رئيس التحرير
عصام كامل

جاسوس سعودي يكشف معلومات عن تنظيم القاعدة

فيتو

عرضت صحيفة "الجارديان" البريطانية مذكرات أيمن دين العميل المزدوج لدى الاستخبارات المركزية البريطانية، والذي قضى أكثر من عقد من الزمن مع تنظيم القاعدة في أفغانستان.


وأشارت الصحيفة إلى أنه بعد انهيار نظام طالبان في نوفمبر 2001، سارع الصحفيون الذين كانوا ينتظرون خارج سلطة النظام الإسلامي وفي باكستان إلى معسكرات التدريب المهجورة التي قام فيها تنظيم القاعدة ببناء فرقة الهجوم التي قامت بهجمات 11 سبتمبر.

مستودع درونته

"كنت أسمع بوجود معسكرات تدريب قرب مستودع قريب يدعى (درونته) على بعد ميل واحد من الطريق الرئيس، لم يكن من الصعب الوصول إليه إذ إنه مجمع من الأكواخ الطينية والثكنات الموجودة في نهاية طريق قصيرة".. بهذه الكلمات بدأ مراسل الجارديان حديثه، الذي كان هناك آنذاك في مدينة جلال آباد الشرقية أثناء اشتباك قوات المعارضة مع بقايا أعضاء القاعدة ليلة سقوط المدينة.

تسع حيوانات
ألف دين كتابًا أطلق عليه اسم "تسع حيوانات" يروي فيه قصة القصة الاستثنائية التي رأها، فمن الغريب أن تقوم أجهزة استخبارات غربية بزرع عميل داخل منظمة مثل تنظيم القاعدة، ومن النادر أن تصبح هوية هذا العميل معروفة وأن ينشر فرد مثل هذه المذكرات المفصلة عن الفترة التي تجاوزت العقد من الزمن التي قضاها قرب أحد أعلى مستويات الإرهاب.

اسم مستعار
ويروي دين صاحب الاسم المستعار القصة بمساعدة بأول كروكشانك، باحث وصحفي مقيم في الولايات المتحدة، يملك معرفة عميقة بالموضوع بجانب القدرة على تحويل مواد خام من ذكريات عميل إلى أمر يشغل عامة الناس.

جوانب إنسانية

ويتناول الكتاب عدة جوانب إنسانية منها الإيمان والضعف والصدمة والعنف وجميع أشكال الفداء من خلال الغوص العميق في التفاصيل الداخلية لواحدة من أشهر المنظمات الإرهابية على مر العصور.

في البداية يرصد الكتاب بواكير حياته في المملكة العربية السعودية وكيف انجذب لمجموعة دراسة دينية تبدو بريئة لكنها تسعى لإنتاج عدد كبير من المسلحين رفيعي المستوى، ومن ثم انضمامه للقتال في صفوف المسلمين الملتزمين إلى جانب الكرواتيين مشاركًا في المعارك والفظائع.

ومن ثم يصف كيف سافر إلى أفغانستان، وتوجه لـ"درونته" حيث شارك في صنع أسلحة كيميائية وبيولوجية لينضم بعدها إلى تنظيم القاعدة ويجري مقابلة مع أسامة بن لادن ليصبح بذلك الوحيد الذي حظي بمقابلة بن لادن، والذي وصف بن لادن بصورة أكثر قربًا لشخصيته.

أرانب تغير تفكيره
في نهاية المطاف تزعزع التزامه بالقضية، وانتهى به المطاف في البحرين ثم نقل إلى جهاز الاستخبارات البريطانية، الذي وظفه كعميل لبضع سنوات وأعاده إلى أفغانستان ودرونته، بعدما شعر بأنه تورط في تصنيع قنابل الغاز التي تم اختبارها على مئات الأرانب والتي إصابته بالقلق وتغير نهجه عن الجهاد.
الجريدة الرسمية