رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

د. صلاح فضل : وفاة والدي حرمتني من حلم «الطب» وهربت من «كابوس التيفويد» لدار العلوم

فيتو


  • أبي كان يكتب الشعر وأراد لي أن أكون شاعرا فتمردت على ذلك واخترت النقد
  • تفوقي على الشاعر أحمد شوقي صاحب الحضور الطاغي في ذلك الزمن كان شعورا يباغتني بطريقة صبيانية
  • كنت أتمسك بالتيارات الجديدة في النقد والفلسفة والفكر والثقافة الإنسانية، لأفعل ما كان يفعله طه حسين وعلي مبارك ورفاعة الطهطاوي في أزمنتهم
  • النكسة عار بكل ما تحمله الكلمة من معنى.. عدت إلى مصر في السبعينات بعد انتصارنا.. ثم كانت الفترة الأليمة التي احتقنت فيها الحياة السياسية بعد حرب أكتوبر
  • لكنني كنت حريصًا وما زلت على رؤية منجزاتها والإشارة على وجه التحديد إلى إخفاقاتها


4 ساعات كاملة مرت مسرعة.. ممتعة في حضرة المفكر، الناقد الأدبي الكبير، الحائز على جائزة النيل، الدكتور صلاح فضل.. ساعات قليلة لكنها حملت ذكريات سنوات طويلة.. انطلق قطار الحديث من محطة قرية «شباس الشهداء»، التابعة لمركز دسوق، محافظة كفر الشيخ.. حيث العائلة الأزهرية المثقفة، ثم انتقلنا بعد ذلك إلى محطة دار العلوم، القاهرة وسنواتها.. لنحلق بعدها في أجواء إسبانيا، وأيام البعثة التي قضاها الناقد الكبير هناك في «الأندلس». 

4 ساعات كاملة، أصبحنا بعدها مدانين لصاحب «النيل» بمعرفة المزيد عن الأدب والتواضع والأخلاق والإحساس المرهف في حضرة الناس، كشف لنا الكثير مما لم يتحدث فيه من قبل، واختصنا بالعديد من الكواليس عن حياته التي لم يبح بها لأي وسيلة إعلامية، وقف أمامنا وهو صاحب المقام الرفيع في مرآة كاشفة، يبتعد عنها كثيرا ليرى جوانب صورته واضحة، يحاسب نفسه وجيله، ما الذي قدمه، ولماذا لم يقتحم عالم السياسة، وما الذي خشى من البوح به سابقا وقرر معنا أن يفتح أوراقه كاملة.

البداية
في عام 1938 ولد الناقد الأدبي الكبير الدكتور صلاح فضل، بقرية شباس الشهداء وسط الدلتا، من بيئة أزهرية تحلم له وتحمله أمانة السير في ركاب العائلة، يسارع الخطى في اجتياز أعلى المناصب الدينية، كما هو منهج جذوره الأزهرية العريقة؛ تمرد «فضل» على هذه التيمة، اكتفى بالتعليم الثانوي بالعمامة الأزهرية، واتجه إلى القاهرة وهناك حصل على ليسانس العلوم من كلية دار العلوم جامعة القاهرة، ومنها إلى جامعة مدريد، لينال منها الدكتوراه في الآداب، لتستمر رحلة حافلة بالترقي والنجاح. 

«العِقد» الذي ولد فيه «فضل»، كان حافلًا بالمعارك النقدية، بين طه حسين والعقاد وأحمد أمين وزكي مبارك؛ أجواء لا تعيشها القاهرة فقط بل امتدت إلى جميع ربوع البلاد، في وسط الدلتا كان والد «فضل» وجده من علماء الأزهر والمشتغلين بالثقافة العربية والإسلامية، و«القراء المدمنين» لمجلة الرسالة، بحسب وصفه، التي كانت مفتاح تعلمه الأبجدية الأولى في الفكر والنقد والثقافة.

يمكن القول هنا إن «الرسالة» كانت الخطوة الأولى التي خطاها «فضل» في عالم النقد، فالمجلة العريقة كانت صفحاتها مفتوحة لقامات مثقفي المجتمع، بداية من العقاد، وطه حسين، مرورا بأحمد أمين، ومحمد فريد أبو حديد، وأحمد زكي باشا، ومصطفى صادق الرافعي، ومحمود محمد شاكر، والشابي، وحتى سيد قطب، قبل أن يتحول إلى الفكر الإخواني، كان يكتب فيها.

وحملت المعارك النقدية الكبرى بين هؤلاء العظام، صفحات الكتب التي حرص الناقد الكبير على اقتنائها، بما جعل «صلاح فضل» يولع بالنقد في سنوات صباه، ويقول عن ذلك: كنت اقرأ إنتاجهم الفكري والثقافي مع حفظي آيات القرآن الكريم، وأتروى وأتغذى بملحهم وكتابتهم الرشيقة. 

وعن الاختلافات التي يرصدها الناقد الكبير بين «نقد أيام الرسالة» وما تشهده الساحة الثقافية في وقتنا الحالي، قال «فضل»: كانت كتابات لطيفة، وملاح، ونوادر، وفكاهيات، كان المازني صاحب قلم رشيق، وزكي مبارك صاحب أسلوب لعوب، وصرامة وجدية الرافعي وهو يعشق ويحارب عبر تهويماته الرومانسية، ويضيف: كان هذا يمثل الطعام اليومي لي. 

وأضاف: كان والدي يكتب الشعر وأراد لي أن أكون شاعرا، فتمردت على ذلك واخترت النقد، تفوقي على الشاعر أحمد شوقي صاحب الحضور الطاغي في ذلك الزمن، كان شعورا يباغتني بطريقة صبيانية، وجزمت بحس نقدي مبكر أنني لن أصل إلى مستواه، فكان النقد طريقي.

كان «جدي» يكتب بنفس أسلوب الرافعي في رسائله الخاصة قال «فضل» وتابع: كان تيارًا في هذا الوقت يملك وعي اللغة، ويوظف عبقرياتها، ويستقطر جمالياتها حتى في لغة خطابه اليومي، كل هذا المناخ الأدبي خلق في طفولتي أفقًا لم يكن لي أن أنفصل عنه، وهو الرضاعة والتغذي على لبان العربية.

انتقلنا بعد ذلك إلى الحياة المهنية، فسألناه عن رؤيته لها وأحلامه الخاصة بها، فأجاب: كنت أطمح أن أكون طبيبا، إلا أن وفاة والدي المبكرة في ريعان شبابه، خلال تفشي وباء التيفويد الذي داهم مصر عام 1942، كنت في الرابعة من عمري، جعل جدي ينذرني لخلافته في الأزهر، ودراسة اللغة العربية، لكنني اخترت تغيير وجهتي إلى كلية دار العلوم.. كانت هذه طريقتي في الهروب.

«فضل» في سياق الحوار لم يتجاهل تسجيل ملاحظاته على الدراسة الأزهرية، التي يبدو أن أزماتها ليس حديثة، قائلًا: كانت الدراسة قاسية، في اكتمال دائرتها، لدرجة أنني عندما أتممت دراسة السنة الأولى الابتدائية، كنت أحفظ القرآن كاملًا، ودرست كل أبواب النحو، ومعظم أبواب الفقه، وقضايا الصرف، ولم أكن أتصور أن هناك علما آخر يمكن أن أدرسه في السنة الثانية أو الثالثة، ووصلت لدرجة التشبع من هذه الثقافة التقليدية، وكان المنفذ لما هو أبعد من كلية دار العلوم، لاختراق أفق جديد، وعبر ثقافة مغايرة تعطي وجها جديدا للحياة والأدب والثقافة والفكر. 

الستينيات.. شهدت ما يمكن وصفه بـ«ملامح ثورة ثقافية مصرية»، لكنها كانت ثورة مدعومة بخطاب أيدلوجي، يختلف عن ذلك الخطاب الليبرالي الذي ولد «فضل» في كنفه بداية ثلاثينات القرن الماضي، وعن رؤيته للفقرة تلك قال الناقد الكبير: كان هناك مناخان في الدائرة الأكاديمية، والحياة العامة، والصراع دار في الأدب ونقده، الأولى يتزعمها الناقد الأدبي محمد مندور للمجتمع والتوظيف الواقعي للرواية، والشعر، والمسرح، وضخ الدماء في شرايين الحياة، وربط منظومة القيم الاجتماعية بتطور مصر والعالم العربي في تلك الآونة بالإبداع الأدبي، مقابل مدرسة رشاد رشدي، التي تعتصم برؤية الفن للفن.

وكان إلى جانب النموذجين نموذج آخر أقرب إلى قلبي، وهو غنيم هلال، أستاذي المباشر، الذي دعاني إلى عدم الاقتصار على الثقافة العربية والاكتفاء بمعطياتها، لأنه يرى أن هذه المعطيات لا تؤدي فقط إلى الانفصال عن الأفق العالمي، لكنها تجعله كمن يلصق وجهه في المرآة، لا يستطيع رؤية حتى وجهه.

عالم السيتينات
منتصف ستينات القرن الماضي، كانت الظروف جميعها مضادة له، حسبما أوضح «فضل» وأكمل: صدر قانون تطوير جامعة الأزهر، بما جعل لها الحق في إرسال البعثات للخارج، وتقدمت إلى أحد هذه البعثات للسفر إلى فرنسا، وكان هذا غاية مرادي، لكنني فوجئت ببرقية من إدارة البعثات يبلغونني بإلغاء البعثة.

قرار الرفض.. كان صادمًا في وقت يبحث فيه الناقد الكبير، عن تعليم آخر، وثقافات أخرى، بما جعل الاستمرار في مصر، من رابع المستحيلات؛ أشاروا عليه بالبحث عن منحة لإحدى الدول وأعطوه عنوان السفارة السويسرية، ذهب هناك وكان على موعد مع إحباط جديد، «قالوا لي هل تجيد اللغة الفرنسية قلت لا، فقالوا لن نتحمل مسئوليتك !».. هكذا قال. 

كان يحلم بـ«فرنسا» لكن استقر به الحال في إسبانيا بعدما حصل على بعثة هناك، كان في يقينه يؤمن أنه سيغادر في أقرب فرصة إلى فرنسا، وعن تلك الفترة قال: كنت قد تزوجت ومعي طفلة صغيرة عمرها 4 أشهر، عملت بتدريس اللغة العربية، كانت لغتي العربية السليمة والصحيحة مصدر إعجاب شديد وبحث، وكان الأساتذة يتحاورون معي باللغة العربية الفصحى، ولم يمض عدة أشهر إلا وعرضوا عليّ العمل مدرسًا بقسم اللغة العربية في كلية الآداب والفلسفة بجامعة مدريد.

وواصل: بعد فترة أصبحت أرى تجربتي في إسبانيا، نافذة واسعة جدا على الفكر الأدبي والنقدي والعلمي والترجمة لكل لغات العالم، بعدما كنت أتصور أنها مجرد مرحلة فقط.

الحداثة كانت «سر عبقرية أوروبا وتحضرها وثورتها الفكرية والصناعية والإنسانية» في ستينات القرن الماضي لم تصنع تاريخا بعد، رد «فضل» على سؤال «فيتو» في محاولة للابتعاد قليلًا عن الأدب والفكر، إلى الحالة السياسية التي تشغل مصر بأكملها، وكيف كانت هذه المرحلة بكل تفاصيلها.

وأضاف: كانت كلمة ذات طابع أيدلوجي بالدرجة الأولى، وكان يوجد اليسار وهؤلاء يؤيدون الفكر الاشتراكي بجانب الشيوعيين، وكان هناك التقليديين والرأسماليين والمحافظين أيضا في مجتمع الستينات بمصر. 

«فضل» يدقق النظر في سقف الغرفة كمن يقف على تفاصيل المرحلة، قبل أن يكمل: بعد ذلك أثبتت الحداثة تجليات لا حصر لها، ومزايا لا تعد، وإمكانات لا تنفذ ومفاهيم لكل منطق ينطلق من هذا المصطلح، ويستطيع أن يحركه نسبيا عما يحرك الآخر، وهذا المصطلح أنبت مصطلحا آخر من صلبه، ولكنه معارضًا له وهو «ما بعد الحداثة»، لكن «فضل» رغم ذلك، كان حريصا على عدم استخدام هذا أو ذاك، وهو المثقف والأديب الكبير، ويبرر ذلك أن المصطلح مضلل وملتبس ومتعدد الدلالات، وكل إنسان يمكن أن يضع له تعريفا خاصا به، وأحيانا كانت تلتصق تصرفات وإيحاءات سيئة السمعة بالكلمة، حسب المستخدم للمصطلح وعاداته وثقافته، وبالتالي لا يوجد تعريف دقيق يمكن الاستناد عليه والإشارة إليه، لذا كان يفضل استخدام الأسماء بأسمائها.

وقال: كنت أرى أن الحياة المصرية سجينة بطابعها القومي، وخصوصيتها الدينية، وعزلتها الجغرافية، وتزكي إحساس أني شيء والآخر شيء مختلف، وهذا الشعور مدمر للطاقات، لأن في نهاية الأمر هناك تيار حضاري عالمي، ويجب أن ننخرط فيه، وأن نكتسب منجزاته ونبني عليها، في جميع العلوم الإنسانية والطبيعية، ودعوات الخصوصية والتمايز عن الآخر، مبررات للتقوقع والتخلف والعزلة والعداء للآخر، والعجز عن الشراكة الحضارية.

طبيعة الموقف العربي كانت في حقيقة الأمر تمثل البوصلة التي تحدد النتائج، مقولة أخرى جاءت على لسان «فضل» مضيفًا عليها قوله: كنت أتمسك بالتيارات الجديدة في النقد والفلسفة والفكر والثقافة الإنسانية، لأفعل ما كان يفعله طه حسين وعلي مبارك ورفاعة الطهطاوي في أزمنتهم. 

النكسة كانت موجعة، عندما وصل قطار الحوار إليها، ظهرت ملامح الألم على وجه الناقد الكبير، لكن ما هي إلا ثوانٍ قليلة مضت، عاد بعدها ليمسك بخيط الحكي، وقال: كنت أتجنب الإشارة إلى جنسيتي المصرية؛ كانت النكسة عارًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، عدت إلى مصر في السبعينات بعد انتصارنا، ثم كانت الفترة الأليمة التي احتقنت فيها الحياة السياسية بعد حرب أكتوبر، وارتدت فيها السياسة المصرية عن منجزات الحقبة الناصرية، وقام السادات خلالها بمغامرته السياسية الكبرى، بعقد صلح مع العدو الإسرائيلي، ومعاداة الرأي العام العربي بأكمله، وثورة المثقفين المصريين عليه، وهجرتهم خارج مصر، وتغول التيارات الدينية. 

واستطرد: التيار الديني استخدمه السادات في حربه ضد الناصريين واليساريين، حتى قتل على أيديهم في نهاية الأمر، كان ذلك أمرا طبيعيًا، وما حدث خلق في مصر أجواء من الردة الثقافية والحضارية، وما يتغنى به الآخرون الذي اسموه الصحوة الإسلامية، كنت أسميه أنا غفوة حضارية، وردة ثقافية وإنسانية، وخطأ سياسيا فادحا، فلم يكن أبدا الصراع مع إسرائيل على استرداد سيناء، لكنه كان على مصير الشعب الفلسطيني، والمدى الحيوي للأمة المصرية في المحيط العربي، الذي ضرب في مقتل بمعاهدة كامب ديفيد، ولا نزال نعاني منه حتى الآن، وانعكس ذلك على الحياة الثقافية، وبدلا من تصدير ثقافة طه حسين، ورفاعة الطهطاوي، صرنا منتحلين لها.

طوال سنوات لم يفقد الناقد صلاح فضل إيمانه الراسخ بالمصريين، والحضارة المصرية؛ نسأله وسط هذا الشجون السياسي عن رؤيته لمصر، يجيب بصرامة لم تخل من مشاعر مرهفة: نعم نؤمن بها مهما تقلبت بنا الحياة السياسية، ومهما توقفت بنا عجلة الزمن عقودا طويلة، وحتى في تعفن الحياة خلال أيام مبارك، بكل أوجهها، وتدهورها على جميع المستويات، تعليم ورعاية صحية، ومسكن وملبس، ومنظومة قيم وفهم مستنير للدين، ووعي حضاري ازدهر في مصر طيلة القرن العشرين، والذي تم هدمه كاملا. 

الأنظمة السياسية المتعاقبة على حكم مصر.. أيهما أقرب لقلبه، أو يمثله، رد الناقد الكبير، على التساؤل هذا بثبات وثقة وربما فخر وتسجيل موقف قائلا: لم أكن يوما أحد عباد الأنظمة الثلاثة، لكنني كنت حريصا وما زلت على رؤية منجزاتها والإشارة على وجه التحديد، إلى إخفاقاتها، فترة عبد الناصر، قام الجيش المصري فيها بثورة على نظام فاسد لتصحيح الأوضاع بعد حرب فلسطين، ووضع الضباط الأحرار مجموعة من المبادئ، كما أنهم حاولوا تحقيق قدر من العدالة الاجتماعية، عن طريق قوانين الإصلاح الزراعي، والاقتصادي، والانحياز للطبقات الفقيرة، ثم اكتشاف عروبة مصر، والتغني بريادة مصر، والكرامة الوطنية، فكان الثمن فادحا، مجموعة من الهزائم العسكرية التي اعتبرناها مكاسب ونصر. 

وتابع: بداية من 1956، إلى حرب اليمن، مرورا بـ 1976، جميعها استنزفت الدم المصري والطاقة والمصرية، هل كان النظام يمكنه تفادي ذلك لا أعرف، يجيب فضل على سؤال تفاداه منا، ووجهه إلى نفسه.

يأخذ الدكتور فضل أنفاسه، ويرتاح ليستعيد دورة الذاكرة ويتابع: جاء الضباط الأحرار لإنشاء حياة ديمقراطية صحيحة، ولم يحدث لأنها ضد طبيعة العقلية العسكرية التي لا تتحمل مسئولة الحفاظ على حياة ديمقراطية صحيحة، فقضى على حلم نمو الحياة الديمقراطية؛ فعندما كان عبد الناصر يجتمع مع زعيمين عظيمين مثل تيتو، الذي يقود يوغسلافيا بالمنطق الماركسي والشيوعي الشمولي، ونهرو الذي يقوم بالمنطق التعددي والثقافي الحر، كان يحرضه «تيتو» على تأميم الشركات والمصانع الكبيرة والصغيرة وابتلاع الدولة لكل المؤسسات، بينما كان يحرضه نهرو، على حياة ديمقراطية ومبادرات شخصية وسوق حر لصنع التنمية لشعب فقير، فاختار عبد الناصر القيادة بمنهج تيتو، فما هو مصير يوسغلافيا الآن.. يسأل فضل ليرد هو أيضا على نفسه... تفككت وتشرذمت وانهارت، بينما استطاعت الهند بفقرها وديمقراطيتها المعجزة، أن تصنع تجربة في العلم والتقدم والحفاظ على الكينونة القومية الجامعة للهند.

وأكمل: ما نقوله ليس انتقاصًا من «عبد الناصر» أحد الرموز المصرية العظيمة، ولكن للإفادة من التجربة، التي جعلتنا في شبابنا الذي عشناه أيام عبد الناصر في خوف، الأمر الذي جعلني وأنا متفوق في الجامعة، ابتعد عن السياسة كليًا، لدرجة أني عندما ترشحت للبعثة الإسبانية، خفت أن يقبض على بتهمتين كان يمكن القبض على بأي واحدة منهما، فإما أنا من الإخوان المسلمين، أو من الشيوعيين.

غدا على بوابة "فيتو" الجزء الثانى من الحوار
واجهت جيهان السادات بخطايا زوجها... وصديق مشترك حمل رسالتي الغاضبة إلى سوزان مبارك

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"
Advertisements
الجريدة الرسمية