رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

كنائس الظل.. حكايات خاصة عن المهمشين في «بيوت الرب».. الطائفة الإنجيلية تضم 18 مذهبا.. شروط مشددة للاعتراف بأي مذهب جديد.. وأندريه زكي يكشف قيمة الاشتراكات السنوية

صورة ارشيفيه
صورة ارشيفيه

رغم تعدد الطوائف المسيحية في مصر، إلا أن غالبية المصريين لا يعرفون سوى الثلاث طوائف الكبرى "أرثوذكس، كاثوليك، بروتستانت"، كما لا يعرفون أن الطائفة البروتستانتية وحدها تضم 18 مذهبا مختلفا، ينمون وينتشرون في الظل، مهمشين، لهم مئات القساوسة وشعبهم يقدر بمئات الآلاف، وينتشرون في جميع محافظات مصر.


وبحسب الدكتور القس أندريه زكي، رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، "لا يسمى مذهبا إنجيليا في مصر ما لم يعترف به المجلس الإنجيلي العام، وما يخالف ذلك وجوده غير شرعي"، مشيرا إلى أن المجلس يضم 18 مذهبا إنجيليا، أكبرها الإنجيلية المشيخية.

شروط الاعتراف
ووضع المجلس الإنجيلي العام مجموعة من الشروط للاعتراف بالمذهب، أبرزها أن يكون لديه على الأقل 20 كنيسة يحضر فيها شعب بنسبة معقولة، ودستور وعقيدة إنجيلية واضحة، ولديه نظام مالي وإداري يعرض أولا على اللجنة المالية للكنائس الإنجيلية، إذا اقتنعت بأوراقه تقدمه إلى المجلس الإنجيلي العام، ليعرض على لجنة «المذاهب تحت الإنشاء»، لكن الأهم أن يكون لديه عقيدة بروتستانتية ثابتة، حتى يكتمل الإنشاء.

ويشترط للموافقة على إنشاء مذهب اختبار معتقد المتقدم من خلال اللجنة اللاهوتية والقضائية، والمجلس الإنجيلي العام الذي لديه كل صلاحيات الثواب والعقاب على جميع المذاهب، خاصة أن لديه صلاحيات منح لقب قسيس وكنيسة ومذهب وتسحب عند الخطأ.

توافر الشروط السابق ذكرها شرط للاعتراف بالمذهب، لكن في حال فشل صاحبه في استكمالها يمكن أن ينضم إلى مذهب قائم بالفعل قريب من أفكاره، والدولة لا تعتمد أي مذهب إلا بعد اعتماده من قبل المجلس الإنجيلي العام.

40 ألف جنيه
ونفى "زكي" إمكانية الحصول على مقابل مادي لمنح صفة «مذاهب»، مشيرا إلى أن اشتراكات المذاهب الـ18 السنوية لا تتخطى الـ40 ألف جنيه، فأكبر مذهب يدفع 8 آلاف جنيه في السنة، وبعض المذاهب تدفع ألفا، مؤكدا أن الطائفة الإنجيلية لا تعتمد على اشتراكات المذاهب، التي لا تمثل 1% من أنشطتها أو إيراداتها ومصروفاتها.

وتعتبر المذاهب الـ18 هي حركات أخرى من الإصلاحيين، انبثقت من داخل الحركة الإصلاحية الكبرى وهي البروتستانتية أو كما هو متعارف عليها الإنجيلية، وجميع هذه المذاهب تقع تحت مظلة الطائفة الإنجيلية، نظرا لصعوبة تعامل الدولة مع كل هذا العدد من المذاهب، ويمثلهم جميعا أمام الدولة الدكتور أندريه زكي.

ومن بين المذاهب التي انبثقت من الطائفة الإنجيلية الإخوة البلاميس، الإخوة المرحبون، «نهضة قداسة» و«الرسولية» و«الخمسينية»، مجمع الإيمان، الإصلاحيون، المعدنية الكتابية، المعمدانية المستقلة، المثال المسيحي، كنيسة الله، النعنة الرسولية، النعمة، كنيسة المسيح، الكرازة بالإنجيل، وغيرها من الطوائف.

وتعتبر كنائس الإخوة، ثاني أكبر مذهب بعد الكنيسة الإنجيلية، حيث يصل عدد الكنائس بها إلى 220 كنيسة محلية، بينما الرسولية 170 كنيسة، والكرازة بالإنجيل 10 كنائس.

كنائس بلا قساوسة
وتتميز كنائس الإخوة بعدم وجود قساوسة لها، حيث تعتمد على نظام الشركة أسوة بتلاميذ المسيح، ويطلق على بديل القس "خادم متفرغ"، أي ترك عمله للخدمة في كنائس الإخوة، على أن تدبر الكنيسة متطلباته المالية لكن ليس في شكل مرتبات.

كنيسة الإخوة ليس بها استمارات عضوية لكن المهم الحكم على الشخص أنه مستحق أن يكون عضوا أم لا، من خلال حضوره المتكرر لاجتماعاتهم، وزيارة الإخوة القدامى الراغب في الانضمام لهم للتعرف على تفاصيل أكثر عنه، ومن ثم اتخاذ قرار قبوله.

ويقوم الخادم المتفرغ بدور القسيس في الكنائس الأخرى من حيث معمودية الأطفال، وإتمام مراسيم الزواج، كما يوجد خادم متفرغ خاص بعقود الزواج والتوثيق وهو المسئول عن التوثيق في المحكمة.

وتعتبر الكنيسة الرسولية ثالث أكبر مذهب بعد كنيسة الإخوة، وتؤمن بعمل الروح القدس الإعجازى في هذا العصر، مثله مثل القرن الميلادى الأول تماما، كما تؤمن بضرورة ممارسة كل مواهب الروح القدس والتبشير.

الطائفة الرسولية
يترأس الطائفة الرسولية القس ناصر كتكوت، ولها هيكل إداري متدرج، حتى إن لكل محافظة أو اثنتين لهما رئيس مجمع ونائب للرئيس وسكرتير وأمين صندوق، كما هو الحال في رئاسة الطائفة.

ومن جانبه قال القس ناصر كتكوت إن الكنيسة الرسولية تُحرّم الخمور وترفض حلى المرأة والظهور بالمكياج، وتُحرّم على أعضائها التدخين حيث يشترط في المرشح للعضوية ألا يكون مدخنا، كما أن الكنيسة لا تقبل التبرعات من مال حرام، ولا تقبل توريث منصب القس.

وتعتبر العقيدة المميزة في الكنيسة الرسولية هو ربط اختبار الامتلاء بالروح القدس أو معمودية الروح القدس أو ختم الروح أو قبول الروح القدس أول مرة بصلاة الألسنة كعلامة مميزة لهذا الاختبار، وهو من أهم أساسيات رسالة الخلاص المسيحى (الولادة من الماء والروح)، وهو مصدر القوة الروحية في التبشير والكرازة.

وينتخب رئيس الكنيسة الرسولية من خلال تصويت ممثلين لـ150 كنيسة على مستوى الجمهورية، ويشترط في المرشح ألا يقل سنه عن 45 عاما، وخدم في إحدى الكنائس الرسولية لمدة لا تقل عن 10 سنوات، فضلا عن سيرته الحسنة بين الجميع، وهناك لجنة لإدارة الانتخابات ويتم وضع الأصوات في صناديق زجاجية.

ويمثل كل مذهب من المذاهب عضو واحد في المجلس الإنجيلي العام، وهو ما يسعى الكثير من الطوائف إلى تغييره، وإضافة أعضاء آخرين، خاصة أنه المجلس المسئول عن اتخاذ القرار في الطائفة الإنجيلية، كما لا يحق لقساوسة هذه الطوائف اختيار رئيس الكنيسة الإنجيلية، وإنما يشارك في انتخابه فقط رئيس المذهب.

"نقلا عن العدد الورقي..."
Advertisements
الجريدة الرسمية