رئيس التحرير
عصام كامل

الموت في غمضة عين.. «فيتو» في مسقط رأس ضحية تعليم الدقهلية.. الأم: نجلي طلب نقله إلى مدرسة بسنديلة.. الأب: غياب المشرفين سبب الحادث.. وأطالب بمحاسبة المسئولين

فيتو

عام دراسي جديد يحمل الفرحة للصغار الذين يزهون في ملابسهم الجديدة في أول أيامه، ولكن طفلا واحدا من بين الملايين لم يدر بخلده أن ملابسه الجديدة هي آخر ثياب يرتديها حيًا، لأن المسئولين المدرسة لم يؤدوا واجباتهم فكان الثمن حياته.


إبراهيم حسن، صاحب الـ 9 عوام، الطالب بالصف الثالث الابتدائي، الذي لقي مصرعه داخل مدرسة الزهراء الابتدائية، بقرية الأحمدية التابعة لمدينة بلقاس في محافظة الدقهلية، لم يكن يعلم أن استيقاظه من النوم بعد أذان فجر أول أيام العام الدراسى، أول أمس الأحد، هو آخر استيقاظ له في الحياة، وأن أول يوم له في مدرسة الزهراء بعد أن طلب من والده أن يتم نقله من مدرسة منشية بسنديلة، سيكون آخر لحظاته في الحياة.

سرادق صغير
فيتو انتقلت إلى مكان مسقط رأس الطالب الذي لقي مصرعه داخل مدرسته بقرية الأحمدية التابعة لمدينة بلقاس، حيث أقيم سرادق عزاء صغيرا أمام المنزل، يأتى إليه العديد من أهالي المنطقة، بينما صرخات ملتاعة تخرج من الأم على فترات حزنا على نجلها المتوفى.

"صحانى أول يوم المدرسة بعد الفجر وطالبنى بمساعدته في ارتداء ملابسه الجديدة الخاصة بالدراسة وقلت له اصبر شوية يا إبراهيم، قالى لا يا ماما عاوز اروح المدرسة وأشوف أصحابى" تلك الكلمات التي بدأت بها والدة الطفل حديثها والدموع تنهمر من عينها وهي تحتضن ما تبقى من نجلها، الزى المدرسى والحقيبة.

وأكدت الأم أن نجلها كان يحب الدراسة، وطلب أن يتم نقله من مدرسة بسنديلة بسبب خوفه من معلم في مدرسة الزهراء.

وأضافت: "فوجئت بأحد أقاربنا يخبرني أن نجلى مصاب وفى المستشفى ولكننى شعرت أنه توفى وهرعت إلى هناك حيث قابلنى مدير الوحدة الصحة هو يقول لى ابنك مات قضاء وقدر خدوه ادفنوه، لم أصدق ما سمعت ولم أتخيل ذلك "

"كان بيودعني"
وأضافت الأم المكلومة "أنا إللى أرسلته للموت بأيدي، يا رتيه ما كان راح المدرسة ولا اتعلم ولا اتنقل، وهو رايح حضنى وصحى بدرى عشان يودعنى".

وتابعت: "بطالب من وزير التربية والتعليم بحق ابنى وكل المسئولين بالتحقيق في الواقعة لأن المدرسة سبب رئيسى في موت نجلى بسبب التدافع أثناء الفسحة ودا يدل على عدم وجود متابعة من المسئولين انى مات النهاردة يا ترى مين إلى هيموت بكرة تانى بسبب الإهمال".

أما حسن محمد عبد ربه والد الضحية، فقال: "جاءنى اتصال هاتفى يخبرنى بأن نجلى في المستشفى هرعت إلى هناك قابلنى رئيس الوحدة الصحية وقال لى ابنك مات بأسلوب غير لائق وطالبنى بسرعة دفنه، شعرت أن الموضوع لم يكن صدفة وبسؤال التلاميذ أكدوا أن نجلى توفى بسبب التدافع على السلم الخاص بالمدرسة، وذلك بسبب عدم وجود مشرفين في المدرسة أثناء الواقعة وذلك السبب الرئيسى".

وروى الطالب أحمد محمد عز أحد شهود الواقعة قائلا: "قام تلاميذ الصف الخامس الابتدائي بالتدافع على طلاب الصف الثالث وأدى ذلك إلى وقوع الطالب إبراهيم وأنا بجانبه ولكن قام أحد المدرسين بحمل زميلى إلى المستشفى وعملنا بعد ذلك أنه توفى".
الجريدة الرسمية