رئيس التحرير
عصام كامل

سعوديات يحطمن حواجز وقيود العادات ويتفوقن في الملاكمة (صور)

فيتو

لم تقف التقاليد والعادات التي تربين عليها، عقبة أمام طموحهن الكبير لتحقيق الذات.. ثلاث فتيات، أنهين عقودًا من الحظر منعت خلالها المرأة السعودية، من ممارسة حقوقها في الرياضة والتفوق البدني، ليصبحن القوة الناعمة، التي تفتح أمام فتيات المملكة الطريق، لممارسة الألعاب الرياضية المختلفة، والتفوق عالميا، وبناء الذات من جديد ورسم طريق النجاح بأيادِ لا تعرف للضعف طريقا.



بدأت هالة الحمراني «42 عاما»، مسيرتها الرياضية بسن الـ12 عاما، فتعلمت، مجموعة من الفنون القتالية، وفنون الدفاع عن النفس، بهذا العمر، وفي عمر الشباب، حصلت على الحزام الأسود في المصارعة اليابانية.

نشأت صاحبة الـ42 عاما في الولايات المتحدة الأمريكية، وترعرعت في مدينة جدة، فهي من أب سعودي وأم أمريكية، وبعد انتهائها من التعليم الثانوي في 1994، انتقلت إلى مدينة سان دييجو، كاليفورنيا، واستقرت بها ستة أعوام لإكمال دراستها الجامعية، حيث درست في تخصص العلوم البيئية والعلاقات الدولية.

مع بداية الثلاثينات، لم تكسر فقط قاعدة الهيمنة الذكورية على الرياضة بأنواعها كافة، وإنما أصبحت هي السعودية الأولى التي تلعب رياضة الملاكمة وتدربها أيضًا، للسيدات اللواتي يمتلكن إرادة قوية يستطعن تحدي أنفسهن تصف الحمراني السيدات المقبلات على مركز تدريب الملاكمة الخاص بها، التي أنشأته لتدريب السيدات على الألعاب الرياضية وأسمته «فلاج بوكسينج» في مدينة جدة المطلة على البحر الأحمر، مع حصص رياضية في الملاكمة والكروس فت والجمباز ورياضات قتالية عدّة، ولاقت إقبالا كبيرا من قِبل السعوديات.


«البعض يستنكرون ممارسة الفتيات رياضة الملاكمة إلا أنها رياضة تعطي ثقة وقوة»، كلمات قصيرة وصفت بها «فاطمة النعيمي»، مدربة الملاكمة السعودية، حالة الاستنكار الموجهة دائمًا للسيدات السعوديات، وهيمنة الرجال على الأمر، تنتقل فاطمة بين مدينتي الخبر وجدة لتعلم الشابات في حصص رياضية متخصصة، رياضة الملاكمة وقواعدها، ليصبحن فيما بعد مدربات محترفات، وتنتقل المتدربات في مراحل تعلم قوانين وقواعد الملاكمة، مرورًا بالتدريب وانتهاء بتقديمها على أرض المنافسة، بعد أن انتهت من تدريب 25 شابة أتقنّ فنّ الملاكمة.

أصبحت النعيمي وهي في أواخر العشرينات، أن تصبح أول سعودية تحصل على ماستر في برنامج Pink Gloves Boxing، وتقول: «طموحي إرسال أول فريق نسائي سعودي ليشارك بالأولمبياد»، سعت النعيمي لتدريب أكثر من 25 شابة سعودية، على رياضة الملاكمة، لتتمكن من خوض مسابقات عالمية من خلالها، حتى أصبحت مدربة ملاكمة سعودية، تحاكي المستوى العالمي بالرياضيات.



رغم انحدارها من عائلة تهتم بالأدب والثقافة كونها حفيدة الأديب الراحل عبد الله بن خميس، فإن شغفها دفعها لاتجاه آخر وهو ممارسة الرياضة واستكشاف الجغرافيا والطبيعة، وحازت مؤخرًا رخصة تدريب الملاكمة للفتيات لتكون أول سعودية تحصل على شهادة تدريب في الملاكمة، تبلغ رشا الخميس من العمر 28 عاما، وسعت من خلال لعبتها، إلى نشر ثقافة ألعاب القوى بين الفتيات.

تقول رشا: «أتمنى أن أنشر هذه الرياضة بين الفتيات، ولقد خطوت خطوات في هذا الاتجاه، وأتمنى أن يكون لدينا فتيات مميزات في اللعبة يشاركن في بطولات أوليمبية الدولية».

وعن بداية علاقتها بالملاكمة، تقول حدث ذلك عام 2011 عندما كانت تدرس في جامعة جنوب كاليفورنيا، والتحقت بنادٍ متخصص في الملاكمة، كانت تتمرن بمعدل مرتين إلى 3 مرات في الأسبوع، من الساعة 8 صباحا إلى الساعة التاسعة والنصف صباحا على مدى عامين متواصلين، فتملك منها عشق هذه اللعبة واستفادت منها أشياء طورت من شخصيتها وأعطتها مهارة الإتقان والسرعة في الإنجاز والدقة، حصلت رشا من أمريكا على ماجستير في الإدارة السياسية والعامة من جامعة جنوب كاليفورنيا، وكانت رسالتها عن المنشآت الرياضية النسائية في المملكة العربية السعودية.

وبعد عودتها من أمريكا التحقت بشركة تواصل بالاتحادات الرياضية، وعملت في أنشطة تخص الرياضة المجتمعية، وفي إحدى الفعاليات دار بينها وبين رئيس الاتحاد السعودي للملاكمة حوار، واقترحت عليه تفعيل الجانب النسائي في رياضة الملاكمة، فأوضح أن الاتحاد بحاجة إلى مدربات وكوادر نسائية، ومن هنا بدأت، أرسلوها إلى معسكر خارجي لمدة 4 أشهر لصقل مهاراتها وتجربتها السابقة، وتعلمت أصول اللعبة وفقًا للمدرسة الكوبية «مدارس تعلم القوة إجباريا بإسبانيا»، واجتازت تلك المرحلة بنجاح وبعد عودتها تم منحها شهادة تدريب الملاكمة.

تمضي الآن 3 أسابيع في تدريب الفتيات بجامعة الملك سعود، ويلوح في مخيلتها حلم، وهي تؤدي التمارين معهن، وهو أن ترى إحداهن تحصد الميدالية الذهبية في الأولمبياد، حيث تدربت معها أكثر من 160 فتاة.

بدا عليها حب الرياضة منذ 6 أعوام، كان والدها يضع حلقة مرمى لكرة السلة في فناء المنزل وأدوات لرياضة الجمباز: «عندما كنت طفلة بعد أن ننجز واجباتنا المدرسية أنا وأخي عبد الله وهو أكبر مني بعام ونصف نخرج في الساعة 4 تقريبًا لنلعب كرة السلة لمدة ساعة ونصف، ثم نضيف 30 دقيقة للجمباز كل يوم لمدة 5 أيام، وفي نهاية الأسبوع بعد الإفطار نلعب أنا وأخي ضد الوالد، كان والدي يشجعنا، ويوجهنا لأصول اللعبة وما هي نقاط القوة والضعف الموجودة لدينا، وكانت نفس التوجيهات التي يعطيها عبدالله يعطيني إياها دون تمييز هذا ولد أو هذه بنت».
الجريدة الرسمية