رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

11 سبتمر.. 17 عامًا على سقوط «البروج المشيدة»

احداث 11 سبتمر
احداث 11 سبتمر

في مثل هذا اليوم قبل 17 عامًا من الآن، وقعت أكبر كارثة عالميا، عندما نقلت شاشات التلفاز مشاهد مروعة لانهيار برجى مركز التجارة العالمى نتيجة اصطدام طائرتين في الأبراج المشيدة التي تتباهى بها الولايات المتحدة الأمريكية.


الحدث الجلل الذي غير مصير العالم، وجلب ويلات الحروب للدول الإسلامية والعربية، لم تتوقف طائرات الإرهاب الطائر الأربع في سماء "نيويورك" بل استهدفت إحداهما مبنى وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون»، والأخيرة تم إسقاطها بمزرعة في «بنسلفانيا».

اقرأ: صدمة بوش لحظة تلقيه أنباء هجمات 11 سبتمبر (فيديو وصور)

وقت الهجوم كان الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش الابن، بحسب الفيديو، متواجدا مع طلاب مدرسة ابتدائية في «ساراسوتا» بولاية فلوريدا، منقطعا عن متابعة الأخبار داخليا وخارجيا، ودخل عليه كبير موظفى البيت الأبيض حينها، أندرو كارد، ليبلغه بوقوع الهجوم، الذي تجلى دخانه على ملامج وجه الرئيس في صورة يحتفظ بها كتاب التاريخ.

وسقط نتيجة تلك العمليات المعروفة إعلاميا بـ"أحداث 11 سبتمبر" قرابة 3000 قتيل، إضافة لآلاف الجرحى والمصابين بأمراض جراء استنشاق دخان الحرائق والأبخرة السامة.

اقرأ: نيويورك وبنسلفانيا تحييان الذكرى الـ 17 لهجوم 11 سبتمبر (فيديو)

وقد تم إنشاء متحف 11 سبتمبر التذكاري وسط مدينة مانهاتن، حيث يحيي الذكرى الإنسانية للأحداث، وقد استقبل أكثر من 10 ملايين زائر منذ افتتاحه العام 2014.

ومن أكثر الصور التي ما تزال راسخة في الأذهان، هي تلك التي يظهر فيها الكثيرون وهم يقفزون من أعلى البرج الشمالي، حيث كان الحريق في ذلك المبنى أكثر كثافة، وقال شهود عيان آنذاك بأن البعض حاولوا استخدام الستائر أو أغطية الطاولات كمظلات.

اقرأ: تسجيلات صوتية جديدة تكشف كواليس استغاثة ضحايا 11 سبتمبر.

ولعل الأمر الأكثر مأساوية هو أنه ما يزال من غير الواضح بالضبط عدد الموتى نتيجة القفز من أعلى المبنيين، نظرا إلى أن السلطات لم تتمكن من استعادة أو التعرف على بقايا الضحايا.

بعد فترة قصيرة من 11 سبتمبر، وجهت الولايات المتحدة أصابع الاتهام إلى تنظيم القاعدة وزعيمها أسامة بن لادن، ومن الجدير بالذكر أن القوات الأمريكية عثرت فيما بعد على شريط في بيت مهدم جراء القصف في جلال آباد في نوفمبر 2001 يظهر بن لادن وهو يتحدث إلى خالد بن عودة بن محمد الحربي عن التخطيط للعملية، وقد قوبل هذا الشريط بموجة من الشكوك حول مدى صحته.

اقرأ: والدة أسامة بن لادن: تعرض لغسيل أفكار في العشرينيات من عمره (صور)

ولكن بن لادن -في عام 2004 - وفي تسجيل مصور تم بثه قبيل الانتخابات الأمريكية في 29 أكتوبر 2004، أعلن مسئولية تنظيم القاعدة عن الهجوم.

وتبعا لمكتب التحقيقات الفيدرالي، فإن محمد عطا - والذي يسمى أيضا محمد عطا السيد- هو الشخص المسئول عن ارتطام الطائرة الأولى ببناية مركز التجارة العالمي، كما اعتبر عطا المخطط الرئيسى للعمليات الأخرى التي حدثت ضمن أحداث اليوم الدامى.

وبعد 6 شهور من يوم 11 سبتمبر ظلت الأرض هناك تتراوح درجة حرارتها بين 600 – 1500 فرنهيت، وخلال الأسابيع الأولى كان العمال ينتزعون عوارض الصلب وكانت أطرافها تقطر صلبا منصهرا ومازال لونها برتقاليا محمرا بعد 6 أسابيع من الحدث، وكانت أشبه بالحمم البركانية في قلب البركان والتي تظل ساخنة ومنصهرة لزمن طويل طالما أنها معزولة تحت الأرض والصلب ينصهر فوق 2000درجة مئوية، لكن كانت تقارير الحكومة تبين أن حرائق المباني لم تكن كافية لصهر دعامات الصلب.؟

اقرأ: حصن الرئيس.. حكاية طائرة سرية حلقت فوق البيت الأبيض في 11 سبتمبر (فيديو)

كل التقارير الرسمية لم تجب على هذا الغموض مما جعل هذا لغزا محيرا حول كيفية انهيار المباني الشاهقة، وهذا ما أكده البروفيسور توماس ايجر من أن حريق مركز التجارة العالمي لا يصهر الصلب، ولم يتسبب في انهيار المبني رغم أن وسائل الإعلام وكثير من العلماء يعتقدون أن الصلب انصهر، لأن وقود الطائرات يشتعل عند درجة 1000 درجة مئوية والصلب ينصهر عند درجة 1500 درجة مئوية.

اقرأ: ترامب يحيي ذكرى هجمات 11سبتمبر بالتعهد بالحفاظ على أمن أمريكا

كان حطام الصلب يزن 185101 طن، وقد أرسل ليعاد تصنيعه دون فحص 80% منه جيدا، ولم يعط فرصة للخبراء لفحصه، للتعرف على أسباب الانهيار للبرجين التوأمين، واكتفت سلطات المدينة المنكوبة في التحقيق بالصور وشرائط الفيديو وروايات شهود العيان. 

وصور قليلة مازالت تبين أن ثمة مواد متفجرة قذفت من البرجين وأسمنت مجروش وقطع من صلب الأعمدة كان يلقي بها في المراحل الأولى من الانهيار، فصور البرج الجنوبي أظهرت حلقات واضحة للتفجيرات وخروج الحمم حول المبني وتحت مكان نقطة الانهيار تماما وكان التفجيرات أشبه بتفجيرات بالبراكين.

اقرأ: ترامب يكشف مفاجأة بشأن «أحداث 11 سبتمبر»

ورغم مرور السنوات على الهجمات ظهرت معطيات جديدة في المعادلة الغامضة، وتعالت الأصوات المشككة في مصداقية الهجمات وفي علاقة تنظيم القاعدة بها بالرغم من تبنيه لها، ومن بين المشككين بها «فيتشيسلاف كوروليف» وهو خبير روسي في الشئون الجيوسياسية، كشف العام الماضى أن هجمات الحادي عشر من سبتمبر على الولايات المتحدة الأمريكية كانت من تنظيم وتخطيط إدارة الرئيس الأمريكي السابق بوش الابن، قائلا: هذه هي وجهة نظري وهذا ما طرحته في كتابي «أسرار الحادي عشر من سبتمبر»، حيث قدمت وثائق وأدلة قاطعة، استنادًا إلى المصادر الأمريكية نفسها والمصادر الأوروبية أيضا، تثبت تمامًا أن هذه الأحداث كانت من تخطيط إدارة جورج بوش“، مضيفا أن الهدف من هذه الخطة كان هو تفعيل المخططات الأمريكية المستقبلية المتمثلة في السيطرة على العالم العربي.

اقرأ: أحداث 11 سبتمبر.. نبوءة يهودية وتوقعات بهجمات أكثر دموية

كان لأحداث سبتمبر أثر كبير على تشكيل صورة العرب لدى الغرب، فقد تجاوزت هذه الصورة مرحلة التشويه التي كانت سائدة قبل سبتمبر إلى احتمالات الإقصاء، حيث انطلق فكر الصراع ثانية، وظهرت أفكار قديمة جاءت من عصور سحيقة، بهدف خلق صدام وهمي مع الإسلام على اعتبار أن الإسلام مصدر للإرهاب، وذلك في محاولة لخلط الأوراق على الساحة الدولية.

فقد استندت الحملة الضارية التي تستهدف الإسلام والعروبة وتحاول التشهير بهما وتشويه صورتهما، إضافة إلى الحملات السياسية المشبوهة التي تحاول ابتزاز بعض الدول العربية وعلى الأخص مصر والسعودية من خلال هجوم إعلامي تدعمه بعض الدوائر المعادية في الولايات المتحدة.

فقد أشار بعض المعلقين إلى أن أحداث سبتمبر كانت النهاية الحقيقية للحرب الباردة، وبداية الصراع بين الغرب والعالم الإسلامي، إلا أن هذا الاستنتاج خاطئ، لأن النزاع القائم مع بعض الدول الإسلامية لا يعتبر نزاعًا عالميًا.

اقرأ: 8 حقائق تكشف كذب رواية أمريكا عن أحداث 11 سبتمبر

 تأثر العلاقات العربية- الأمريكية بعد أحداث سبتمبر 2001 وما نتج عن هذه الأحداث من تغيرات في الموقف الأمريكي أثارت اتجاهات انتهازية واستخفافا وتحاملا على الأمة العربية، فقد حاولت إدارة بوش الابن التقرب من العرب بعد هذه الأحداث في سبيل الدعم لإطار الحرب الأمريكية ضد الإرهاب.

وأعلن وزير الخارجية الأمريكية آنذاك كولن باول في 19 نوفمبر لعام 2001 الرؤية الأمريكية للشرق الأوسط، والتي حملت في طياتها أول إقرار أمريكي علني بالالتزام الرسمي بتأييد إقامة دولة فلسطينية، وتفاءل العرب قليلًا بهذا الموقف بعد رفض إدارة بوش إبداء مواقف واضحة عن كيفية الوصول إلى تسوية سلمية ووضع حد لما يقوم به رئيس وزراء الاحتلال الأسبق، إرييل شارون، من أعمال إرهابية، والعجيب أنها نالت تأييدًا كاملا من جانب إدارة بوش التي أطلقت يده ليفعل ما يشاء.

اقرأ: افتتاح محطة مترو أمريكية مغلقة منذ أحداث 11 سبتمبر

كان نجاح الحملة العسكرية الأمريكية على أفغانستان أحد أهم الأسباب في تغيير الموقف الأمريكي، حيث لم تعد الإدارة الأمريكية بحاجة إلى تأييد الدول العربية في الحرب ضد الإرهاب، وعادت ثانية تستخدم لغة الغطرسة والاستعلاء ضد العرب، ورافق ذلك حملة إعلامية وسياسية محكمة التنظيم ضد كل من السعودية ومصر.

أما بالنسبة للجانب العربي فقد زاد سخطه على السياسة الأمريكية نتيجة اتجاه أمريكا للتخطيط لضرب العراق متذرعة بحجج واهية وذرائع وهمية، ومحاولة بذلك تلفيق التهم إلى العراق وتحميله مسئولية هجمات سبتمبر للانتقام من العراق لمصلحة إسرائيل والسياسات الأمريكية في المنطقة، وعقب دخول بغداد وإسقاط نظام صدام حسين، توالت الأحداث الدامية في دول المنطقة تباعا، ولم يتوقف عنقود الإرهاب عند تنظيم القاعدة، وظهرت على مدار السنوات تنظيمات أخرى حملت وجه واحد وأسماء مختلفة ودفع العرب فاتورة دم باهظة عقابا لهم على أحداث غامضة ما تكشف عنه لا يعكس مدي حقيقتها.



Advertisements
الجريدة الرسمية