رئيس التحرير
عصام كامل

«الأخبار مقلوبة».. البابا تواضروس يحارب الشائعات على شاطئ الأطلنطي

 البابا تواضروس
البابا تواضروس

"الأخبار لغاية ما تعدي الأطلنطي تجيلكم مقلوبة"، بهذه الجملة شكك قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، في الأخبار التي تصل لأقباط أمريكا، عن الأوضاع في مصر، وأحوال الأقباط فيها.


البابا تواضروس تحدث من على أرضية وطنية خالصة، ولمَ لا وهو صاحب مقولة "وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن"، يعرف البطريرك جيدا معنى الوطن، ويعلم أن الأوضاع ليست في أفضل حالتها، لكنها في طريقها للتحسن.

وضع البطريرك صورة كاملة عن مصر أمام أقباط الخارج، مؤكدا أنها تسير نحو الأفضل، القيادة السياسية لديها رغبة في التقدم والنمو، ووضع البلاد في مكانتها الحقيقية، مستشهدا بنماذج مثل مشاريع الطرق الضخمة التي تنفذها الحكومة.

اعترف البابا تواضروس أن مصر مرت بكبوات خلال سنوات مضت، لكن الرئيس والحكومة آخذين على عاتقهم جدية كبيرة في النهوض بمصر، ولم يغفل في الوقت نفسه أنها بلد كبير يقترب عدد سكانه من 100 مليون نسمة، ويعاني من مشكلات بسبب قلة الإمكانيات.

طوال زيارة البابا لأمريكا حمل على عاتقه التشكيك في جميع الأخبار التي تصل إلى أقباط أمريكا: "لما توصلك الأخبار خلي عندك العقلية اللي بتميز الأخبار، ومصر تتعرض لحملات كثيرة من التشكيك والأخبار الكاذبة، فكونوا منتبهين".

ويسعى البابا إلى طمأنة الأقباط في أمريكا على الأحوال في مصر، إذ أكد أن مصر بدأت الأمور تتحسن فيها منذ خمسة سنوات، مستبشرا بأنه سيأتي اليوم الذي يدخل فيه الأمريكان مصر بفيزا، مشددا على أن القيادة السياسية حريصة على التنمية وتقدم البلاد.

البابا شدد أيضا على أن الرئيس عبد الفتاح السيسي حريص أن تظهر مصر وحدة واحدة، رغم أنها بلد كبير بها 100 مليون، الأقباط فيها 15 مليونا، وتاريخها كبير ويضم صفحات كثيرة بين الأبيض والأسود والرمادي.

ونفى البابا أن تكون زيارته السابقة لزيارة الرئيس، تمهيدية، مبرهنا على ذلك بأنها زيارة أعد لها منذ عام، لكنه عاد ليدعو الأقباط إلى استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي، وهو يأتي في زيارته المعتادة إلى الأمم المتحدة لكي يلقي كلمة مصر: "باعتباره رئيس مصر فهو يمثل مصر بحالها، وعندما نحتفل ونرحب به ونفرح بزيارته فإننا نرحب بمصر وطننا الغالي علينا جميعًا، ونفرح بمصرنا وبلادنا».

واعتبر البابا أن استقبال الأقباط للرئيس خلال زياراته لأمريكا، نوعا من الوفاء: "الرئيس لما يشرف ويشارك كثيرين في استقباله فهذا نوع من الوفاء، ومشاركتنا تنعكس بصورة إيجابية على مصر بصفة عامة، ومن الواجب لما يجيلك ضيف أو حد قريب تروح تستقبله في المطار".

استقبال الأقباط للرئيس في أمريكا أدرجها البطريرك أيضا تحت بند المبادئ: "هذه مبادئ إنسانية بنحافظ عليها، وطبعًا الرئيس جاي لزيارة الأمم المتحدة، وهي زيارة سنوية ويلقي خطابا باسم مصر، ورؤساء دول كثيرين بيحضروا".

البابا تواضروس اعترف بوجود مشكلة للأقباط في المنيا، لكنه أكد أن المسئولين في الدولة بداية من الرئيس السيسي، يتدخلون لإنهاء الأزمة، في موقعة المنيا آخذ البابا يبرر الأحداث، لنفى تهمة وجود مشكلات، رغم أن الوقائع مسجلة بصوت وصورة ومدونة في ملفات ومحاضر الحكومة، وبرر الأحداث قائلا: "مصر بلد بها 27 محافظة، وأكثر من ستة آلاف قرية، من الطبيعي أن يحدث مشكلة في قرية أو اثنتين".

وألقى اللوم في أحداث المنيا على طبيعة المحافظة، ومساحتها الكبيرة والكثافة السكانية العالية سواء مسلمين أو مسيحيين، وتحتاج لمشروعات تنموية وثقافية، كما اتهم الإعلام بنقل أخبار مغلوطة، وانتهى إلى أن هذه النوعية من المشكلات تحل بالصلاة.

واختتم البطريرك كلامه عن أحداث المنيا: "فيه مشكلة حصلت في قريتين بنحاول نحل المشكلة بطريقة طيبة وبهدوء شديد، دول قريتين في محافظة كبيرة ومحافظة المنيا يوجد بها قيادات طيبة جدًا، لكن إحنا عندنا في بعض الأماكن فيه ضعف التعليم وضعف في الثقافة خلي نظرتكم نظرة واقعية للأمور، لا يوجد شيء بنسكت عنه وبنتكلم ونتفاهم وبنصلي وبنفكر ونحاول نوجد حلول وهكذا، أرجوكم كونوا متأكدين وعلى ثقة إحنا بنتكلم كلام العقل وبنتكلم في الوقت المناسب وكلمات لما بتتقال مش في وقتها تبقى الحكاية مش مظبوطة وبنعمة المسيح بنحاول نحل كل شيء".

ويجري البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، حاليًا زيارة رعوية للولايات المتحدة الأمريكية، دشن خلالها عدد من الكنائس، ويرافق بعض أساقفة المجمع المقدس، وسكرتارية البطريرك.
الجريدة الرسمية