حكاية كنيسة كاثوليكية تحولت إلى أرثوذكسية تقديرا لشهداء ليبيا

زار قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، خلال رحلته الرعوية للولايات المتحدة الأمريكية، كنيسة السيدة العذراء ومارمرقس الرسول بمانهاتن، وهي الكنيسة التي اشترتها الطائفة الأرثوذكسية من الكنيسة الكاثوليكية.

كنيسة العذراء ومارمرقس كانت حلم الأنبا ديفيد، أسقف إيبارشية نيويورك، ومر شراؤها بإجراءات عديدة بين الكنيستين الأرثوذكسية والكاثوليكية، وفي لافتة تكشف روح المحبة بين الكنيستين، أعلن الكاردينال دولن رئيس أساقفة نيويورك للكنيسة الكاثوليكية عن منح تخفيض قدره مليون دولار من ثمن الكنيسة، عقب لقائه بقداسة البابا.

البابا تواضروس عبر عن شكره لإتمام شراء الكنيسة التي اعتبرها حلما لجميع أبناء الأرثوذكسية، مشيرا إلى أنه كان يتابع مع الأنبا دافيد الإجراءات منذ البداية، وأرسل شكره للبابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، والكاردينال دولن.

وأوضح أن الكنيسة تعتبر بمثابة هدية، لتعزيز التواجد الأرثوذكسي في مانهاتن، وقال البابا تواضروس: إنه من العظيم أن تكون الكنيسة في قلوبنا.

وأكد أنه يجب أن نحفظ في قلوبنا الكنيسة الأم في مصر، والتي روت بدماء الشهداء، وأولهم القديس مار مرقس الرسول، مضيفا أن كنيسة مانهاتن أنشئت بدم شهداء ليبيا الذين جادوا بدمائهم، وقال: "أحفظ الكنيسة في قلبك تاريخها وتقاليدها وقيمها لتنمو في كلمة الرب ونعمته وتكونوا شهودا على عظمة تاريخ كنيستنا".

وخاطب البابا شعب الكنيسة قائلا: "أنا سعيد جدًا أنى أزوركم وأزور كنيستكم الجميلة بمانهاتن، وكنت دائمًا على تواصل مع نيافة الأنبا دافيد ومع الكاردينال تيموثي دولان (ولكن دى أول مرة أشوفه والأنبا دافيد كان دائما يحكي لي عنه وعن روحه الطيبة معكم وإزاي ما زال متأثر بشهداء ليبيا حتى إنه يضع أيقونة لهم في مكانه الشخصي ودى من نعم ربنا علينا".

وأضاف: "إحنا مش عايشين لوحدنا إحنا عايشين ببركة القديسين اللى إحنا أولادهم وبناتهم وببركة الشهداء، ونحن الآن في زمن الشهداء.. صحيح كنيستنا القبطية قدمت كثيرا من الشهداء الفترة اللي فاتت، ودماؤهم غالية جدا لها قيمتها عند الله، وهم صاروا لنا شفعاء في السماء".