حكاية أقدم بائع كتب في الإسكندرية (فيديو وصور)
"من شابه أباه فما ظلم "هذا النهج الذي صار عليه عصام أبو الحمد بائع الكتب منذ ٣٠ عاما، حيث إنه توارث المهنة أبًا عن جد، فيجلس عصام بإحدى الباكيات الصغيرة، يلتف من حوله الروايات والكتب المختلفة، ليكمل مسيرة أجداده، بشارع فؤاد بمنطقة العطارين.
قال عصام صاحب الـ٤٦ عاما، اتولدت لقيت نفسي واقف الوقفة دي ورثت المهنة أبًا عن جد، وهذا هو دليل على ارتباط العائلة بالقراءة والاطلاع على الكتب من الروايات والقصص المختلفة، وكان والدي منذ القدم يعمل بهذه المهنة ويبيع للكتب، إلا أن تغير كل مرحلة عن الأخرى من حيث الفكر والثقافة، هناك كتب تم الحفاظ عليها وأخرى تعدت المرحلة الخاصة به.
وأضاف، أن بداية العمل في هذه المهنة كان له شكل مختلفة بالنسبة لنا، عن الغير من بائعي الكتب، وهو إطلاق فكر جديد من خلال تجميع أرشيف دوريات الباحثين، وهو ما لقي إقبالا من الأطباء والمؤلفين وكان على رأسهم الدكتور زكريا عناني أستاذ اللغة العربية بكلية الآداب جامعة الإسكندرية.
وأشار إلى أن هناك اختلافا كبيرا في شراء القارئ للكتب عما كان من قبل، وذلك لأن القارئ يبحث عن الرواية الحديثة وما يتطلع إليه فقط، دون البحث عن الروايات الأخرى والاطلاع عليها، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الأوراق والمطبوعات التي تنتج مثل هذه الكتب، خلال الفترة الحالية، مما أدى إلى ارتفاع أسعار الكتب، والتأثير على حركة البيع والشراء للقارئ.
ونوه إلى أن التكنولوجيا الحديثة لعبت دورا مؤثرا سلبيا على بائعي الكتب، بعد لجوء القارئ إلى الاطلاع على الكتب الحديثة، من خلال شبكات الإنترنت، على الرغم عدم توفر الروايات الأخرى التي يحتاجها القارئ لبعض المؤلفين للكتب، مشيرا أن غياب المعارض وانتشارها في مختلف محافظات مصر هو ما أدى إلى التأثير على الحركة الثقافية، وتثقيف جيل جديد قادر على النهوض بالبلاد، يحمل الثقافة والعلم.
وأكد عصام، أن المهنة في طريقها للانقراض، وذلك لتنوع القراءات وهذا ما تسبب في التأثير على القارئ، وارتفاع أسعار الخامات المستخدمة في طباعة الكتب والروايات، قائلا "القارئ قديما كان يأتي لزيارة المعارض للكتب يوميا للاطلاع على ما هو جديد من الكتب لكثير من المؤلفين والباحثين إلا أن الوضع تغير كثيرا"، لافتا أن من أشهر الزبائن له من الباحثين الدكتور زكريا عناني أستاذ اللغة العربية والدكتور محمد كمال إمام وكانوا يحرصون على زيارة المعرض والاطلاع على الأبحاث الأخرى من الكتب.
