زغلول صيام يكتب: رسالة خاصة جدا للكابتن محمود الخطيب
في البدايةِ لا أنُكر أنني أشجعُ الزمالك من زمان بعيد، ولكن في نفس الوقت لا أستطيع أن أخفي عشق لعدد من نجوم الأهلي سواء على مستوى الإدارة أو في لعب كرة القدم.. ولا أستطيع أن أخفي عشقًا للكابتن محمود الخطيب وأستطيع أن أقول بملء الفم إنه من لم يشاهد الأسطورة محمود الخطيب في الملاعب فاته الكثير.. كنت أنتظر أن تصله الكرة لأرى ماذا سيفعل بها.. بالتأكيد ستنبهر.
.. وظل محمود الخطيب بالرغمِ من اعتزاله كرة القدم معشوقَ الجماهير سنوات طويلة قلما تحدث مع لاعب آخر وتحول إلى أسطورةٍ مثل بيليه ومارادونا وغيرهما وللحق فإن الرجلَ حافظ على النعمة التي وهبها الله له وهي حب الناس.. سار محافظًا على سيرتِه العطرة محافظًا على كل تاريخه ولم يُورط نفسَه في أي شيء يمكن أن يشين الإنسان، لدرجة أنه عندما تولى منصب مدير المنتخب وتم إعفاؤه بشكلٍ لم يرضِه، كان رده الذي أفحم مجلس إدارة اتحاد الكرة بإرسال شيك بكل مليم تقاضاه داخل الاتحاد وأرسله باسم اللواء الديب مدير الاتحاد آنذاك في سابقةٍ جديدةٍ على العقليةِ المصرية.
ليس هذا فحسبْ ولكن عندما أجلس مع نجوم جيل الخطيب أفاجأ بحكايات وروايات يرويها أصحابها لخدمات قدمها لهم بيبو - زميلهم - كانت مؤثرةً في حياتهم بعد ذلك دون أن يفصح هو نفسه عنها.. مثلا الكابتن شوقي غريب حكي لي أن الشقةَ التي تزوج فيها في المحلة شهد على عقدها بيبو لأن صاحب العمارة أنه لن يعطيها لشوقي إلا لو الخطيب حضر المحلة ووقع على العقد شاهدًا وإذ بالكابتن يذهب للمحلة ويحل الأزمة ويحصل غريب على الشقة.. ثم يحكي لي الكابتن شوبير قصة ذهابه معه إلى المعهد ليكون واسطته في الالتحاق بالتعليم العالي، وطبعا تفتحت كل الأبواب هناك في المعهد العالي للخطيب وزميله الشاب شوبير.. وحكايات أخرى يرويها محمد عباس وكيف وقف الخطيب وراءه في أزمتِه.. لو جلست أكتب عن حكاوي زملائه لن أنتهى وأحتاج أيام وأيام.. ومن أجل ذلك أصبحت أحب الخطيب في الله رغم أنني لم ألتق به كثيرًا وعملي دائمًا بعيدًا عن منظومة الأهلي وهو من الناس الذين لا أعرف أن أكتب اسمهم بدون لقب كابتن.. نعم إنه كابتن الكباتن متعه الله بالصحة والعافيةِ.. ولكن.
.. بحكم كل ما سبق وقلته رأيت من واجبي أن أوجه كلمة للكابتن مفادها أنه في عرف بلدنا عندما تفشل زيجة يقوم كل طرف برد الهدايا التي حصل عليها من الطرف الآخر ويا دار ما دخلك شر.. هكذا تعلمنا من الآباء والأجداد.. ولذلك.
أطالب الكابتن الخطيب وكل أعضاء مجلس الأهلي المحترمين إذا كانوا حصلوا على أي هدايا من تركي آل الشيخ وزير الرياضة السعودي مهما كانت ساعات رولكس أو خلافه مهما بلغت قيمتها أن يتم تجميعها في علبة قيّمة ويتم توجيهها للسفارة السعودية بالقاهرة مع توجيه كل آيات الشكر للأصدقاء لغلق هذا الملف الذي يعرضنا للفتنة.. أعلم أن الخطيب وكل أعضاء المجلس الموقرين ليسوا في حاجة إلى الساعة ولكن الآن بات الأمر في غاية الأهمية وحتى نثبت للعالم العربي أن كرامة المصري فوق أي اعتبار وإذا لم يريدوا ردها للسفارة السعودية فعليهم بتجميعها وبيعها ووضع فلوسها في إحدى المؤسسات الخيرية.. لأنني بصراحة لم أقبل لهجة مدحت شلبي وكلامه الثقيل وتلميحاته الغير حميدة.
.. من أجل تاريخ الأهلي العريض والذي يعتز به كل مصري يعيش على أرض الكنانة أرجو أن تصل رسالتي لنجم النجوم وأنا لا يساورني الشك في أنه سيتخذ كل ما هو في مصلحة مصر أولا ومصلحة الأهلي ثانيا.
