رئيس التحرير
عصام كامل

وجيه الصقار يكتب: البحث عن وطن!

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

عندما قرأت جدول تطوير التعليم في الصف الأول الثانوى لفت نظرى في توزيعاته أن مادة التربية القومية لها حصة واحدة في الأسبوع دون باقى المواد، وبرغم أن أي إنسان اجتاز مرحلة الثانوية العامة يعرف جيدا أن هذه المادة مادة الغش الرسمى في التعليم، وكانت مادة أساسية ضمن المواد الاجتماعية سابقا، ولا أدرى ما الحرص على هدم الوطنية وجعلها مادة لإفساد الأجياد بالغش، فرصدت الوزارة لها 10 درجات والنجاح من 5، في شكل متدن يعكس النظرة التعليمية الحالية للأسف، تجعل الوطنية رمزا للفساد والغش والتضليل والتحقير، مما يثير الاستغراب الشديد بالطعن في الوطنية.


ليت هذه المادة ملغاة بدلا من المرمطة الوطنية، وقتل ضمائر الأجيال تجاه وطنهم، لذلك لا تتعجب من تخريج أفراد من جيل ساخط يحاول الهرب والهجرة من بلده معتبرا أن الوطنية التي عاشها عمليا هي خدعة، وأن الرحيل نعمة عن البلد التي أنجبته وأنفقت عليه الملايين، فنشهد عمليات الهجرة المشروعة وغير المشروعة والموت في سبيلها، جحودا لهذا البلد، ويكمل ذلك أن مادة التربية الدينية أيضا مادة غش، برغم تخصيص 20 درجة لها والنجاح من 10، لأنها مثل الوطنية لا تضاف للمجموع، وفى الدينية يكفى الطالب أن يكتب سورة الفاتحة مهما كان السؤال لينجح لتكون سلسلة منظمة فلا قومية ولادين، وأوراق الإجابات موجودة لمن لا يصدق.

إلا أن البعض يجد أن التربية الدينية بوضعها الحالى جيد حتى لا تثير فتنة، لذلك فإن مشكلة مصر  الآن ليست التطوير ولكن حسن التربية الوطنية، فأصبحت هناك ضرورة لتكون مادة مجموع ورفع درجتها مثل السابق متساوية مع التاريخ والجغرافيا تماما، وهى مسألة مستقبل وطن، بل هي أهم من أي مادة مهما كانت، وأن ترتبط بدراسة بطولات وتضحيات هذا الشعب خاصة في هذه المرحلة  التاريخية التي نعيشها، وزيارة مواقع البطولات لتنمية الوطنية والولاء لتكون الأجيال صالحة مستعد لمسيرة البناء والتضحية.
Advertisements
الجريدة الرسمية