رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

6 تنبؤات لجلال أمين عن مستقبل مصر والعالم في 2050

جلال أمين
جلال أمين

تنبؤات عديدة يطرحها المفكرون على مر الزمان، بعضها يصيب والآخر لا نرى منه شيئا.. الأمر نفسه الذي حاوله المفكر جلال أمين، الذي رحل عن عالمنا اليوم.


وطرح أمين في كتابه "العالم عام 2050" بعض التنبؤات التي يقر بأنها قد تكون غير صحيحة، وإنما هي محاولة لاستشراف المستقبل على أساس تحليل الماضي والحاضر، مع الأخذ في الاعتبار "المفاجأت" التي لا يكف العالم عن طرحها.

انخفاض معدل السكان وحل مشكلة التلوث

في بداية الكتاب، يتوقع أمين حل مشكلة تلوث البيئة، وانخفاض معدل زيادة السكان، وانتشارهم في مختلف مناطق مصر، بما في ذلك المناطق الصحراوية، وهو ما يؤكده بقوله:

"لا أظن أيضًا أن المشكلة سوف تكون زيادة تلوث البيئة، فالأرجح أننا في سنة 2050 سوف نكون عالجنا هذه المشكلة منذ زمن طويل، مع انخفاض معدل نمو السكان، وانتشارهم انتشًارا واسًعا في مختلف مناطق مصر، بما في ذلك المناطق التي تعتبر الآن صحراوية، ومع زيادة قدرتنا على تطبيق الأساليب المعروفة، وتلك التي ستصبح معروفة في المستقبل، لمكافحة التلوث أو لتجنب حدوثه".

الدخل لم يعد مقلقًا
ويذهب أمين في توقعاته بقلة اهتمام العامة في مصر بمشكلة توزيع الدخل عام 2050، حيث يقول: "من الممكن جدًا أن نكون في سنة 2050 أقل اهتمًاما بمشكلة توزيع الدخل، أي مشكلة اتساع الفجوة بین الأغنياء والفقراء مما نحن الآن، من الممكن جدا أن تستمر الفجوة في الاتساع، فالظاهر أن من الصعب على الإنسان أن یعیش دون أن یحاول أن یتمیز عن غیره، ولكن من الممكن أن تزيد الفجوة اتساعًا دون أن تكون سببًا مهما للقلق".

مشكلة الفقر
الحال نفسه يطبقه أمين على مشكلة الفقر، التي يتوقع أنها لن تكون أكبر همومنا، فيقول: "على الرغم من أنه قد یبدو غریًبا على أسماعنا الیوم، في ظل هذا الاستغراق في القضایا الاقتصادیة، أن نجد بعد أقل من خمسین عًاما، أن قضایا الفقر وانخفاض متوسط الدخل، قد فقدت كثیًرا من أهميتها الحالية".

ما هي مشكلتنا الأساسية
ويتوقع أمين أن تكون مشكلتنا الأساسية في 2050 هي كيفية قضاء أوقات الفراغ، ومحاولة الفرار من استعباد العالم الاستهلاكي لنا، حيث يقول: "قد تصبح مشكلتنا الأساسية في سنة 2050، كما كان يتوقع "كینز": كيف نقضي أوقات الفراغ على نحو یذهب بالسأم والوحشة من نفوسنا".

العلاقات المصرية الأمريكية
أما الشأن الخارجي، فيتوقع أمين أن تكون العلاقة بين مصر وأمريكا بعد سنوات من الآن، أكثر ندية إذا تمت الاستفادة من العوامل والمؤشرات التي يمكنها خلق فرصة أفضل لمصر، فيقول: "من الممكن أن تصبح العلاقات المصرية-الأمریكیة بعد عشرين أو ثلاثين عًاما، أقرب بكثير إلى الندية مما هي الآن، ولكن بشرط أن نحاول من الآن الإفادة مما يحدث في العالم، وننشر أشرعتنا في الاتجاه الصحيح".

القومية العربية وأمريكا
ويرى أمين أن الولايات المتحدة الأمريكية ذاهبة لامحالة نحو انهيار مركزها السياسي والثقافي، حيث يقول: "إن تدهور المركز النسبي للولايات المتحدة في الاقتصاد العالمي لا بد، عاجًلا أو آجلا في تدهور مركزها السياسي والثقافي... ومع ذلك، فإنه من المؤكد أن من الحماقة أن نبالغ في تعلیق الآمال على تدهور أمة أخرى... ومع هذا فإن من المهم أیضًا أن نلاحظ أن العالم یبدو الیوم وكأنه مقبل على تحول لم یحدث له منذ خمسمائة عام، وهو انتقال مركز الإشعاع الحضاري في العالم من الغرب إلى الشرق، وأن التدهور النسبي في مكانة الولايات المتحدة قد یعني شیًئا أهم من ذلك، وهو بدایة المغیب للحضارة الغربیة كلها."

ويذهب أمين نحو المخاطر التي تواجه القومية العربية، فيميل للاعتقاد بأنها في الماضي كانت تتصدى لفكرة الاحتلال العسكري، وإنما ينتظرها في المستقبل تحديات أكبر، وهي التصدي لقضية وجود العرب كأمه من الأساس، وهو ما يقوله في الكتاب على النحو التالي:

"نفهم من هذا أن الحركة القومیة العربیة، بعد أن كانت تتصدى في الماضي للاحتلال العسكري أو السیطرة السیاسیة والاقتصادیة، أصبح مستقبلها الیوم یتوقف على مدى نجاحها في التصدي لقضیة الوجود نفسه".
Advertisements
الجريدة الرسمية