رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

قصة العاشقة«إيزادورا» جولييت المصرية

مقبرة ايزادورا
مقبرة ايزادورا

توجد بالمنيا مقبرة فريدة الطراز تعود إلى قرابة ألفي عام وتحديدا إلى عام 120 م وعصر الإمبراطور هادريان (117م-138م) والمعروف عنه أنه كان يشجع الفن وبخاصة الهندسة والعمارة وتحمل المقبرة رقم 1 بين مقابر منطقة تونا الجبل.


صاحبة هذه المقبرة "جولييت المصريه" أو إذا شئنا الدقة فهي العاشقة التي سبقت جولييت نفسها بأكثر من ألف عام استلقت مومياؤها على سرير جنائزي فاخر عبارة عن بناء مرتفع من اللبن ويعلوه نموذج على شكل قوقعة مغطاة بالجص وتعود هذه المومياء إلى فتاة جميلة ملقبة بشهيدة الحب.. أو العاشقة "إيزادورا ".

إيزادورا ابنة أسرة إغريقية كانت تعيش في مصر في مدينة إنتنيوبولس ( الشيخ عبادة حاليًا) وكان أبوها حاكما للإقليم المعروف حاليًا بمحافظة المنيا وكان قصره الكبير موجودا في مدينه انتنيوبولس حيث يطل على النيل والحقول الخضراء.

كانت إيزادورا فتاة يانعة تبلغ من العمر 16 سنة حين التقت الحب لأول وآخر مرة في حياتها حين وقعت عيناها على "حابي" والذي كان يعيش على الجانب الغربي من النيل في مدينة خمنو (الأشمونين حاليًا) وكان شخصا عاديا من أبناء عامة الشعب المصري ولم يكن من علية القوم فلا يوجد أي وجه للمقارنة بينهما من حيث المستوى رغم ذلك قال الحب كلمته وساقها القدر لتقابل حبيبها " حابى ".

خرجت إيزادورا من مدينتها عبر النهر لتحضر أحد الاحتفالات الخاصة بـ «تحوتي» رمز الحكمة والقلم في مصر القديمة وهناك قابلت " حابي " فتعلقت به وافتتن هو بها حتى إنهما كانا يتقابلان كل يوم وكل ليله فكانت تذهب إليه عند البحيره وكان يأتي إليها بجوار قصر أبيها.

وبعد ثلاث سنوات من الحب الصادق علم أبوها بذلك وقرر أن يمنع هذا الحب من أن يستمر ففي عرفة لا يجب أن ترتبط ابنته ذات الأصول الإغريقية بشاب مصري وأبلغ الحراس بتتبعها وان يمنعوا ذلك الشاب من مقابلتها، وبالفعل كان تضييق الخناق عليها حتى قررت هي أن الحياة دون حبيبها لا معنى لها فقررت الانتحار.

لكن كان يجب أن تراه للمرة الأخيرة وبالفعل تمكنت من مغافلة حراستها وذهبت إلى ذات المكان عند البحيرة ولم تخبره بما همت أن تفعله وهو الانتحار وودعت حبيبها وذهبت حتى إذا بلغت منتصف النهر ألقت بنفسها في أحضان النيل.

ندم أبوها أشد الندم على ما فعله بابنته فبني لها مقبرة جميلة وكتب بها مرثيتين.

أما حبيبها فكان مخلصا ووفيا فكان يذهب كل ليلة يشعل شمعة بداخل مقبرتها حتى لا تبقى روحها وحيدة، وقد كتب لها الأديب طه حسين رواية تحمل اسم إيزادورا شهيدة الحب.
Advertisements
الجريدة الرسمية