رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الباحث أبو الفضل الإسناوي: الصوفيون أصحاب أسوأ التجارب السياسية في التاريخ

فيتو


  • منهجية التوريث بـ الطرق الصوفية تقضي على أي محاولات لتطويرها وإعادة بعثها 

أخرجت ثورة 25 يناير التيار الإسلامي للعمل في النور، بعد سنوات قضاها في الجحور والغرف المغلقة، بعيدا كل البعد عن أي مشاركات في الحياة العامة أو السياسة بشكل واضح وصريح، ولما وقع ما وقع من أحداث دللت على بشاعة التيار المتأسلم، وظهرت فرق خرجت عن النص، وانتهجت العنف سبيلا هددت وجود التيار الإسلامي برمته، وعلى رأس هذه الجماعات جماعة الإخوان الإرهابية والتيار السلفي اللذان أخرجا من جوفهما الأفكار الظلامية إلى النور، وفي ظل حالة التقلبات التي أصابت التيار بتكوينه العام، بقي النهج الصوفي واضحا ومتماسكا إلى حد كبير، ورغم محاولاته مجاراة الوضع الجديد إلا أنه بقي ثابتا على قناعاته بالعمل خلف السلطة وليس بعيدا عنها.

وقد شهدت الأيام القليلة الماضية بزوغ نجم شيخ مشايخ الطرق الصوفية عبد الهادي القصبي وتوليه رئاسة ائتلاف أغلبية البرلمان، لتبدأ التساؤلات تطرح نفسها بقوة.. هل يكون التصوف بديلا للتيار السلفي والإخواني؟ 

"فيتو" التقت الباحث في الشأن الصوفي أبو الفضل الإسناوي، في طريقها للبحث عن موقع الصوفية في المستقبل القريب، وهل تصلح لتكون تيارا بديلا للسلفيين والإخوان؟ وهل تولي القصبي رئاسة الائتلاف يمنح المساحة للصوفيين للتحرك؟

جميع ما سبق تساؤلات مشروعة في ظل الظروف التي تمر بها البلاد يجيب عنها أبو الفضل.. وإلى نص الحوار.

بداية.. كيف ترى موقع الصوفية في الحياة السياسية والعامة في الوقت الحالي؟
الصوفية في مصر تعد من أضعف التجارب الموجودة في المنطقة العربية من الناحية السياسية، وقد رأينا بعض الطرق الصوفية بعد ثورة 25 يناير تتحرك تجاه السياسة، وبالفعل اتجهت إلى تأسيس بعض الأحزاب السياسية، وحاولت المشاركة في العملية السياسية، خصوصا الانتخابات البرلمانية، ولكنها عملت منفردة، وبالتالي حصل نوع من العزل السياسي بين هذه الطرق، مما أدى إلى خروجها من المعادلة السياسية رويدا رويدا دون أن تجد لنفسها موقعا محددا، كما أن هناك مجموعة من الطرق الصوفية دخلت الانتخابات البرلمانية وفشلت في عمل تحالفات، ولم تنجح في أي من خطواتها، وفي النهاية أرى أن الصوفية دخلت السياسة وخرجت منها دون أن تحقق أي مكسب ولو بسيط.

هل لعبت الصوفية دورا في الانتخابات الرئاسية التي شهدتها البلاد في السنوات التي أعقبت ثورة 25 يناير؟
في ثورة 25 يناير كل المرشحين بما فيهم الإخوان المسلمين حاولوا استقطاب الحركات الصوفية، حيث زار أغلب المرشحين الشيخ علاء أبو العزايم إلا أن تلك الخطوات لم تدر سياسيا بشكل واضح ومحدد الأهداف من ورائها، ويمكن القول إن الحركة الصوفية لم تستفد في ذلك الوقت من الحراك السياسي، وبالتالي ظلت مجمدة ليس لها ناقة ولا جمل في الحياة السياسية.

إذا لم تنجح في الوجود السياسي.. ماذا عن وجودها في المشهد العام من الناحية الاجتماعية؟
الصوفية في مصر تتمركز مقارها في القاهرة، لكن الواقع أن النوع الآخر غير صوفية الطرق، أو المطرقة الصوفية المؤسسية الأكثر وضوحا في المشهد الاجتماعي لمصر صوفية المشايخ أو الزوايا، وهؤلاء يتحملون الدور الاجتماعي بكامله سواء في الدعم المجتمعي أو المصطلحات الاجتماعية، وهم أشبه بالطرق الموجودة في السودان وتقوم بالدور الاجتماعي أقوى من دورها السياسي وفي مصر -على سبيل المثال- تلعب الطريقة النقشبندية دورا كبيرا في صعيد مصر على يد الشيخ كمال الشريك، وكذلك الطريقة الإدريسية.

ما أزمات الطرق الصوفية بشكل عام؟
العمل المؤسسي في المقام الأول، لأن الطرق الصوفية تعمل بشكل مركزي، بعيدا عن امتداداتها في المحافظات الأخرى، هذا إلى جانب أن الطرق الصوفية في مصر فقيرة ماديا، وبالتالي قدرتها على تقديم ذلك الدعم المادي لتقوية موقعها شيء غير وارد، فهي ليست مثل الإخوان أو السلفيين، وسبب ذلك عدم وجود مؤسسات مالية داعمة، عكس الصوفية في السنغال، والطريقة التيجانية ذات الدعم الاقتصادي الكبير، وبالتالي دخول الطرق الصوفية في التحالفات وتصدرها للمشهد في الشارع المصري شيء بعيد المنال خاصة أنها تتحرك دائما خلف السلطة وداعمة لها.

هل بعد تولي شيخ مشايخ الطرق الصوفية رئاسة ائتلاف الأغلبية من الممكن أن يتغير دور الصوفية؟
الشيخ عبد الهادي القصبي كان نائبا في عهد مبارك، وكان عضو مجلس شورى في عهد الإخوان، والآن نائب تحت قبة البرلمان، الرجل يمارس السياسة بعيدا عن ترابطها بالصوفية، فهو يلعب سياسة بعيدا عن انتمائه، ولا أعتقد أنه سيكون هناك فائدة للطرق الصوفية من وراء ذلك المنصب الجديد، أو يعود بالنفع على الصوفية والتصوف في مصر، هذا بجانب أن الصوفية دائما في صراعات داخلية لا تتوقف بل يتم تأجيلها، ووجود "القصبي" في أي منصب لا يعود بإيجابية على الصوفية بأي حال من الأحوال.

لماذا لا نرى كوادر سياسية جديدة في الطرق الصوفية؟
الطرق الصوفية تعمل بمنهجية التوريث، وبالرغم من وجود صوفيين في مراكز مرموقة في الدولة إلا أن نظام التوريث يقضي على أي محاولات لتطويرها، وإعادة بعثها من جديد، بعد حالة الركود التي أصابتها لسنوات طوال.
Advertisements
الجريدة الرسمية