رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

بناة أبراج الحمام يغزون أقدم مدينة لتربية الزاجل في الفيوم (فيديو)

فيتو

اشتهرت الفيوم قديما بأبراج الحمام التي كانت تملأ سماءها، ثم اختفت في نهايات القرن الماضي، وعادت بعد ثورة يناير إلى الظهور مرة أخرى، للحمام وأبراجه قصص لا تنتهي، بداياتها مع بناء البرج نفسه وهذه الصناعة التي لا تتوفر إلا في محافظة البحيرة، ويأتي بناة أبراج الحمام من البحيرة ليقيموا في أقدم محافظة عرفت الحمام تربيته بكل أنواعه.


يقول عاطف عبد الله الفخراني، أشهر بناة أبراج الحمام في الفيوم، إنه يعيش في جزاير عيسى التابعة لمركز الدلنجات بالبحيرة، ويأتي إلى الفيوم ليبني أبراج الحمام أو عنابر تربية الحمام، التي أصبحت الآن تجارة رائجة، وعائد تربية الحمام يفوق كثيرا من المشروعات التجارية، إلا أنها مهنة ما زالت مختفية ولا يعلم عنها المستثمرون الكثير.

ويتم بناء البرج من عيون مصنوعة من الفخار ويتم تثبيتها بالطين على عدة مراحل، بقاعدة البرج التي تبنى بالطوب الأبيض، ومن الممكن أن يتم إقامة برجين أو ثلاثة متجاورين يربطها باب واحد، يعبر إلى قاعة الأبراج الثلاثة.

ويتابع الفخراني، أن أطوال الأبراج تتراوح ما بين 5 إلى 20 مترا، يتكلف ما بين 5 إلى 50 ألف جنيه بحسب الارتفاع والاتساع وعدد الفخار.

أما العنابر فهي عبارة عن حجرات يوضع الفخار على أجنابها، أقلها تسع 200 فخارة وأكبرها تسع 800 فخارة، ويتكلف العنبر ما بين 3 آلاف إلى 45 ألف جنيه.

إن أبراج الحمام في الفيوم كانت تستخدم مركزا للبريد فقد كانت شبكة بريد جوي مترابطة، كانت تعتمد على أنواع من الحمام الزاجل فغطت سماء مصر وامتدت إلى كل أنحاء الدولة العباسية والدول المجاورة كالعراق والحجاز إلى غزة.

وكانت قلعة الجبل تحتوي على أبراج الحمام التي كانت تحمل الرسائل، وبلغ عددها وفق ما ذكره ابن عبد الظاهر في كتابه "تمائم الحمائم" 1900 طائر مدرب على حمل الرسائل.

وكانت الطيور المذكورة لا تخرج من أبراج القلعة، باستثناء مجموعة كانت في برج بالبرقية خارج القاهرة، يُعرف ببرج الفيوم، أقامه الأمير فخر الدين عثمان بن قزل "أستادار" الملك الكامل محمد بن الملك العادل أبي بكر بن أيوب.

وكان هناك مهنة قديمة انقرضت الآن اسمها صائد الحمام، وكانت أدواتها شباك وحبوب توضع في مساحات واسعة في "الأجران" ليهبط الحمام عليها ويسرع الصائد بغلق شباكه، وساعد على انتشار هذه المهنة في الزمن الجميل كثرة أبراج الحمام، التي تحولت فيما بعد إلى معلم سياحي يقصده زوار الفيوم لمشاهدة أسراب الحمام والتقاط الصور.

وكانت لأبراج الحمام بالفيوم تصميم خاص يميزها عن كل أبراج الحمام في قرى المحروسة، ويرجع تاريخ أبراج الحمام في الفيوم إلى قدماء المصريين فهم أول من ربوا الحمام وبنوا له أبراجا من الطين والفخار لا تزال مستعملة حتى الآن.

ذكر المقريزي في كتاب "المواعظ" أن رسائل البريد الجوي كانت تحملها الحمائم إلى الإسطبلات المصرية المجهزة بالبغال ليستلمها سعاة البريد لتوصيلها إلى أصحابها.

وتطورت وسائل الاتصال لكن أبراج الحمام ظلت باقية انحصرت وظيفة المراسلة فيها فيما يتبادله الهواة والمحبون من رسائل وانتعشت تربية أنواع أخرى للتجارة أو الهواية أو التربية من أجل الطعام "الزغاليل".

وأشهر الأنواع البرية التي يبريها الهواة «الكارنو الأحمر – كاشو – اللينكس – الموندين - الكارنو الأبيض – الهومر – الكنج الأبيض – الكنج الفضي- الرومي - البري – المالطي – القطاوي».

Advertisements
الجريدة الرسمية