حكاية أقدم سنان سكاكين بالإسكندرية (فيديو وصور)
داخل محل صغير يضع الحاج عبد الحليم محمد سنان السكاكين ٦٥ عاما، كل ما يمتلكه في حياته من أصول المهنة التي ورثها عن الآباء والأجداد، وعشقها منذ نعومة أظافره رغم صعوبتها، لتكون هي كل رأس ماله.
تعلم الحاج عبد الحليم هذه المهنة منذ الصغر بعد أن ورثها من والده، الذي ترك له أحد المحال الصغيرة، ليستكمل الكفاح مع الصنعة وسن السكاكين، ليترك تعليمه، ويلجأ إلى تعلم الصنعة، بما لها وما عليه، من أجل الإنفاق على أسرته وأبنائه، ليتحدى الكثير من الصعوبات التي تواجه في المهنة، من أجل رغبته وعشقه لها منذ الصغر، فيلجأ يوميا من الساعة التاسعة صباحا ليسن السكاكين بالطريقة القديمة بواسطة الحجر الدوار، ويقف بمنتصف المحل ليعلق أنواع السكاكين على الحوائط بالمحل وتنظيفها، وترتيب الأحجار والمعدات، لينطلق عمله، فهو يعتاد على هذه المهنة التي نشأ فيها منذ ٥٠ عاما، ووجد أهله يعيشون على رزقها فأكمل الطريق.
وقال الرجل الستيني نعتمد على أحجار الجبل في سن السكاكين بمختلف أحجامها، ونقوم بإحضارها من الجبل على الرغم من ارتفاع سعرها، ونهتم بصيانتها خاصة أنه يتم تركيبها بشكل معين، وتعمل بالماء خلال سن السكين.
وأشار أن هناك اختلافا في أسعار السكاكين وأحجامها، فهناك الغالي والمتوسط والأقل في الأسعار، وتختلف في الخامات والأحجام والصناعة التي تتطلب في عمل أنواع السكاكين التي منها الساطور وسكينة المنازل والمطاعم والمحال الأخرى وتتراوح الأسعار من ١٢٠ إلى ١٤٠٠ جنيه، إلا أن السكاكين الصينية هي السائد بالأسواق حاليا، على عكس ما كان يوجد قديما من أنواع السكاكين الإيطالية والبرازيلية.
ولفت إلى أن المهنة انقرضت، بسبب عدم وجود أجيال جديدة، تدخل لتعلم الصنعة، إلا أن الأبناء يرفضون التعلم ويتركوها، بجانب ارتفاع الأسعار خلال الفترة الماضية له تأثير كبير علينا، وتوقف الزبائن عن الشراء، مطالبا بنظر المسئولين بالدولة لرعايته وتقديم له خدمات طبية وعلاجية.