رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

ماذا يريد البابا تواضروس من زيارة الولايات المتحدة؟

البابا تواضروس الثانى،
البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية

بدأ قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، أول أمس الخميس، زياراته الرعوية الثانية للولايات المتحدة الأمريكية.


ويرافق قداسة البابا تواضروس خلال الجولة وفد يتكون من الأنبا دوماديوس أسقف ٦ أكتوبر وأوسيم والأنبا ماركوس الأسقف العام لكنائس حدائق القبة والوايلي، والقس أنجيلوس إسحق والقس أمونيوس عادل سكرتيري قداسة البابا.

وفي إطار الزيارة التي من المقرر أن تستمر شهرا سيلتقي البابا تواضروس الشعب القبطي في 6 ولايات مختلفة، هي "نيوجيرسى، نيويورك، ماين، ماسشوتس، نيوهامشير، رود إيلاند، فيرجينيا"، وتستغرق هذه الجولة شهرا كاملا، يعقد خلالها البابا عددا من اللقاءات، ويفتح بعض الملفات للمناقشة.

ومن المقرر أن يرسم البابا تواضروس عددًا من الكهنة لولاية فيريجينا، بالإضافة إلى زيارة بعض كنائس ولاية نيوجيرسي.

زيارة البابا تواضروس إلى الولايات المتحدة، مرتب لها منذ فترة ليست بقليلة، وهو ما يعني أن البطريرك جهز الملفات الملحة مسبقا.

ويمكن أن نطرح سؤال.. ماذا يريد البابا تواضروس من زيارة أقباط أمريكا في هذا التوقيت؟

أحد أساقفة الكنيسة في أمريكا - فضل عدم ذكر اسمه - أجاب على جزء من السؤال، حيث قال إن زيارة البابا تواضروس لأمريكا تأتي للاطمئنان على رعيته كأب روحي لهم، وهي تعد بمثابة زيارة رعوية لتفقد أبناء الكنيسة في المهجر والتأكيد على الثبات في إيمانهم، في ظل الأحداث الأخيرة التي تشهدها الكنيسة، أبرزها مقتل الأنبا إيبفانيوس، أسقف ورئيس دير الأنبا مقار، وإعلان الراهب المشلوح يعقوب المقاري انفصاله عن البابا تواضروس، مما أحدث بلبلة خاصة وسط أقباط المهجر.

ويمكن أن تستشف أيضا من أولى كلمات البابا تواضروس، أمام أقباط الولايات المتحدة، أنه يستغل الزيارة لتصحيح الأفكار والأخبار التي وصلت إلى هناك مشوشة ومغلوطة، أو كما قال عنها البطريرك نفسه "الأخبار تعدي الأطلنطي توصلكم مقلوبة".

البابا تواضروس أكد أن مصر جميلة بل وصل إلى حد التغزل فيها، وذلك في كلمته أمام اقباط نيويورك، مشددا على أنها في أبهى صورها، وتتحسن بصورة كبيرة، ولم يغض الطرف عن المشكلات الموجودة، بل اعترف بها، وأكد أن الإدارة السياسية تعمل على حلها.

ويحرص البطريرك خلال زياراته على إزالة كافة الشوائب التي لصقت بالخطأ في أذهان اقباط الولايات المتحدة، حيث أكد أن أحوال الأقباط تتحسن منذ 5 أعوام، حتى وصل الأمر إلى أن تولى اثنين من الأقباط، منصب المحافظ.

وأكد البابا تواضروس الثاني، أن القيادة السياسية بداية من الرئيس عبد الفتاح السيسي، تسعى إلى أن تبدو مصر كتلة واحدة، والابتعاد عن الانقسام والتفتت الكفيل بأن يدمر المجتمعات في وقت صغير.

واستنكر البابا تواضروس الثاني، الأخبار الخاصة بالكنيسة أو المجتمع المصري التي تصل أمريكا بعد التلاعب فيها، قائلًا «الأخبار لما تعدي الأطلنطي تتغير خالص».

وأوضح أن مصر بلد كبير يضم 100 مليون مواطن، والأقباط بها نحو 15 مليونًا، قائلًا: "مثل أي بلد، التاريخ المصري به صفحات بيضاء وأخرى سوداء ورمادية، لكن منذ نحو 5 سنوات بدأت الأحوال تتحسن، وهناك مؤشرات على هذا التحسن، أبرزها شبكة الطرق والمواصلات الضخمة".

وشدد على أن المشكلات في مصر، سواء كانت كنسية أو مجتمعية، تُحَل بهدوء، وأن القيادة السياسية لديها رغبة صادقة لحل المشكلات، خاصة مع عدم إمكانية إنكار المتاعب المجتمعية التي توجد في كل دول العالم، وليست مصر وحدها.

وتابع البابا تواضروس: "أقول بضمير صالح كما أني مطلع على حاجات كتير ليست منشورة، إن مصر تتغير إلى الأفضل، لدرجة أنه سيأتي يوما سيكون دخولها مثل أوروبا يحتاج فيزا، وموافقات".

تحسين صورة مصر ليست الهدف الوحيد أمام البطريرك، لكنه يسعى أيضا لدعم الشعب الذي عاني، واهتزت صورة الكنيسة لديه بسبب حادث مقتل الأنبا إبيفانيوس أسقف ورئيس دير الأنبا مقار، وهو ما تسبب في هجوم كبير على الكنيسة القبطية خاصة من أقباط أمريكا.

وكشف مصدر أن البطريرك، قد يناقش أسباب هذه القنوات المحسوبة على الكنيسة، وفي نفس الوقت تهاجم البابا والكنيسة، وتهيج الأقباط في الداخل والخارج ضد الكنيسة المحلية، كما يتطرق إلى البحث عن هوية كاهن نيوجيرسى الذي عكف طوال الفترة الماضية على مهاجمة البطريرك.

وحرص البابا تواضروس قبل سفر إلى أمريكا على عقد اجتماع اللجنة الدائمة بالمجمع المقدس في حضور أعضاء لجنتي الرهبنة والسكرتارية، لمناقشة الموضوعات الخاصة بتقنين الكنائس من خلال قانون بناء وترميم الكنائس.

وقال القس بولس حليم، المتحدث باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في تصريح صحفي اليوم؛ إن الاجتماع ناقش بعض المشكلات الأخرى، إلى جانب متابعة تنظيم الحياة الرهبانية واتخاذ الإجراءات القانونية الرسمية حيال الخارجين، والذين جُرِّدوا مؤخرًا مع الاهتمام بالتوعية الكنسية اللازمة بعدم التعامل معهم بأي صورة.

كما أعلن البابا تواضروس توقف العظة الأسبوعية، التي كان يلقيها الأربعاء من كل أسبوع، لمدة 5 أسابيع، نظرا لظروف السفر إلى الولايات المتحدة، ويرافق البابا خلال الزيارة وفد من السكرتارية وأبرزهم القس أنجيلوس اسحق، الذي يصاحب البطريرك في كل جولاته.
Advertisements
الجريدة الرسمية