقى الرئيس السيسي في نيويورك رئيسة وزراء النرويج " إيرنا سولبيرج"، وتناول اللقاء بحث سبل دفع العلاقات بين البلدين في المجالات ذات الاهتمام المشترك، وخاصة الطاقة بأنواعها ومصائد الأسماك والشحن البحري والخدمات اللوجستية لاسيما في محور قناة السويس، فضلًا عن الاستفادة من الخبرات النرويجية في مجال الطاقة البترولية، وكذلك سبل تعزيز التعاون الثلاثى بين مصر والنرويج في أفريقيا، في ضوء الاهتمام المشترك للجانبين بدعم التنمية في القارة،كما شهد اللقاء تبادل للرؤى ووجهات النظر حول آخر مستجدات القضية الفلسطينية.

كما التقى الرئيس أيضًا مع رئيس وزراء بلغاريا" بويكو بوريسوف" حيث تناول اللقاء استعراض سبل دفع العلاقات الثنائية بين البلدين، خاصة على صعيد التعاون في المجال الأمني وتبادل المعلومات، فضلًا عن الصعيد الاقتصادى في ظل الجهود المصرية لتحسين مناخ الأعمال ولتشجيع القطاع الخاص وجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، والفرص التي توفرها المشروعات التنموية الكبرى الجارى تنفيذها، خاصة محور قناة السويس والعاصمة الإدارية الجديدة. كما تم استعراض عدد من الملفات ذات الصلة بالأوضاع الإقليمية، وسبل التوصل لحلول سياسية لأزمات المنطقة.

كما التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي أنطونيو جوتيريس سكرتير عام الأمم المتحدة ، حيث تم خلال اللقاء بحث آخر المستجدات على صعيد الأزمات التي تشهدها بعض دول المنطقة، وبخاصة القضية الفلسطينية والأوضاع في كل من سوريا وليبيا واليمن، حيث استعرض السكرتير العام للأمم المتحدة الجهود التي تقوم بها المنظمة الأممية للتوصل لحلول سياسية لمختلف تلك الأزمات، مؤكدًا أهمية مواصلة التنسيق والتشاور المكثف بين مصر والأمم المتحدة إزاء القضايا الإقليمية المختلفة.

كما شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي في مأدبة غداء أقامها سكرتير عام الأمم المتحدة، أجوتريتش، على شرف قادة الدول المشاركين في أعمال الدورة الـ73 لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

والتقى الرئيس عبد الفتاح السيسي بمقر الأمم المتحدة بنيويورك مع الملك عبد الله الثاني بن الحسين عاهل المملكة الأردنية، حيث بحث الجانبان سبل تعزيز أوجه التعاون الثنائي، فضلًا عن تطورات الأوضاع الإقليمية، حيث توافقت رؤى الزعيمين حول أهمية التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية يضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وفق مبدأ حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية.

كما أكد الزعيمان أهمية تكاتف وتضافر جهود الدول العربية للتصدي للأزمات القائمة ببعض دول المنطقة في إطار من احترام سيادتها على أراضيها وإنهاء المعاناة الإنسانية لشعوبها. كما تم استعراض جهود مكافحة الإرهاب، حيث أكد الزعيمان أهمية تكثيف جهود المجتمع الدولي في مواجهة الإرهاب والفكر المتطرف، في إطار إستراتيجية متكاملة تشمل الجوانب الفكرية والتنموية بجانب المواجهة العسكرية والأمنية.

كما التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي مع  رئيس الاتحاد السويسرى "آلان بيرسيت"، وأكد السيد الرئيس حرص مصر على تطوير علاقاتها الثنائية مع سويسرا وتعزيز أوجه التعاون المشترك في مختلف المجالات، كما استعرض تطورات الأوضاع الاقتصادية في مصر خلال الفترة الأخيرة التي شهدت تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادى والاجتماعى الشامل، وشهد اللقاء كذلك استعراض آخر التطورات على صعيد الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، حيث عرض السيد الرئيس التحركات المصرية لدفع جهود التوصل لحلول سياسية لأزمات المنطقة، فضلًا عن جهودها في مكافحة الإرهاب، كما حرص رئيس الاتحاد السويسرى على الاستماع إلى رؤية السيد الرئيس بشأن سبل تطوير التعاون بين سويسرا ودول القارة الأفريقية، خاصة على ضوء رئاسة مصر للاتحاد الأفريقى خلال عام 2019، وأولوياتها لتعزيز التنمية في القارة الأفريقية.

والتقى الرئيس عبد الفتاح السيسي مع "مارسيلو دي سوزا "رئيس البرتغال، حيث أعرب الرئيس عن حرص مصر على استمرار التنسيق الوثيق بين البلدين الصديقين، ودفع أوجه التعاون المشترك، والبناء على النتائج الإيجابية التي حققتها الزيارات الرئاسية بين الجانبين. كما أعرب الرئيس عن تقدير مصر لمواقف البرتغال الداعمة لمصر داخل الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بالجهود المصرية في مجال الهجرة غير الشرعية ومكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، وشهد اللقاء تناول سبل تطوير العلاقات الثنائية، وآخر مستجدات الأوضاع في الشرق الأوسط ومنطقة المتوسط، وجهود مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية.

كما أجري الرئيس عبد الفتاح السيسي مباحثات بمقر منظمة الأمم المتحدة بنيويورك، مع رئيس وزراء إيطاليا "جيسيبي كونتي" وخلال اللقاء أشاد رئيس الوزراء الإيطالي، بما تشهده مصر من نهضة في المجالات المختلفة وجهود الإصلاح الاقتصادي، وما يتم إنجازه من مشروعات كبرى بدأت تؤتى ثمارها في تحقيق تقدم اقتصادي واجتماعي، معربا عن حرصه على دفع علاقات التعاون مع مصر خلال الفترة القادمة في مختلف المجالات، فيما أعرب الرئيس السيسي، عن ترحيبه بالتطور الذي تشهده العلاقات الثنائية بين البلدين مؤخرا، والنتائج الإيجابية للزيارات الإيطالية رفيعة المستوى للقاهرة خلال الفترة الأخيرة، مؤكدا في هذا الإطار حرص مصر على تطوير علاقات التعاون مع إيطاليا، خاصة في ظل ما يربط البلدين والشعبين من علاقات تاريخية ممتدة.

والتقى الرئيس عبد الفتاح السيسي مع السيد "مون جيه إن" رئيس جمهورية كوريا الجنوبية، حيث أعرب الرئيس خلال اللقاء عن اعتزاز مصر بالعلاقات القوية التي تربطها بكوريا الجنوبية، والشراكة القائمة بين البلدين، مثمنًا التعاون الاقتصادي المتميز بين البلدين والنماذج الناجحة التي تقدمها الاستثمارات الكورية في مصر، ومعربًا عن تطلع مصر لمزيد من تعزيز العلاقات على مختلف الأصعدة، خاصة في ضوء المشروعات التنموية الكبرى الجاري تنفيذها في مصر وتطوير البنية التحتية على نطاق واسع بما يعزز من بيئة الاستثمار.

كما استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي في 27/9/2018 بمقر إقامته بنيويورك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وشهد اللقاء بحث سبل إحياء عملية السلام، حيث أكد السيد الرئيس أهمية استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، بهدف التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية وفقًا لحل الدولتين والمرجعيات الدولية ذات الصلة، مشيرًا إلى ما ستسهم به التسوية النهائية والعادلة للقضية الفلسطينية في توفير واقع جديد بالشرق الأوسط تنعم فيه جميع شعوب المنطقة بالاستقرار والأمن والتنمية فيما أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي عن تقديره لدور مصر الهام في الشرق الأوسط وجهودها في مكافحة الإرهاب وإرساء دعائم الاستقرار والسلام في المنطقة.

واستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي بمقر إقامته بنيويورك السيد مايكل إيفانز، رئيس المجلس الاستشاري الديني الأمريكى، مع وفد يضم قيادات الطائفة الإنجيلية الأمريكية، وأكد الرئيس خلال اللقاء على انفتاح مصر على تعزيز الحوار بين الشعوب بمختلف أطيافها ومذاهبها، وحرصها على ترسيخ قيم المواطنة والمساواة وعدم التمييز بين المواطنين، مشيدًا بمستوى التنسيق والتشاور بين مصر والولايات المتحدة على مختلف الأصعدة حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما يساهم في تحقيق مصالح البلدين وعلى رأسها استعادة الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.

من جانبه أوضح السيد مايك إيفانز أن ما تشهده مصر من جهود لمكافحة الفكر المتطرف وإعلاء قيم الاعتدال والمساواة وقبول الآخر يعد نموذجًا يحتذى به في هذا الإطار، كما أشاد إيفانز بالخطوات الإيجابية التي تشهدها مصر على صعيد تحقيق التنمية، وذلك على ضوء تنفيذها لبرنامج الإصلاح الاقتصادى والاجتماعى الشامل، بما يلبى طموح الشعب المصرى لتحقيق الرفاهية والازدهار.

الاقتصاد في قمة الأولويات
على الصعيد الاقتصادى التقي الرئيس عبد الفتاح السيسي مع جيم يونج كيم رئيس البنك الدولي وتناول اللقاء مشروعات التعاون القائمة بين مصر والبنك الدولى وسبل تطوير التعاون في مختلف المجالات خاصة المتعلقة بدعم الجهود المصرية في عملية التحول الاقتصادي والاجتماعي، فضلًا عن مساعدة جهود الحكومة في جذب الاستثمارات الأجنبية إلى مصر.

وفي لقائه مع المديرة التنفيذية لصندوق النقد الدولي "كريستين لاجارد" تم استعراض ما تم اتخاذه من إصلاحات إدارية وتشريعية لتحفيز الاستثمار وتوفير مناخ داعم له، كما استعرضت لاجارد جهود الصندوق في مجال الدعم الفني مع مختلف الجهات المصرية، فضلًا عن دعم مصر في تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، وفي جهود برامج وشبكات الحماية الاجتماعية لمحدودي الدخل والفئات الأكثر احتياجًا.

وفي لقاء نظمته غرفة التجارة الأمريكية، ومجلس الأعمال المصري الأمريكي، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال لقائه رجال الأعمال الأمريكيين حرص مصر على تطوير الشراكة الاقتصادية القائمة مع الولايات المتحدة الأمريكية مستعرضًا الأوضاع المصرية على الصعيد السياسي والاقتصادي وسلسلة المشروعات القومية الكبرى التي تم إطلاقها منذ عام ٢٠١٤ والفرص الاستثمارية المتاحة بالقطاعات المختلفة في مصر، كما شهد حوارًا مفتوحًا مع رجال الأعمال الأمريكيين الذين أشادوا بالأداء الاقتصادي المتميز والنتائج التي يحققها برنامج الإصلاح الاقتصادي في مصر، معربين عن اهتمامهم بتعزيز استثماراتهم في السوق المصري، والتوسع في مشروعاتهم القائمة.

وفي عشاء العمل الذي نظمه مجلس الأعمال للتفاهم الدولي، استعرض الرئيس السيسي التطورات التي مرت بها مصر والمنطقة على مدار السنوات الماضية وما شهدته من تحديات غير مسبوقة، استلزمت العمل على تثبيت دعائم الدولة والحفاظ على الاستقرار وتنفيذ برنامج متكامل للإصلاح الاقتصادي والاجتماعي لزيادة القدرات التنافسية للاقتصاد الوطني وتشجيع الاستثمارات الأجنبية، مشيرًا إلى أن مصر تؤمن بدور القطاع الخاص في تحقيق التنمية وتعتزم مواصلة إنجاز الإصلاحات الاقتصادية التي من شأنها تسهيل عمل القطاع الخاص وتعزيز دوره في جميع القطاعات، بما في ذلك مشاركته في تنفيذ المشروعات التنموية الكبرى، وعلى رأسها محور التنمية بمنطقة قناة السويس، إضافة لإنشاء عدد من المدن الجديدة منها العاصمة الإدارية الجديدة والعلمين الجديدة، بما يُعزز سرعة إنجاز المشروعات المختلفة، ويسهم بقوة في تنفيذ الإستراتيجية الوطنية لتحقيق التنمية المستدامة "رؤية ٢٠٣٠".

وخلال استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي، بمقر إقامته بنيويورك "مارك ألين" رئيس شركة "بوينج" أكد حرص مصر على مواصلة الارتقاء بالتعاون مع شركة بوينج العالمية في مختلف المجالات، وخاصة نقل الخبرات والتكنولوجيا المتطورة للكوادر المصرية، في ضوء ما تتمتع به الشركة من خبرات متميزة وسمعة طيبة، معربا عن تقديره لمستوى التعاون بين مصر والشركة، باعتبارها شركة رائدة عالميا في صناعات الطائرات التجارية والعسكرية وأنظمة الأمن والفضاء، كما تطرق اللقاء أيضًا إلى بحث أوجه التعاون القائم بين مصر وشركة "بوينج" العالمية، والذي يشمل الطائرات التجارية، وتطوير أسطول شركة مصر للطيران الذي يضم عددا كبيرا من طائرات البوينج، فضلا عن التباحث حول تطوير التعاون القائم بين الجانبين في مجال الدفاع.

استثمر في مصر
وفي الجانب الاقتصادي أيضًا تفقد الرئيس عبد الفتاح السيسي معرض "استثمر في مصر" والذي أقامته الحكومة المصرية في أروقة الجمعية العامة للأمم المتحدة، وضم المعرض أهم ملامح تطورات الاقتصاد المصري وفرص الاستثمارات المتاحة في مصر، والتسهيلات المتاحة أمام المستثمرين الأجانب كما تضمن المعرض صورًا ومطبوعات حول الإنجازات التي تحققت في قطاعات الطاقة والطرق والمناطق الاستثمارية والمدن الجديدة.

كما أجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي، حوارًا مع قناة CBS الأمريكية، بمقر إقامته في نيويورك، وتناول خلاله مختلف الملفات الداخلية والإقليمية والدولية واستعرض الرئيس، خلال الحوار، الرؤية المصرية تجاه مختلف القضايا الإقليمية والدولية، فضلًا عن جهود مكافحة الإرهاب، كما تناول الأوضاع الداخلية وإجراءات الإصلاح الاقتصادى التي اتخذتها الدولة المصرية.

وهكذا جاء حصاد زيارة الرئيس السيسي لنيويورك ليعزز دور ومكانة مصر، ويوفر المزيد من الدعم الدولى السياسي والاقتصادى لمصر وجهودها من أجل السلام والاستقرار والتنمية والرخاء.
Advertisements
الجريدة الرسمية