رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

«الرأس المقطوعة».. تفاصيل خطة نشر الفوضى في بلاد العرب.. تعتمد على دعم الميليشيات المسلحة.. وتفجير نار الخلافات في العواصم العربية.. صراع يهدد مستقبل ليبيا.. والعراق رهينة الخلافات بين أمريك

صورة ارشيفيه
صورة ارشيفيه


طائرة الأزمات تجوب سماء الشرق الأوسط، لم تعد دولة أو عاصمة بمنأى عن صوت الاحتجاجات الشعبية، ورصاص الميليشيات المتناحرة التي تعتبرها المنظمات الدولية الفاعلة طرفا سياسيا، وتحجز له مكان على طاولة المفاوضات.


فجأة وبدون مقدمات اشتعلت العاصمة الليبية «طرابلس» برصاص الميليشيات، ولم تهدأ طائرة الأزمات التي تحلق في سماء الإقليم بدون توقف في رحلة مكوكية شملت اليمن ولبنان وسوريا، قبل أن تصل إلى العراق لتشعل سماء محافظة البصرة بنيران الاحتجاجات.

المنطقة الموعودة بالأزمات لم تهنأ بإعلان انتصارات وهمية على تنظيم "داعش" الإرهابى، وبالرغم من لجوء أغلبها إلى صناديق الاقتراع بهدف ترسيخ الديمقراطية، انتهت فاعلية بطاقة التصويت أمام رائحة البارود المنبعث من بنادق ميليشيات الموت المسلحة التي باتت تسيطر على المشهد السياسي بقوة السلاح.

أزمة طرابلس
المعادلة الإقليمية المرتبكة منذ ثورات الربيع العربى، كشفت الأيام الماضية مدى تحكم الغرب في إدارتها، ومصادرة قرارها وصناعة مستقبلها بطريقة تؤكد عودة المستعمر الغربى على ظهر «دبابة الوساطة الدبلوماسية»، ومثلت العاصمة الليبية طرابلس النموذج الأبرز على مصادرة القرار العربى بقصور الحكام في الغرب.

وبحسب مصادر ليبية رفيعة المستوى تحدثت لـ"فيتو" بهدف شرح جوانب الأزمة التي تولدت من العدم، فإن ما يحدث في بلاد عمر المختار حرب بالوكالة بين إيطاليا وفرنسا، بسبب اختلاف المشاريع بينهما في الداخل الليبي.

وأكدت مصادر "فيتو"، أن تحريك آلة الحرب في طرابلس جاء بتعليمات مباشرة من روما، مع ضمانات بالدعم والتسليح والإمداد خلال المواجهات، ومباركة حكومة الوفاق الوطنى التابعة للمجلس الرئاسي، بهدف إفشال العملية الانتخابية طبقا لمخرجات مؤتمر باريس بين الفرقاء.

المشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الليبي، كان خيار باريس المفضل، طبقا لتأكيد المصادر، بهدف السيطرة الأمنية على كامل الأراضى الليبية، والحد من تصدير الإرهاب البحري عبر المتوسط إلى قلب فرنسا، وهو المحرك الأساسي للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في ملف الأزمة.

على الجهة الثانية وقفت روما متربصة بالدور الفرنسي، وعملت جاهدة على إفشال تمرير العملية الانتخابية بهدف ميلاد برلمان ورئيس وجيش موحد للدولة، واضعة نصب عينيها أهمية تدفقات النفط والغاز، وتحويل العاصمة «طرابلس» إلى مخيم كبير لاستضافة اللاجئين بعدما فشلت في تمرير مثل هذا الاتفاق مع تونس ومصر، وتفضل إيطاليا بحسب المصادر بقاء الدولة «بلا رأس» مجرد رهينة في قبضة ميليشيات متصارعة تضمن تواجدها كوسيط وداعم بالمال والسلاح.

تفجير البصرة
من قتال طرابلس الليبية إلى حرائق البصرة العراقية وتفجيرها بالاحتجاجات الشعبية، لم تعد العراق هي الأخرى بعيدة عن خطة الرأس المقطوعة التي وضعها الغرب بعناية بهدف تفريغ المنطقة من الحكام، وخلق رأس حكم موازٍ، وتم اختيار توقيت حرق البصرة بعناية منقطعة النظير، عقب انتهاء الانتخابات البرلمانية التي وضعت بعدها العراقيل أمام تشكيل الحكومات، وأسقطت الأحداث الدائرة هناك منذ الأسبوع الماضى ورقة التوت، وكشفت مدى تحول عواصم المنطقة إلى غابة من العملاء لصالح أجهزة الاستخبارات الدولية والإقليمية.

فمن جهتها رأت إيران الشريك المخالف في ملفات دول المنطقة الواقعة في غرب آسيا، الأحداث فرصة مواتية لإسقاط رئيس الوزراء العراقى المنتهية ولايته حيدر العبادي، بهدف الإطاحة به من منصبه عقب تشكيله تحالفا مع التيار الصدري، يمكنها من البقاء لولاية ثانية، وأهدر فرص تحالف مضاد موالٍ لنظام الملالى، يتمثل في رئيس الوزراء السابق نوري المالكى، وهادي العامرى.

الولايات المتحدة الأمريكية التي تجيد فن تأجيج الأزمات ظاهرة بقوة على خطة أزمة البصرة، ومن غير المستبعد الآن في ظل حالة العراك السياسي بين المشاريع الخارجية أن تظل الأزمة تراوح مكانها، وسط حالة من فقدان الأمل بميلاد حكومة تمثل بغداد أمام المحافل الدولية.

نموذج صنعاء
إشارة التحذير من خطة غياب الرءوس، أطلقتها العاصمة اليمنية "صنعاء" بعدما تدخل الغرب في خلق كيان حكم موازٍ متمثل في ميليشيات الحوثيين، الذي وضعه الغرب شريكا في الحكم رغم غياب شرعيته أمام الممثل الرسمى الرئيس عبدربه منصور هادي، ونجاح هذا الشريك المخالف في عرقلة انعقاد محادثات جنيف بعد دعوته رسميا رغم المعارك التي تدار ضده كميليشيا استولت على دولة.

لبنان وفلسطين
وتجر فلسطين الآن إلى ذات المصير، في ظل حالة التناحر السياسي بين حركتى فتح وحماس، الذي تحول إلى صراع يفوق مقاومة المحتل الإسرائيلى.

لبنان هي الأخرى عالقة في ذات المصير رغم انتهاء الانتخابات النيابية قبل أسابيع، وما زالت بيروت تعانى من صراع الفرقاء، وفشل رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري في تشكيل حكومته لتقديمها إلى رئيس البلاد ميشال عون، بسبب الخلافات الحادثة بين الكتل السياسية التي تتلقى تعليماتها من عواصم أخرى، وتحديدا "حزب الله" الذي تأتيه القرارات المصيرية من طهران.

مصر في العاصفة
ما يدور في إقليم الشرق الأوسط، ليس بعيدا عن مناخ القاهرة السياسي التي يفرض عليها ثقلها السياسي وموقعها الجغرافى التواجد بقوة داخل هذه الملفات، ولعل الملف الليبي أبرز ما يثير القلق لدى القاهرة التي تقع هي الأخرى في قلب عاصفة تهدف إلى خلق حالة مماثلة بداخلها، واضعة الأزمة الاقتصادية التي تمر بها الدولة، ضمن أدوات التحريض على الفوضى من بوابة الغضب الشعبى.

"نقلا عن العدد الورقي..."

Advertisements
الجريدة الرسمية