رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الأنبا مكاريوس.. حين يختبر الأسقف معنى «في العالم سيكون لكم ضيق»

الأنبا مكاريوس
الأنبا مكاريوس

"حياتي الشخصية لا تزيد في قيمتها عن حياة أي شخص في المنيا، لكن من حق السكان في أي مكان أن يشعروا بالأمان".

قبل خمس سنوات فتح متطرفون النار على سيارته، التي كان يستقلها متجها إلى قرية السرو التابعة لمركز أبو قرقاص، جنوب المنيا، لتأدية واجب عزاء.


يعلم هو أن الأوضاع في القرية كانت متوترة، بلطجية فرضوا إتاوات على الأقباط هناك، وطالبوهم بدفع نصف مليون جنيه مقابل السماح لهم بالصلاة في الكنيسة.

برز اسم الأنبا مكاريوس أسقف عام المنيا وأبو قرقاص، من وسط الأزمات التي لاحقته منذ أن وصل إلى الإيبارشية، فرضت عليه الأوضاع هناك أن يتصدر المشهد، تحلى بالحكمة والمحبة للمجربين..

محاولة اغتياله كانت تجربة، استطاع  خلالها أن يعين للمجربين أصوات الرصاص التي وجهت إلى سيارته، جعلته يشعر بالنيران التي تحرق أموال وممتلكات الأقباط في المنيا..

كما استطاع أن يعين المجربين أيضا، في حادث دمشاو هاشم الأخير، احتوى الأنبا مكاريوس المكلومين، مسح دموع الحزانى، طبطب على أطفال أدركهم الرعب مبكرا، استقبلهم في مكتبه بروح الأب.

الأنبا مكاريوس الذي رفض محاولات البابا شنودة الثالث رسامته أسقفا مرتين للخدمة بكنائس الخارج، فضل الصلاة، والخدمة في منطقة ملتهبة، توجه إلى الجنوب الحار، مديرا ظهره للغرب البارد.

اختبر الأنبا مكاريوس قول المسيح "في العالم سيكون لكم ضيق"، لم ينعم يوما بالجلوس في مكتبه المكيف، أو إدارة الأمور من خلف الأبواب المغلقة، اقتحم الواقع بدافع المحبة، اصطدم بالأوضاع، لكنه قرر المواجهة، لم يتراجع رغم التكلفة التي جعلت بعض مواقع الإخوان الإرهابية تهاجمه.

على الأرض تعرف على معاناة الأقباط في المنيا، التقى أسر دمشاو هاشم بعد الاعتداء على منازلهم وممتلكاتهم، بعد تسرب شائعة نيتهم تحويل منزل أحدهم إلى كنيسة، الكتاب المقدس حاضر في جميع لقاءات أسقف المنيا، عزاهم، طيب خاطرهم من خلاله، لم يعدهم بتعويضات، لكن رفع عينيه إلى السماء حيث الله موجود.


الشمس كانت شاهدة على الأنقاض التي وقف فوقها الأنبا مكاريوس، لمشاركة أهالي قرية الإسماعيلية بالمنيا، الصلاة، بعد أن هدم متطرفون كنيستهم، وقف يصلي ومن خلفه أقباط القرية، يؤمن أن الله حاضر حتى فوق بقايا المبنى المحطم، يواصل ذلك إيمانا أن إله التعويضات، سيعلن نفسه يوما.

صور عديدة ظهر فيها الأنبا مكاريوس، يصلى فوق الأنقاض، يحتضن أطفالا قتلت فيهم الأحداث البراءة، مسح دموع الأرامل، طيب خاطر سيدة الكرم، التي عراها متطرفون، دافع عن الفتيات المختفيات، أخذ بيد العوزى، عوض المتضررين، في جميع المواقف اقتدى بسيده، الذي كان يجول يصنع الخير.

الأنبا مكاريوس لا يطلب شيئا لنفسه، يجتهد لتحقيق العدل في الأرض، يرفض هو الجلسات العرفية، يؤمن أن القانون وحده وليس بغيره تتحقق المساواة، يدخل المعركة مدافعا، معزيا، منتظرا للعدل، وتطبيقا للقانون، الذي يقاوم آخرون تطبيقه.
Advertisements
الجريدة الرسمية