رئيس التحرير
عصام كامل

مينا سمير يكتب: شجعوا صغار النفوس

مينا سمير
مينا سمير

موضوعنا اليوم قد يكون صادما بعض الشيء لكنه غاية في الأهمية لذا وجب علينا تسليط الضوء على هذا الموضوع، فكثيرًا ما نسمع عن كلمة صغر النفس دون أن نحاول أن ندرك معناها.


في البداية نشرح ما مفهوم صغر النفس، عندما بحثنا في معنى ومدلول هذه الكلمة وجدنا أنها تعني شعور الإنسان أنه ذات أهمية قليلة أو ليس لديه ما يؤهله لإنجاز مهارة معينة، فكثيرًا ما نوجه اللوم إلى الشخص الذي يشعر بهذه الحالة لكن هل فكرنا بالأحرى ما الأسباب التي تدفع الشخص للشعور بهذه الحالة.

أولا: عدم التشجيع فدائمًا ما يحاول الشخص السعي وراء الأفضل من أجل أن يجد الاستحسان من مَن حوله، فنجد مثلًا الممثل يجتهد في تجسيد الشخصية حتى يجد استحسانا من الجمهور، والمخرج يبحث دائمًا عن الأسلوب الأفضل لتوجيه الممثل حتى يجد استحسانا من حوله، حتى الكاتب دائمًا يبحث في جعبته محاولًا إيجاد الأفكار التي تحترم عقلية القارئ.

ثانيًا: من الأسباب التي تجعل الشخص يشعر بصغر النفس هي محاولة مقارنته بمن هم أفضل منه لكن نغفل شيئا مهما ألا وهو أن لكل شخص الشيء الذي ميزه به الله عن غيره، حيث لا يوجد شخص ليس لديه موهبة فإن لكل شخص مَلكته الفريدة من نوعها التي تشبه بصمات الأصابع التي لن تتكرر.

ثالثًا: من الأشياء التي تجعل الشخص يشعر بهذه الحالة هو محاولة التقليل من شأنه أو عدم احترام وجهة نظره مما يجعله يخشى التعبير عن رأيه حتى لا يقول شيئا خاطئا ولكي يتضح الموضوع أمامنا جميعًا سوف نروي قصة حدثت بالفعل.

ذات مرة كان هناك شاب ذهب للتقدم لفرصة عمل في أحد توكيلات محال الملابس الشهيرة، تقدم الشاب لعمل مقابلة مع أحد العاملين في التوكيل، بسؤال الشاب هل لديه خبرات سابقة؟ فأجاب كنت أعمل بأحد المحال التجارية فسأله الموظف وقال له لماذا لم تكتب اسم المكان في السيرة الذاتية الخاصة بك؟ فأجاب الشاب وقال لأنني كنت أعمل في محل صغير فأجاب الموظف وقال له ما المشكلة في ذلك؟ لك أن تفتخر أنك من المكان الصغير الذي كنت تعمل به استطعت أن تصل إلى هذا المكان الكبير، انتظر لحظات فإنها هناك مقابلة ثانية، فأجاب الشاب ونظرة حزن تملؤه من الداخل وقال أعلم أني لم أقُبل في هذه الوظيفة. 

فأجاب الموظف وقال له لماذا تقول ذلك أنت تستطيع القبول في هذه الوظيفة قم بالدخول إلى المقابلة الثانية وتوكل على الله وسوف يختار لك الله الأفضل، وبالفعل دخل الشاب لعمل المقابلة وتسلم الوظيفة وعندما خرج الشاب كان سعيدًا للغاية باستلام الزي الرسمي الخاص بالعمل وأصر على إعطاء الموظف الذي قام بتشجيعه السوار الذي كان يرتديه في يده فكم شخص يفعل مثل هذا؟ ويقوم بدعم من أمامه وتعزيز قدراته فكثيرًا ما أجد أشخاص من مَن يعملون في مجال الموارد البشرية يقومون بتحطيم المتقدمين للوظائف، وكأن الواجب عليهم تهشيم الشخص بدلًا من مساعدته. 

هذه رسالة لمن يحاول النِيل من أحلام من حوله حاول أن تساعد غيرك فقد يكون بحاجة إلى معلومة ولم يجد أمامه شخص غيرك وحاول دائمًا تشجيع من حولك وتعزيز قدراته وتدعيم ثقته في نفسه.
Advertisements
الجريدة الرسمية