رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

«الأحواز».. إقليم الخير المحتل إيرانيا منذ 81 عاما ينتفض من جديد

الحرس الثوري الإيراني
الحرس الثوري الإيراني

على نغمات الموسيقى العسكرية كانت أفواج من الحرس الثوري الإيراني تسير في صفوف متناسقة في عرض عسكري بإقليم الأحواز جنوب غرب إيران قبل أن يباغت إطلاق نار كثيف العرض، ما أسفر عن سقوط 24 قتيلا معظمهم من الحرس الثوري، فضلا عن إصابة نحو 60 آخرين، ليتضح المشهد بعد قليل بأنه هجوم نوعي من حركة المقاومة الأحوازية ليفتح هذا الهجوم الحديث مجددا عن الاحتلال الإيراني للإقليم الغني.


الاحتلال الإيراني
والأحواز هي عاصمة ومركز محافظة خوزستان جنوب غرب إيران ويخترق المدينة نهر كارون وهي ترتفع عن سطح البحر 20 مترًا.

وتقع الأحواز تحت الاحتلال الإيراني منذ 81 عاما وتسمى عربستان أو خوزستان أو عرب الهولة ويطلق على هذا الإقليم اسم الأهواز بالفارسية، حيث تعتبر إمارة عربية مستقلة قبل سقوطها عام 1952 وقبل تأسيس الدول العربية الحديثة.

واحتلت إيران محافظة الأحواز على يد رضا شاه بهلوي في ظروف دولية وإقليمية خاصة بعد انهيار الخلافة العثمانية المنافس للإيرانيين في المنطقة وعلى الأحواز خصوصا وكذلك بعد انتصار الثورة البلشفية وإعلان الاتحاد السوفييتي السابق عام 1917، والتغيير الذي حدث بعدها في سياسات الدول البرجوازية وفي الخارطة السياسية للعالم والاتجاه البريطاني الجديد لمواجهة هذه التغييرات وكذلك عدم وجود دول عربية مستقلة تناصر الأحواز جعلت بريطانيا تتنازل عن حليفها الشيخ خزعل آنذاك لصالح الإيرانيين وتناصرهم على احتلال الأحواز لتقوية النظام الذي شكلته في إيران اقتصاديا لمواجهة المد الشيوعي باتجاه المنطقة العربية الغنية بالنفط.

النفط كلمة السر
بعد عام 1920م باتت بريطانيا تخشى من قوة الدولة الكعبية فاتفقت مع إيران على إقصاء أَمير عربستان- الاحواز- وضم الإقليم إلى إيران، حيث منح البريطانيون الإمارة الغنية بالنفط إلى إيران بعد اعتقال الأمير خزعل على ظهر طراد بريطاني حيث أصبحت الأحواز وعاصمتها المحمرة محل نزاع إقليمي بين العراق وإيران وأدى اكتشاف النفط في الأحواز وعلى الأخص في مدينة عبادان الواقعة على الخليج العربي مطلع القرن العشرين إلى تنافس القوى للسيطرة عليها بعد تفكك الدولة العثمانية، وبعد ذلك عادت تسميتها القديمة الأهواز بعد سقوط الأسرة القاجارية إثر الاحتلال الروسي لإيران وتولي رضا بهلوي الحكم في إيران.

مفاوضات الاستقلال
ولا يزال النزاع قائمًا على الأهواز بعد استقلال العراق حيث دخلت الحكومات العراقية المتلاحقة مفاوضات حول الإقليم وعقدت الاتفاقيات بهذا الصدد منها اتفاقية 1937 ومفاوضات عام 1969 واتفاقية الجزائر عام 1975 بين شاه إيران محمد رضا بهلوي ونائب الرئيس العراقي آنذاك صدام حسين الذي ما لبث أن ألغى الاتفاقية أثناء الحرب العراقية الإيرانية بين عامي 1980 - 1988، حيث أعلن عودة الأهواز للعراق، غير أن غالبية الأهوازيين قاوموا القوات العراقية.

إسقاط المحمرة
دخل الجیش الإیراني مدینة المحمرة بتاریخ 1925 لإسقاطها وإسقاط آخر حکام الکعبیین وهو خزعل جابر الکعبي وکان قائد القوات الإيرانية هو رضا خان، ويعد السبب الأساس لاحتلال إيران لهذه المنطقة الأحواز أو عربستان أو خوزستان إلى كونها غنية بالموارد الطبيعية -النفط والغاز- والأراضي الزراعية الخصبة حيث بها أحد أكبر أنهار المنطقة وهو نهر كارون الذي يسقي سهلًا زراعيًا خصبًا تقع فيه مدينة الأحواز كونها المنتج الرئيسي لمحاصيل مثل السكر والذرة في إيران اليوم.

سکان المحمرة ومعظم منطقة الأحواز قبل الاحتلال کانوا في غالبيتهم عربًا وکانت إمارة المحمرة هي مرکز الحکومة ومنذ ذلك الیوم وحتى هذا التاريخ یسعی المحتل الإيراني إلى زيادة نسبة غير العرب في الأحواز وتغییر الأسماء العربية الأصلية للمدن والبلدات والأنهار وغيرها من المواقع الجغرافية في منطقة الأحواز فمدينة المحمرة على سبيل المثال غيرت الحكومة الإيرانية اسمها إلى خرمشهر وهي كلمة فارسية بمعنى البلد الأخضر.

نصف الناتج القومي
تساهم الموارد المتواجدة في منطقة الأحواز بنحو نصف الناتج القومي الصافي لإيران وأكثر من 80% من قيمة الصادرات، وهناك قول معروف للرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي يقول فيه "إيران تحيا بخوزستان".
Advertisements
الجريدة الرسمية